6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

دولا أندراوس تكتب: ليسوا مثلنا

تعقد العلاقة بين المثليين والمؤسسات الدينية في الدول الغربية له ما يبرره من الجهتين. فمن ناحية توجد نصوص صريحة في الكتب المقدسة تخطئ وتنهي عن الممارسات الجنسية بين المتماثلين في الجنس، بالإضافة إلى تعارض هذه الممارسات مع الفهم الكلاسيكي للميول الجنسية الطبيعية بين البشر وكذلك تعارضها مع الأنثربولوجيا الكتابية وفكرة الأسرة التقليدية التي تتمثل في قصة الخلق وعلاقة آدم بحواء. ومن الناحية الاخرى يحاول المثليون فرض تواجدهم داخل المؤسسة الدينية مدعين أنه لا يجب أن يكون هناك تعارضا بين هويتهم الدينية وهويتهم الجنسية، وأنه على المؤسسات الدينية أن تقبلهم كما هم وألا تحرمهم من ممارساتهم الايمانية بسبب ميلهم الجنسي. شخصيا ارى في هذا السلوك تعديا مضادا لانه في الوقت الذي يطالب فيه المثليون بحقهم في عمل الخيارات التي تناسب أسلوب حياتهم، ينتزعون حق المؤسسة الدينية في الاحتفاظ بمجموعة معتقداتها وثوابتها الرافضة لهذا النوع من الممارسات. وكان عليهم في إطار الحقوق والحريات المكفولة لهم في الغرب أن ينفصلوا عن المؤسسة الدينية وأن يشكلوا ما يريدون من كيانات يمارسوا من خلالها ما يريدون من عبادات. هذا عن الغرب السعيد.. أما عن شرقنا التعس فحدث ولا حرج. فبالاضافة إلى ما يعانيه عامة الناس من قهر وفقر واستبداد وقمع للحريات، نجد ثقافة عفنة مشوهة وليدة موروثات بالية عقيمة وأذهان بليدة عاجزة عن الخروج خارج صناديقها تطفو على السطح وتسيطر علي المجتمع ككل. ثقافة هي عبارة عن مزج مرعب بين الدين والقانون والعادات والتقاليد والحلال والحرام والحقوق والواجبات والمرفوض والمفروض. في هذا المناخ المشوش الذي يتسم بالغوغائية تصدر الاحكام عشوائيا على الأفراد بناء على المعتقدات الدينية لا بناء على أحكام القانون وسننه، المشكلة الكبرى أن هذا الخلط موجود لدى أجهزة الدولة المنوط بها حفظ القانون وحماية المواطنين ولذلك يصعب جدا على أي أقلية الحصول على أية حقوق. في بلادنا ساهمت النظرة الدينية إلى الجنس مع كثرة المحظورات والممنوعات والتحريمات في تكوين صورة مبهمة عنه في الذهنية العربية ربطت بينه و بين الخطيئة، وبالتالي أصبح يوصم بالعهر والفجور كل مطالب بالحرية الجنسية. من هنا -أعتقد- نشأت مشكلة المثليين في بلادنا إذ ينظر اليهم باحتقار واستهجان باعتبارهم فئة منحلة شذت عن العرف والدين، بل ويصل الأمر إلى استخدام العنف الجسدي معهم ومحاولة اجبارهم غصبا على تغيير سلوكهم الجنسي ليتماشى مع سلوك الأغلبية. ومع الوقت والكثير من الجهل حدث خلط بين التحريم والتجريم فأصبحت المثلية جريمة جنائية وأصبح من حق أي شخص له صفة قانونية أن يلقي بشخص مثلي في السجن وأن يمثل به بل وأن ينتهك عرضه باسم الدفاع عن الفضيلة والشرف وحماية ثوابت المجتمع من الانهيار معتبرا أنه بمخالفته للدين فقد كل حقوقه الانسانية واصبح مستباحا. هناك فرق كبير بين أن ترفض سلوكا معينا لأنه لا يتماشى مع مبادئك وقيمك وبين أن تستبيح لنفسك انتهاك الآخر وقهره والتنكيل بكرامته بسبب تبنيه لهذا السلوك. كن نفسك وحافظ على مبادئك وأفعل ما تراه صوابا لكن في نفس الوقت عليك أن تترك مساحة لغيرك ليكون نفسه هو أيضا. بهذا يتحقق العدل عندما نقبل الأخر ونساهم في محو تلك الرؤية المختلة للحقوق والحريات ونعمل على إزالة الشوائب المعششة في عقلية العامة لنرسي بذلك أساسات مجتمع سوى وقوي يحمي أقلياته لأنه يعي أهمية دورهم في حمايته من الانهيار.