نسرين عيسي تكتب: ريشة … وقلم … ونبض قلب !
بقلم: نسرين عيسي
قد يكون هناك ألاف من الفنانيين ، ولكن كم منهم ينعم بإنسانية تكون هى جوهر أحاسيسه ومشاعره .كم فنان يعكس هذه الإنسانية على فنه وقلمه ؟ الحقيقه قليلون من يمتلك تلك الموهبة الحقيقية والفنان إذا كان إنسان بالمعنى الصحيح هو الذى ينقل نبض مشاعره التى تفيض من خلال إنسانيته وهكذا كان الفنان حسين بيكار عزيزى القارئ
لقد اشتهر باسلوبه البسيط الواضح الذي يعكس تأثره بالفن الفرعوني وفنون التراث بشكل عام. انه صاحب اسلوب يتميز بالتناغم والصفاء وقوة التعبير
هو صاحب مهارة متفردة في رسم ملامح البورتريه ، فهو يغوص في الشخصية التي يرسمها بأسلوب يميل إلى التبسيط واقتصاد في الدرجات اللونية له أسلوبه المميز حين يتحدث عن الفنون الجميلة كما أنه متخصص في الاتجاه التأثري في الرسم الملون . ويعود السر في احتلاله المكانة العالية بين النقاد هي صلته الوثيقة بالفن في مختلف أشكاله.
كما ان دور بيكار في مجال النقد الصحفي للفنون الجميلة هو دور رائد، كان له اثره الايجابي العميق في تشجيع المواهب الجديدة والتعريف بالفنانين الراسخين مع نشر المفاهيم الجمالية بين جمهور قراء الصحف.هذا بالاضافة الى شعر العامية المصرية الذي كان ينشره محملا بقيم اجتماعية واخلاقية سامية.
رسم الريف في أحلى الاوقات خاصة وقت الحصاد.. ورسم النوبيين في مختلف الحالات.. كما تفوق في رسومه لفيلم “العجيبة الثامنة” الذي يصور مراحل بناء معبد “ابو سمبل” في النوبة ايام الملك العظيم رمسيس الثاني.
الفنان الذي قيل عنه بجدارة هرم فن البورتريه حيث برع في رسم الشخصيات المختلفة و إظهار اعماقها فكان يرسم الروح قبل الشكل، الفنان الذي عبر في لوحاته عن حياة البسطاء من الفلاحيين المصريين الكادحين و عن روعة و جمال طبيعة الريف و أعماقه و أبعاده الروحية و الجمالية
الفنان الذي رسم نفسه في مختلف مراحله العمرية فخلد ذكراه في لوحاته و عبر عن أعماقه بريشة ، هو الفنان الذي عبر عن أمومة مصر و مصر الأمومة و عن حياة عمق الريف المصري على ضفاف النيل
كانت تتميز شخصيه الفنان بيكار بالاناقة والسمو وكان لها دور كبير في تحقيق المكانة العالية التي تمتع بها طوال حياته.
ومع ذلك يبقى السؤال لماذا حرم هذا المبدع من التكريم الذى قد أستحقه بكل جدارة والإجابه لأنه بهائى وهذا يقودنا لسؤال آخر وما دخل العقيدة فى إبداع الفنان وقد أفاض علينا المبدعون من قبل بروائع من الفنون كانت علامة على مر التاريخ ولم نجد حجب عنهم التقدير والتميز بروائعهم التى تركت أثر فى أرواحنا .
ربما ما زلنا نعانى من التمييز .. هذا المرض الذى أصاب النفوس و هناك من يعلن عنه بعدم استحياء وهناك من يكتمه فى نفسه متى سنعرف ان سر اختلافنا هو سر قوتنا وتميزنا ؟ سيأتى اليوم وان تكون الديانة ليست خانه مهمه فى هويه الشخص والتعريف به وانما عقيده خاصه به وحده يجب احترامها؟ متى ستنتهى الغطرسه والحكم على الآخرين تحت بند الغيره الدينية والحقيقه هى تعصب و عنصريه يعيش فيها بعض البشر والتى عانى منها فنان بحجم الفنان حسين بيكار لمجرد ان لديه عقيده مختلفه شئ مؤسف ومحزن لا اعلم متى سينتهى هذا المرض !
. فمهما كانت عقيدتك أستاذنا الفنان الحاضر الغائب حسين بيكار فقد حفرت فى قلوب محبيك مكانة مبجلة بكل الأحترام والفخر والتقدير بفنك العظيم وإحساسك الرائع وعلى رأس كل هذا إنسانيتك الفياضة والتى عبرت عنها من خلال أدوات بسيطه ولكنها فى غايه القوه والتأثير ريشة … وقلم … ونبض قلب !