A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

دولا أندراوس تكتب: فن وذوق وأخلاق؟

قل لي كيف تقود سيارتك أقول لك من أنت. القيادة فن لا يقتصر على المهارة والخبرة ولكنه يشي بملامح الشخصية ويعكس بعض الصفات التي يتسم بها الناس. فسلوك المرء أثناء القيادة هو مرآة لشخصيته تظهر من خلالها طريقة تفاعله مع المجتمع والناس من حوله. فإذا سمحت لك الظروف ذات يوم بتأمل أنماط القيادة المختلفة ستستطيع عندئذ وبكل بساطة أن تتعرف علي بعض السمات الأساسية التي تميز شخصية صاحبها وأن تحدد بعض أمزجته وميوله. هناك مثلاً الشخصية الاستعراضية.. يسعى صاحبها للفت الأنظار وإبهار الناس بفخامة وإمكانيات سيارته بالإضافة طبعا إلى امكانياته هو شخصيا ومهاراته غير المسبوقة في السواقة فتجده يتخطي حدود السرعة المسموح بها ويكسر الإشارات ويعرج بين الحارات بطريقة درامية ملفتة للأنظار وكأنه يصور فيلما سينمائيا. وهناك المتذمر المتشكي الذي يتأفف إذا اضطر للتوقف في إشارات المرور أو لانتظار أن ينتهي أحد المشاة من عبور الشارع.. كما ينزعج جدا من كثرة المطبات ويلعن الحكومة التي تهتم بتحصيل الضرائب ولا تهتم بتعبيد الشوارع ورصفها ..فإن حدث وطرق شارعاً تحت التصليح يعود فيلعن الحكومة بسبب كثرة التصليحات التي تسد الشوارع وتعطل الناس عن اشغالها. وهناك المبَرّر في عيني نفسه الذي لا يخطئ أبدا. فهو خبير في الطرق، وعلاّمة في قواعد المرور، وقدوة في الحرص والالتزام.. ولكن الأخطاء تحدث لأن غيره من السائقين جهلة واغبياء يفتقدون للمهارة والذكاء. وهناك المتمركز حول نفسه الذي لا يولي الاخرين أي اعتبار، يقف بطريقة فجائية ويقوم بتغيير الحارات بدون سابق إنذار. لا يعبأ بموقعه في الشارع بل يتصرف حسبما يترائي له والسلام في حين يتعجب أشد العجب ممن يطلقون نحوه آلات التنبيه بدون داع. وهناك البارد الذي يسير جنبا إلى جنب بجوار حافلة شديدة البطء بحيث أنه لا يتبعها ولا يتقدمها فيمنع غيره من المرور. وهناك الرخم الذي لا يرحم ولا يدع رحمة ربنا تنزل فهو يقود ببطء تام وبراحته طول الوقت تاركاً مسافة واسعة بينه وبين السيارة التي أمامه وما إن يلمح سيارة أخرى تهم بتغيير الحارات حتي يزيد من سرعته لكي لا يدع لها فرصة للدخول. وهناك المتردد الذي يسير فترة على الخط الفاصل بين حارتين لأنه لا يستطيع أن يقرر إن كان من الأصوب أن ينتقل إلى الحارة المجاورة أم أن يظل في حارته. وهناك الخدوم الذي يفسح لسرب كامل من السيارات للمرور أمامه تاركا من وراءه يتميزون غيظاً. النماذج عديدة ومتنوعة وتوجد بكثرة في التعاملات اليومية ولكنها تتجلى بوضوح على الطريق لأن الناس تكون عادةً على طبيعتها وتتصرف بتلقائية في تعاملها مع الغرباء حين يقتصر اللقاء على لحظات يذهب بعدها كلٌ إلى حال سبيله. فإذا أردت ان تعرف شيئاً عن نفسك وعن بعض مواطن القوة والضعف في شخصيتك راقب نفسك وردود أفعالك أثناء القيادة فهذا هو أفضل محك للاختبار.