ابرام مقار يكتب: فوز المحافظين بأغلبية برلمان أونتاريو منعت فوزهم بحكومة أقلية فيدرالياً
قبل شهرين من الأنتخابات الفيدرالية الكندية الأخيرة، ربط "جاستن ترودو" بين أداء "أندرو شير" حال فوزه برئاسة وزراء كندا وبين أداء حاكم مقاطعة أونتاريو الحالي، "دووج فورد"، وحذر الليبراليين الناخبين في أونتاريو من أن الإنتخابات ستكون بين ترودو و فورد، بزعم أن شير سيسير علي خطي فورد. وقبل أسابيع من الأنتخابات وأثناء طرق أبواب الناخبين لاحظت شخصياً أن تلك الحملة أثرت بالفعل، فهناك العديد ممن تحدثنا معهم كانوا يشكون من القرارات التي أتخذها فورد وتخفيضه لعدد من الخدمات، شكوي حملت خوف من أن يسير شير علي خطي فورد. وجاءت النتائج ليلة الحادي والعشرين من أكتوبر الماضي لتؤكد تأثير قرارات فورد بالمقاطعة علي إختيارات المقيمين بها فيدرالياً تجاه حزب المحافظين بزعامة أندرو شير.
أندرو شير الذي أستفاد من حكومة "سكات مو" في ساسكاتشوان، حيث حصل المحافظين علي كل مقاعد المقاطعة ، وجاسون كيني في البرتا، حيث حصل علي 97 بالمائة من المقاعد هناك ، ومن أغلبية "براين باليستر" في مانيتوبا وحصل المحافظين علي مقاعد تعادل باقي ال أحزاب مجتمعة. بينما في أونتاريو، فبرغم أن حزب المحافظين بالمقاطعة أكتسح قرابة 75 بالمائة من كراسي برلمان أونتاريو قبل عام ونصف، إلا أنه لم يحصل سوي علي 30 بالمائة فقط فيدراليا. ليس هذا فقط، بل أن الحزب الليبرالي الذي حصل علي أقل من خمسة بالمائة من المقاعد في إنتخابات المقاطعة في يونيو 2018 هو الذي يكتسحها فيدرالياً في أكتوبر 2019
يبدو أن أداء فورد أربك حملة شير الإنتخابية، إرتباك أشار إليه صحفي الناشيونال بوست "راندال دينلي" في مقال نشره الأسبوع الماضي، أن شير أخطاً حينما صمت 41 يوماً علي تصريح "جاستن ترودو" بأن أداء شير فيدرالياً سيكون مشابه لأداء "فورد" في أونتاريو، وبالتالي فلا "شير" تصدي بالدفاع عن فورد ليستفيد من بعض شعبية فورد المتبقية في بعض مناطق أونتاريو ، كذلك لم يتبرأ من فورد في اليوم الأول لمنع الربط في عقل ناخبي أونتاريو للحصول علي عدد أكبر من الأصوات والمقاعد
قرارات فورد في عامه الأول من حكومته جعلت أندرو شير يصطحب معه رئيس وزراء البرتا "جاسون كيني" عندما كان في تورنتو قبل أسبوعين من الإنتخابات وليس حاكم أونتاريو "دووج فورد" في رسالة بالتأكيد لها مغزي.
وأخيراً فأن خسارة المحافظين في حصد مقاعد البرلمان فيدرالياً، أما بسبب أن قرارات فورد خاطئة أو أنها قرارات صحيحة لكنها في التوقيت الخاطئ ، أو أنها صحيحة ولكن فورد ليس له مكتب إعلامي قوي يدافع عن تلك القرارات، وفي جميعها لا أحد يُعفيه من المسئولية، ليبقي الأنطباع الغالب لكثيرين أن فوز المحافظين بحكومة أغلبية بمقاطعة أونتاريو منعت فوز المحافظين بحكومة أقلية فيدرالياً.