مجدي حنين يكتب: الأقباط بين الفشل وضياع الهوية
دعوات مابين التجديد والأصطباغ بألوان المجتمعات الجديدة التي يعيش فيها الأقباط الآن فى بلاد المهجر ومابين الابقاء على الموروث القبطى الذى استلمناة من الجدود والذى يعتبر الشعرة الاخيرة التى تربطنا جميعا كمجتمع قبطى في بلاد المهجر ما بين هذا وذاك يقف الانسان القبطى البسيط حائر بين الجانبين فعندما ينظر لليمين يرى فشل فى كل ما يقدمة لنا القديم فى المجتمعات الجديدة وعندما ينظر يسارا يرى دعوات التجديد وما تحملة من ضياع تام ومؤكد للشخصية القبطية الاعتبارية أو لنقل اخر شىء داخل الانسان القبطى يذكرة بهويتة الطبيعية وجزورة الحقيقية .ولتوضيح الفكرة دعونا نستعرض اولا اوجة فشل التيار القديم مع المجتمع القبطى،فهم لم يقدموا خدمة ناجحة لابناءهم الاقباط حتى الآن فلو كانوا يعتبرون أن خدمة استقبال الاقباط بعد وصولهم لكندا لعدة ايام هى خدمة ناجحة او عمل وبيع علب الكحك والبسكويت فى الاعياد أو اقامة حفالات لتلميع الاساقفة وزيادة الوجاهة امام بقية افراد الجالية هو من الاعمال الناجحة فهذا يعتبر قمة الفشل. فالخدمة الحقيقية الناجحة ومقارنة ببيقية الجاليات هى اعداد نخبة من السياسيين الموهوبين وليسوا من اقرباء أو من المطبلين لهذا الاسقف وذاك القس واعدادهم وتاهيلهم ليكونوا سياسيين قادرين على تمثيل الاقباط تمثيل حقيقى ومشرف فى كافة برلمانات دول المهجر ولتلافى فى المستقبل ماحدث فى انتخابات البرلمان الكندى. هم ايضا فشلوا فى تحقيق أي مشروع اقتصادى للأقباط فى بلاد المهجر فكل المشروعات الناجحة للاقباط هى مملوكة لافراد وليس لمنظمات وذلك ببساطة لان المنظمات القبطية تعتمد على التبرعات لاستمراريتها وهذا ليس بعيب ولكنة بدون فائدة فهم لم يقدموا مشروع اقتصادى قومى قبطى واحد يكون مميز وحاضن للاقباط. هم فشلوا في توحيد الرأى القبطى على الية واحدة واتجاة متفق عليه لمواجهة القضايا القبطية المصيرية والملحة. فهل يملكون السادة رؤساء المنظمات القبطية المختلفة ورؤساء الكنائس والطوائف خطة طوارئ لاستيعاب اعداد كبيرة من المهاجرين فى حالة استيلاء الاخوان المسلمين (لا سمح الله لأى مكروة يمس مصرنا الحبيبة واهلها ) على الحكم في مصر أو لأى ظروف طارئة اخرى بالتاكيد لا يملكون اى خطة.هل قاموا بانشاء اى معاهد أو جامعات أو صروح تعليمية كبرى تحمل البصمة القبطية وتقدم خدمات تعليمية احترافية لكل العالم؟الاجابة ايضا لا.هل استطاعوا أن يحلون مشكلة الطلاق الغير طبيعية بين الاسر القبطية الآن فى بلاد المهجر وكأن الأقباط يهاجرون ليطلقون؟ ايضا لا، هل وضعوا استراتيجية لاستيعاب أبناء الاقباط من الجيل الثالث حتى لاينفصلوا عن الكنيسة ويذوبون فى الافكار الغير سوية المنتشرة بقوة في المجتمعات الغربية ؟؟! هل كل تلك المنظمات القبطية المنتشرة في العالم مستعدة للإتحاد والعمل تحت قيادة واحدة قوية ومؤثرة؟ طبعا الاجابة لا، ومن منهم يريد أن يفقد منصبة وبريقة ومصدر دخلة ،هل اباء الكنيسة مستعدين الان للتجديد ومتفقين جميعهم وفيما بينهم ان الان وقت مناسب للتجديد فمثلا دعوة احد اساقفة امريكا لصلاة عيد الميلاد يوم ٢٤ديسمبر وايضا يوم ٦يناير هوا قرار غير مدروس بالمرة فهل يوجد فى العالم ان كنيسة واحدة تصلى لعيد واحد مرتين الا يدرك هذا الاسقف ان هناك عدة كنائس شرقية موجودة في امريكا وكندا(فلسطين وسوريا،روسيا،اثيوبيا،اليونان قبرص،صربيا،الارمن،وبلغاريا) وتصلى ليلة العيد هى الاخرى يوم ٦يناير ولا تفكر في تغيير الاحتفال بالعيد الى