جورج موسي يكتب قصة قصيرة: لقاء في السماء
ما أن وصل حتي وجد نفسه يجري هنا وهناك , بعينين حائرتين ذائغتين يجري بضع خطوات تلك الناحيه ثم يعود ادراجه فيجري بضع خطوات في الناحية الاخري، هو في عجله ينظر هنا وهناك في حيره , يبدو يبحث في لهفة عن شخص ما , يستوقفه ملاك نوراني ذو جمال آخاذ قائلآ علي رسلك أراك ملهوفآ تبحث عن شخص ما يحيبه في لهفه ؛ نعم ابحث عن أخي اسمه فلان أين هو أبحث معي من فضلك ، ابحث معي انتظرت طويلآ تلك اللحظه , ابحث معي , يجيب الملاك : ومن ادراك انه هنا ؟ ينظر اليه في تعجب و مازالت انفاسه تتصاعد ؛ هنا الاخيار ،اليس كذلك؟ لابد وان يكون هنا ، إن كنت انا هنا بكل ما صنعت من شرور فلابد انه هنا ، ابحث معي ابحث معي من فضلك ، اسمه فلان ، اسمه فلان ، يجيبه الملاك علي رسلك ، اهدأ قليلآ ، هنا منازل كثيره واخيك ذو منزلة أعلي منك ، هو في مكان آخر ، ينظر للملاك بلهفه ماذا تقصد ؟ اريد ان أراه ، اريد ان أري أخي ، بعينين ذائغتين وشفتين مرتعشتين يقول للملاك متوسلآ : ارجوك اذهب اليه و قل له أخيك هنا ، اتعلم ، أنا اعلم عادته في الإيثار ربما سيترجاك ان نتبادل أنا وهو الاماكن هو يأخذ مكاني الأدني ويترك لي مكانه الأعلي فلا تقبل ، كان دومآ يفعل ذلك في الدنيا ، خذني اليه أو دعني اذهب اليه ، انتظر ، انتظر بربك ايها الملاك ، وانت تقول له اخيك هنا انظر جيدآ في عينيه ستجدني في الحدقه ، انظر بين شفتيه حين تقول له اخيك هنا ودعني بربك اسمع صرخته وهو ينادي اسمي بتلك الشفتين ، انتظرت طويلآ من اجل تلك اللحظه ، بربك خذني اليه او اذهب اليه واخبره بربك ، يجيبه الملاك ولكن ليس هنا مكان من يحب أحدآ اكثر من الرب ، ينظر الي الملاك ويقول إذن انزع قلبي من صدري ، قل لربي و ربك انت من وضعته هنا فانتزعه ان شئت أو اتركني اذهب اليه ، قلوبنا بيد مقلبها والرب مقلبها ، انزع قلبي من صدري بربك فما عدت احتمل ، يجيبه الملاك ليس لك قلب ، ليس لك صدر ، انت في جسد نوراني وقد بليت كل الاعضاء ، يجيبه سائلآ وكيف مازال حبه يتملكني؟ ينظر اليه الملاك في عينيه ويقول لأن الحب باق ولا يبلي ، فالمحبه لا تسقط ابدآ ، أتعلم ربما كانت تلك المحبه سفينتك الي هنا ، سأذهب الي اخيك فأنتظرني ، بعينين حائرتين ينظر الملاك مبتعدآ يقطع مساحات خضراء لا يعلم لها مقياس ، ثم فجأه يصحو من نومه فيجد نفسه في غرفته الصغيره ، يصحو علي دمعة تلي الدمعه تنحدر من عيناه فتسيل علي وجنتيه و قد امتلأ وجه بفيض من تلك الدموع ، ينظر لصورة اخيه المعلقه علي الحائط معاتبآ وهو يغادر سريره متجهآ للصوره ، يقترب منها ببطئ و يسأل صورة اخيه من أيقظني ؟ألم تستطع ان تترجي ربك ان يتركتي نائمآ لثوان أخري حتي أراك في هذا الحلم ؟ يقترب اكثر وينظر الي عيني اخيه في الصوره المعلقه علي الحائط فيجد نفسه في مقلتي اخيه و يسمع اسمه يخرج من شفتي الصوره وقد انهمرت الدموع من عيني الصورة ومالت نحوه لتقبله .
تمت.