A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

دولا أندراوس تكتب: اللهم اجعلنا من أهل اليمين

يعاتبني البعض على ما يظنونه تعارضا بين قناعاتي الفكرية وبين اختياراتي السياسية والحزبية. من ضمن ما يقولونه هو كيف يتسنى للمرء أن تكون له توجهات ليبرالية متحررة ومع ذلك يقوم بدعم حزب يميني.. أو كيف ينتمي شخص ما لليسار في بلد ولليمين في بلد آخر. والحقيقة انني أجد هذا النوع من التساؤلات عاكسا لرؤية ضيقة نوعا.. فقد تعودنا مع الأسف أن نفكر بشكل أحادي على أساس أنه إما كل شيء صحيح أو لا شيء صحيح فنطلق الأحكام المطلقة ونُخطّئ كل ما هو مختلف. وكنت اتمنى لو كان الأمر على هذا القدر من الوضوح، لكن الحقيقية هي اننا نتعامل مع متغيرات واسعة التباين والتعقيد وأن المواقف التي يتخذها الناس عامة هي خليط من مبادئ وتوجهات ورؤى تختلف توازناتها من شخص لآخر باختلاف معارفه وخبراته واهدافه وتكهناته وتقديراته الشخصية. سأحاول في هذا المقال أن اوضح وجهة نظري وأسباب اتخاذي لهذا الموقف ودعمي لحزب المحافظين الكندي، ولكن دعونا نتفق على نقاط أولية يمكننا أن نستهل الحوار من خلالها. النقطة الأولى هي أنك لن تجد حزبا يمثلك بشكل مطلق فالموقف المعتدل عامة يتبنى رؤية متوازنة بين نقيضين قد تميل تجاه احدهما لكنها لا تستثني الآخر بالكلية بل تحرص على وجوده كمقياس لحفظ التوازن ومرجعية ضد الجنوح والشطط. النقطة الثانية هي اننا لا نأخذ بمسميات الأشياء ولا نتبع العناوين لمجرد أنها تبدو براقة ومقنعة فبعض الأحزاب تحمل أسماء لا تعكس توجهاتها بحال، فمثلا حزب الحرية والعدالة لا يعني إنه فعلا مؤسس على مبادئ الحرية والعدالة، كما أن الحزب الديمقراطي لا يعني بالضرورة أنه يمارس الديمقراطية أو ينادي بها.. كذلك الحزب الليبرالي لا يعني إيمان اعضائه بمبادئ الليبرالية وهكذا لذا لابد أن تقوم اختياراتنا على دراسة المبادئ والاجندات وقييم التوجه العام للحزب بموضوعية وبناء على ذلك اختيار ما يتوافق مع رؤانا واهدافنا. النقطة الثالثة هي أن لكل دولة بنيتها الثقافية والسياسية والاجتماعية التي تختلف عن غيرها والاختيارات التي تتناسب مع بيئة معينة قد لا تتناسب مع غيرها، وعليه فلا يمكننا استخدام نفس القياس حيال كل القضايا في كل مكان وفي كل زمان انما تقيم المبادئ في سياقاتها ويطبق على كل وضع ما يناسبه. النقطة الرابعة والأخيرة هي أن لكل توجه مآخذ وثغرات وقد استطاعت المجتمعات المتحضرة وضع معايير لانحراف اليمين بحيث أصبحت أفكار التفوق العنصري مدانة بل ومجرمة وخارج نطاق الرأي المقبول، أما اليسار فمن الصعب إيجاد معايير لتطرفه باعتباره ممثلا لنطاق واسع جدا من التيارات الليبرالية والديمقراطية. لكننا عموما نستطيع أن نجمع على أنه في اليمين وفي اليسار على حد سواء توجد تدرجات بدءا من الفكر المتساهل المتحرر ووصولا إلى المتشدد المتطرف وفي رأيي أن التجربة العملية اثبتت أن المواقف الوسطية هي أكثرها براجماتية وقابلية للتطبيق ونفعا لعموم الناس. يتبع