ابرام مقار يكتب: مش أحسن مانبقي زي سوريا و العريش!
في تمام الساعة العاشرة والنصف من مساء الثلاثاء، الحادي والعشرين من فبراير الحالي، سمعت الزوجة طرقات مزعجة على باب منزلها، فرفضت الاستجابة للطارق، ونادت على ابنها ليقوم هو بمحاولة معرفة هويته، حيث أن الزوج مسن ويعاني من ضعف السمع ولا يقوى على الحركة. فقام الأبن بفتح الباب ليفاجئه 3 مسلحون ملثمون ينتمون لتنظيم "داعش"، بلكمه قوية أسقطته أرضاً، وعندما حاول النهوض أطلقوا الرصاص على رأسه، فلقي مصرعه في الحال، وهنا صرخت الأم وحاولت الاستغاثة بالجيران، لكن المسلحين منعوها من الخروج، وأغلقوا الباب عليها، ثم بحثوا عن رجال آخرين في المنزل ليجدوا الزوج المسن فيطلقوا عليه عدة طلقات في رأسه ليسقط صريعاً في الحال. بعدها قام الجناة بسرقة جميع الأموال والأجهزة التي كانت في المنزل وأخرجوا الأم ، ثم قاموا بإحراق المنزل وبه الجثتان حتى تفحمتا تماماً ... عزيزي القارئ هذه ليست واقعة حدثت في سوريا أو العراق ولكنها حدثت في مدينة "العريش"، كما عاشتها الزوجة القبطية "نبيلة فوزي"، والتي شاهدت زوجها "سعد" و أبنها "مدحت" وهما يُقتلان أمام عينيها. حادث مرعب أتي بعد ساعات من قتل شاب قبطي أخر في نفس المنطقة والشارع، وبعد أيام قليلة من قتل طبيب داخل سيارته ، وقبله محاسب ، وقبلهم تاجر داخل متجره، وجميعهم من الأقباط. وقبل هذا وذاك فالواقعة جاءت بعد ساعات قليلة من التسجيل المصور الذي بثته "داعش" والذي هدد فيه المسيحيين في مصر ، وتوعدهم بأن ما حدث في البطرسية لن يكون الأخير. نعم الدولة في حالة حرب مع الإرهاب ولكن أن يشهد نفس الشارع حادثين يفصل بينهما 48 ساعة وبهذه الطريقة المرعبة والفوضوية، فهذا معناه أن تلك المنطقة خارج السيطرة ، نعم هناك إرهاب، لكن أن يحدث هذا الحادث بعد ساعات من تهديد مصور لتنظيم داعش للأقباط دون رفع حالة الإستعداد والإستنفار الأمني حولهم رداً علي ذلك الفيديو نكون أمام كارثة حقيقية، إستنفار أمني مثل الذي رأيناه في زيارة اللاعب الشهير "ميسي" بل وفي جنازة الشيخ "عمر عبد الرحمن" وكان الأمان تاريخي فيهما. كيف يتم قتل 13 شخص مدني في حوادث متفرقة وفي أقل من ستة أسابيع في بقعة من الدولة، قال عنها الرئيس السيسي أن بها لا يقل عن 41 كتيبة قوامهم لا يقل عن 25 الف جندي، وأن سبب طول مدة المواجهات مع تلك الجماعات الإرهابية هو حرص قوات الشرطة والجيش علي ضمان عدم مساس الإرهابيين بالمدنيين هناك. وإذا كان الوضع هناك سئ وخارج سيطرة الدولة فلماذا تعهد محافظ و مدير أمن شمال سيناء قبل أسابيع للأقباط وفي حضور نيافة الأنبا قزمان أسقف عام الإيبارشية، بتوفير الأمن والحماية للأسر القبطية، وأن مناطقهم ستكون مؤمنة ولن ينالهم سوء ، وطالبهم بعدم الحديث للأعلام عما يمرون به من رعب علي مدي عامين. كل التقارير التي صدرت تشير أن هناك نزوح جماعي للأقباط يحدث في مدينة العريش بعد هذا الحادث الدموي ، وبعد تهديدات داعش المصورة، وتشير تقارير صحفية أخري إلي أختفاء المسيحيين من الشوارع هناك تاركين منازلهم وأعمالهم ومحلاتهم ، لتعيد مدينة العريش ذات المشهد الذي حدث لمسيحي العراق!.