A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

دولا أندراوس تكتب: مشهد كوميدي

كان محفل الأصدقاء يضم وجوهاً جديدة هذه المرة. لفت انتباهي أحدهم بسبب ضخامته وصوته العالي. كان يحادث امرأة تجلس مقابله في الطرف الآخر من الحجرة بصوت مرتفع دون مراعاة للحوارات الدائرة بين الحضور وكأنه أهم شخصية موجودة في المكان فاذا تكلم وجب على الآخرين السكوت والانصات. وبالفعل ساد الصمت الحجرة، وقطع البعض حديثهم للاستماع إليه. فقال وقد استأنف حديثه مع المرأة بنبرة ساخرة: "ومالك كنت تمسكين بمقود السيارة هكذا وكأنك كنت تخشين أن يفلت من يديك؟ كنت على وشك الالتصاق بعجلة القيادة ورافعة نسبة تركيزك إلى درجة خيالية، ورغم ذلك تتحركين بسرعة السلاحف. ثم أخذ يقهقه ضاحكاً مطرباً لخفة دمه، بينما عيناه جائلتان بين الحضور بحثاً عن التأييد الجماهيري الذي حظى به بالفعل نظرا لطرافة الصورة التي استدعاها ذلك المشهد الكوميدي للأذهان. وخاصةً لأنه لم يكتف بالتعليق وانما قام بتقليد المشهد بحركات تمثيلية ساخرة تعضد ما قال. وقد ضحكت المرأة أيضاً على النكتة وأخذت الأمر بروح رياضية جداً. ثم قالت وهي لا تزال تبتسم: طبعاً نحن نقترب من المقود لأنه لا توجد عوائق تحول بيننا وبينه. قالت هذا وهي تشير إلى "كرش" الرجل الهائل القابع أمامه والذي كان يهتز مع ضحكاته منذ قليل. كانت ملاحظة طريفة راقت لي لما عكسته من ذكاء وسرعة بديهة. فضحكت من قلبي غير أن ضحكاتي استوقفها وجه الرجل المحتقن الذي استقبل الأمر بحساسية مفرطة واعتبر تعليقها إهانة موجهة مباشرةً إلى شخصه الكريم. فتحولت نبرته إلى الجدية في الحال وقال لها موبخاً: مش كدة يامدام.. الهزار لا يكون بهذا الشكل أبداً! فجأة تكهرب الجو وراح الجميع يحاولون تهدئته وتبرير موقف المرأة التي سارعت لفورها بالإعتذار وهي تحاول أن تشرح له أنها كانت مجرد مزحة وإنها لم تقصد أبداً اهانته. غير أنه ظل يقاطعها في غضب مؤكداً أنها اشارت نحوه بالتحديد مما يدل على أنها كانت تقصده بصفته وشخصه وكرشه. والحقيقة انني راقبت مسلك هذا الرجل بكثير من التعجب. فمن كان يراه على هذا الحال، يشك في أنه هو نفس الشخص الذي كان يسخر منها منذ لحظات قلائل. فقد أظهر وجهه الظريف اللطيف طالما لم يمسه الامر من قريب أو بعيد لكن عندما جنح الهزار تجاهه وطاله من الحب جانب حدث عندئذ ما لا تحمد عقباه وانقلبت الليلة شر منقلب. بعض الناس يظنون في أنفسهم أنهم يمتلكون حسا كوميديا بحكم أنهم يحسنون إطلاق النكات وينجحون في اضحاك الناس عن طريق التريقة على عباد الله. ولكن الاستهزاء بالآخرين شئ، وامتلاك الروح المرحة شئ آخر. إن من يملك حساً كوميدياً وخفة ظل حقيقية يستطيع بكل بساطة أن يتقبل النقد الساخر ويتعامل معه باحتواء وتفكه، بل إنه يستطيع أن يسخر حتي من نفسه إذا أتي ما يستوجب السخرية. والشخص خفيف الظل بالإضافة إلى ذكائه وسرعة البديهة التي يتميز بها، تحرره روحه المرحة من التمركز حول الذات مما يجعله قادراً على استيعاب الفكاهة والاستمتاع بالنكتة حتى لو لم يكن هو قائلها أوحتى إذا كانت موجهة له شخصياً.