القس ”موسي رشدي” يكتب لـ ”جود نيوز : كرسي وشعب راكوتي .. نور الأرثوذكسية

بحسب كتاب مروج الاخيار صفحه 233 وابن المقفع كتاب 13 ص13 يذكر أن القديس مرقس الرسول لاوي مُنحدر من والدين من أصل يهودي ارستوبولس وامه مريم استوطنوا في وقت من الأوقات في بلدة ابرياتولس واسم هذه المدينة محرف بسبب النساخ اترنابوليس او ادرينابوليس وهي درنة حاليا في ليبيا، وهي ميناء وتقع في اقليم طرابلس ليبيا قرب من الحدود المصريه هي في القديم كانت تابعة لحكم مصر اليونانية والرومانية وكانت تنطق أيضا اقرنابوليس أي القيرين Cyranne
كان والدا مرقس يشتغلان في الزراعه ومتيسري الحال إلا أنه بعد أن أغارت أحدي قبائل البربر علي مدينتهم في زمن حكم اغسطوس قيصر فقدا ثروتهما وتركا البلاد مهاجرين إلي بلاد اليهوديه في أرض فلسطين بالقرب من أورشليم وأختاروا الجليل موطن اجداهم القديم مسكن لهم وكان ذلك وقت ظهور سيدنا وربنا يسوع المسيح علي الأرض
وقد ذكر أبن كاتب قيصر في تفسير سفر الأعمال أن الغرفه التي صعدوا اليها في اورشليم والتي أفصح فيها ربنا يسوع المسيح مع التلاميذ كانت ملك لسمعان القويني وكانت الأحدي عشر مجتمعين فيها وهي أول بيعه قُدست في العالم من المسيحيين وبها تم الميثاق الجديد وبطل العتيق وفيها بشروا بقيامه السيد المسيح، وفيها ظهر بعد قيامته وفيها اختاروا متياس ورسول عوض عن يهوذا لتمام الاثني عشر، وفيها حل الروح القدس عليهم مع أم سيدنا وربنا يسوع المسيح والقديس يوحنا الحبيب والنسوه اللواتي كنا يخدمونهم وينتقلوا معهم من موضع الي موضع. ومن هنا يظهر ان القديس مرقس البشير شاهد عيان لكل احداث ربنا يسوع المسيح إبتداء من كرازته إلي يوم صعوده الي السماء حتي حلول الروح القدس علي التلاميذ فكان متصل بالرب يسوع نفسه والقديس بطرس الرسول نسيبه والقديس برنابا ابن عمه شاهد بالحق لكل ما دونه في انجيله الطاهر وليس كما يدعي البعض انه كتب الانجيل بإملاء القديس بطرس الأمر الذي وثقه أعتراف الكنيسه الجامعه بأنه الرسول ناظر الأله
وبحسب تاريخ ابن المقفع أيضا كان سمعان بطرس الرسول متزوج من اسطرابوله ابنه عم او خال ارستوبولس والدي القديس مرقس في الوقت الذي ذكر فيه بولس الرسول في رساله كولوسي 4 -10 صله القرابه بين القديس مرقس الرسول والقديس برنابا الذي صار اسقف علي ابللونيا في الخمس مدن الغربيه بحسب كتاب مصباح الظلمه لابن كبر
بدأ خدمته الرسوليه خارج مصر حتي استشهاد الرسولين بطرس وبولس الذي كان منتظم معهم في العمل الرسولي حتي أن القديس بولس الرسول ذكره في رسالته الثانيه لتلميذه تيموثاوس 4 -11 قائلا : لوقا وحده معي، خذ مرقس وأحضره معك لأنه نافع لي في الخدمة. وبحسب أبن كبر أنه بعد 25 سنه من الصعود أرسله القديس بطرس الرسول إلي الاسكندريه إذ أن حكم قرعته كانت أن يُبشر في مصر ولوبيا وطوبيقي في السنه التاسعه لملك اقلوديوس قيصر. وبشر بالخمس مدن الغربيه ثم عاد الي الاسكندريه عام 58 ميلاديه ، وبعد أربع سنوات من بشارته في الاسكندريه إذ تقابل مع اينانوس بشره بخلاص سيدنا يسوع المسيح وامور تجسده وصلبه وقيامته وصعوده الي السموات بعد أن حدثت الاعجوبه التي تم
فيها شفائه، بعد أن دخل المخراز في يده أثناء تصليح حذاء القديس مرقس صارخا يا الله الواحد، وكانت بداية الطريق لتبشيره وجعل بيته أول كنيسة في افريقيا. وهو الذي كان بيت والديه اول كنيسة في العالم وبحسب رسالة مارمينا العدد العاشر