يوم ٢٤ ديسمبر وذلك ولاء منها لكنيستهم الأم وايضا المحافظة على هويتهم الحقيقية،الا يدرك جناب الاسقف ان ما يفعلة يفتح الباب لباقى الاساقفة ان يأخذون قرارات قد تضر وقد تكون فى غير وقتها فقد يأخذ مثلا احد الاساقفة قرارة بمباركة زواج المثاليين أو قد يبارك اخر موضوع الاجهاض ويعتبرة نوع من التجديد. ولماذا لم يكن هذا القرار صادر من المجمع المقدس هل يعتبر هذا انفصال بالقرارات لهذا الاسقف عن باقى الابرشيات. سيدى الاسقف ان مثل ذلك القرار يجعل من الكنيسة القبطية كنيسة فاترة لا طعم لها وتكون تابعة وتفقدها اهم مقوماتها التى حافظت على وجودها حتى الآن وهوا المحافظة على ماتسلمناة من الاباء الاولين ولم يحدث في تاريخها ان غيرت من عاداتها وطقوسها لاسباب تتعلق بالأشخاص والمجد الذاتي . ما حدث هوا بلبلة وتشويش ليس لصالح احد فان كان لابد من تغيير يوم الاحتفال الى يوم ٢٤ديسمبر فليكون هذا بقرار من المجمع المقدس وملزم لجميع الابرشيات وان لم يوافق المجمع المقدس فيلغى هذا القرار.ان ضياع هوية الأقباط يبداء بمثل هذه القرارات العنترية والغير مدروسة بعناية فإن فقدنا هويتنا القبطية المصرية فصدقونى سنضيع وسط الشعوب ولن نستطيع العودة. هذا لا يعني اننا ضد التجديد ولكن يجب أن يكون تجديد القديم يمشى قدم بقدم مع جعل الجديد يتناسب مع ما هو قديما ولكن كيف يكون هذا لست اعلم. ولكنى اعلم شىء واحد اننا بحاجة إلى أن نتوحد ونصير اقوياء وان الكنيسة تجدد شبابها روحيا وتترك الامورالمادية لمن لهم موهبة التدبير ويتفرغ الاباء تماما لتوعية الشعب القبطى واذالة الجهل وكل ضعف روحى عنهم والبعد عن حب الظهور والمجد الشخصي فنحن كأقباط أحوج ما نكون الى محبة بعضنا البعض بشدة وان نتوحد معا لمواجهة ما يدبرة عدو الخير لعروس المسيح لان الايام شريرة وانا واثق بأنة يوما ما سنكون كلنا كأقباط متحدين فى كيان واحد يحمينا من الفشل ويحافظ على هويتنا من الضياع وحتى ياتى هذا اليوم فيجب على رأس الكنيسة القبطية ان يزيل كل تشويش وكل ما يدعوا الى الفرقة بين ابناء الشعب القبطى فى مصر وخارج مصر فهل يعقل ان يأخذ أسقف قرار مثل هذا دون علم سيدنا البابا وهل كان من الممكن ان يحدث هذا فى حياة سيدنا الأنبا شنودة الثالث حتى لو فى اشد أيام مرضة ، الاسد المرقسى عملة ليس للتأييد السياسى وإنما لرعاية الرعية وتدبير شؤونها والحزم فيما يتعلق بأساسيات العقيدة الأرثوذكسية القوية في الايمان أنا اعلم ان تغيير مواعيد الأعياد ليس من الايمان أو أسس العقيدة بشىء ولكن موعد السابع من يناير رمز للكنيسة القبطية الاصيلة وايضا اعلم ان كنيستنا تعتمد في قيادتها على البابا الذى هوا غير منتخب من الشعب ومختار من الاباء ولكن ان لم يستطيع البابا المحافظة على الترتيب الهرمى لاتخاذ القرار داخل الكنيسة فهوا بذلك يفقد وظيفتة الاساسية وهى المحافظة على وحدة الكنيسة وقيادتها ،ان حماية العقيدة الأرثوذكسية والعمل على توحيد ابناءوها والمحافظة على الهوية القبطية الاصيلة هى من أهم اولويات رأس الكنيسة المصرية وان لم ينجح في ذلك فلن يجد رعية يرعاها ،على مدار تاريخنا الطويل والمرير كم من قرارات خاطئة اتخذت من اباء المفروض انهم ماتوا عن العالم وعاشوا للعبادة وهم بذلك بعدوا تماما عن ادارة حتى شؤون أنفسهم فكيف لهم ادارة شؤون الشعب القبطى و كانت اثارهذة القرارات مدمرة على الشعب القبطى.سيدنا البابا انت الوحيد المنوط بك التجديد لو كان التجديد ضروريا وانت الوحيد الذى يستطيع ان يمنع الفتن يحفظ البيعة من التشويش