1983
بني اول كنيسة في الأسكندرية في بوكوليا الذي يعني مرعي البقربجوار حمامات الشاطبي في الاسكندرية التي هي ايضا راكوتي بحسب اسمها الفرعوني وهو الأسم الذي حرص باباوات الكنيسة عليه علي مر العصور ولا يزال علي ختم البطريركية إلي يومنا إذ ابت وطنيتهم أن يغيروه
ومن هذا الوقت والكنيسة واباؤها تمارس دورها الروحي والوطني والحكام يمارسون سياساتهم ودواعيها وتداعياتها
والشعب يعبد وينتقل للسماء بالموت او الاستشهاد
وهنا يقفز الى ذهني لاتامل اولا في درنة المدينة الليبية، القريبة من المكان الذي عاش فيه كاروزنا بداياته، وهي التي تأوي الأن الدواعش قتلة شهدائنا وتضربها بين الحين والاخر الطائرات المصرية تحديداً بعد كل هجوم علي الاقباط، حتي لو كان القتلة يتكلمون لغة عامية مصرية تعكس هويتهم المصرية
وإسترجع تاريخاً لقديس أسس كنيسة قوية أبهر أباؤها وشعبها العالم كله بمرقسها المؤسس واثناسيوسها وقانون إيمانه وانطونيوسها والرهبنة وكيرلسها وديسقورسها ومقاومتهما للهراطقة وكونها نوراً أبهر العالم كله
فأقول :
ولادك يا مار مرقس بالدم كتبوا شهادة حية
عن نقاوة تعليم غرسته من سنين في إسكندرية
صمتهم كان أعلي صوت والبلاغة في السكوت
خارجة من جرن العماد ابن في الإيمان صريح
اللي شايل جوه صدرة صوت بيرعب كل موت
صوت بيشهد عن حقيقة من نفوس طاهرة وبريئة
واجهت الذبح برجولة والمواجهة كانت جريئة
زلزلت كل الثوابت رجعت حقيقة غابت
ان بوابة الجحيم تنهزم من نفس قامت
نفس ثابتة بالتناول شاربة من دم المسيح
واعتراف وتوبة حية عايشة صاينة المعمودية
مش بنتكر أو تخون أو تفرط في العطية
لما جات عينك فعينه وإنفتح سر الحياه
قولي يا شهيد الاله وختمه ثابت عالجباه
لما أعيش شايل صليبه وافتخر واروح سماه
كيف يكون ثبات ولاده ف دعوة من رب الحياة
وابكي عندما أري تشكيكاً في إيمان وأرثوذكسية البعض هنا وهناك داخلياً وخارجياً ومزايدات علي الأورثوذكسية تظاهراً بالحفاظ علي العقيدة لا يخلو من تحقير الأخر والشحن ضده والتشهير به علي وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات والمؤتمرات. وكأن الكل صار اثناسيوساً جديداً ، فأتعجب لأن الارثوذكسية هي ليست فقط إستقامة العقيدة بل والسيرة أيضاً، لتأتي خالية من محبة المال، نعم محبة المال والتسلط علي الانصبة والتمسك بطهارة القلب والجسد والحواس وعدم التشهير والتجريح وعدم صنع المؤامرات لتخليص الحسابات فمفهوم اللاهوت الحقيقي يُعطيه الروح القدس في اجواء خالية من الشر وشبه الشر بكل انواعه وفي اخضاع تام للعقل بل والكيان كله لروح الله في حالة من وحدانية القلب
ونحن نقترب من إجتماعات المجمع المقدس نصلي من كل القلب من أجل أبينا الكلي الغبطة البابا تواضروس وشركاؤه في الخدمة الرسولية أبائنا المطارنة والاساقفة
وبين سكوت الحكماء وتصريحات المسيسين نصلي قائلين وحدانية القلب التي للمحبة فلتتاصل فينا
مراجع المقال
الكتاب المقدس
تاريخ مار مرقص لكامل صالح نخلة
تاريخ الكنيسة ابن المقفع
مذكرات في تاريخ الكيسة جرجس فيلوثاؤس عوض
مصباح الظلمة لابن كبر
تفسير سفر الاعمال لابن كاتب قيصر
رسالة مارمينا الرسالة العاشرة
مجلة راكوتي
مار مرقس البابا شنودة الثالث