6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

د. ماريانا يوسف تكتب: لو كنت وزيرة الصحة

ما حدث في انقلاب ميكروباص طبيبات المنيا ما هو الا انعكاسا لحوداث كِثر نراها بشكل يومي في حياتنا في مصر خاصة على طريق القاهرة-الصعيد، الذي يعاني من نقص الإضاءة وعدم وجود رادارات مراقبة للسرعة، وفوق كل شيء هو قدر الله وقدره، ولن أقول ان الوزيرة هالة زايد هي المسئولة لأنها لم تكن هي سائقة الميكروباص وان كانت مسئولة مسئولية غير مباشرة فيما حدث. الحادث وقع والأرواح زهقت والمرضى يتلقون العلاج، فماذا فعلت يا وزيرة الصحة لتلافي وقوع مثل تلك الحوادث، اسمحى لي ان اشغل منصبكم دقائق عدة هي زمن كتابة ذلك المقال لأرى ماذا كنت لأفعل لو كنت مكانك ولم تقومي به. لو كنت وزيرة الصحة لقمت على الفور بإعادة هيكلة لجهاز الإسعاف الذى لم يستطع الوصول الى مكان الحادث الا بعد ساعتين من الاتصال به، ان كان فعل ذلك بالأطباء الذين معه في المنظومة فماذا هو فاعل مع الذين من خارجها، وكيف ان الإسعاف اصبح وسيلة فقط لنقل المرضى دون أي تجهيزات لازمة قد تنقذ حياة البعض، فلابد من إعادة تطويره بحيث يصل في أي مكان في مصر بعد 15 دقيقة كحد اقصى من الاتصال به، كما يجب الاتصال به سريعا و يرد من اول مرة و ان يكون على اتصال ما بالـــ "جي بى اس" لإدراج الموقع الذى من المفترض الوصول اليه في اسرع وقت. لو كنت وزيرة الصحة لكنت هرعت الى المستشفيات التي بها زملائي المصابين على الفور وذهبت لأداء واجب العزاء لأسر المتوفيين دون تحجج بوعكة صحية او غيرها، فهم في النهاية ابنائي وزملائي الذين يعملون معي وبدونهم لن تستقيم منظومة العمل، وفوق كل شيء تقديم العزاء وزيارة المريض هو واجب إنساني بعيدا أي منصب، خاصة ان الوزيرة لا تتأخر عن زيارة أي مصابين في أي حوادث عنف او إرهاب ضد الشرطة او الجيش فبالأولى زيارة زملائي في العمل خاصة انهم كانوا في مأمورية عمل خاصة بالوزارة. لو كنت وزيرة الصحة لنظمت برتوكولا سريعا لتوفير سيارات ميكروباص بعدد محافظات مصر، وأصدرت قرارا ان أي تدريبا خارج المحافظة يكون التنقل عبر تلك الوسيلة الامنة لتجنب السرعة الطائشة لسائقي الميكرباصات العاديين. لو كنت وزيرة الصحة لأوقفت التدريب المزعوم ثلاثة أيام على الأقل حدادا على أرواح الشهداء الذين رحلوا تكريما لروحكم واحتراما وتقديرا لأسرهم، بينما استمرت للأسف التدريبات في ذات اليوم واليوم الذى يليه وكان شيئا لم يكن، كما ان موعد التدريبات ظل كما هو حتى لم يصدر اؤامر احترازية بتأخير مواعيد التدريب للظهر للقادمين من المحافظات حتى لا يضطروا للخروج في الثالثة فجرا ليصلوا في موعد التدريب المحدد. لو كنت وزيرة الصحة لكنت أصدرت قرارا بتوفير سكن امن للقادمين من محافظات للمبيت لمن أراد خلال فترة التدريب ووفرت لهم مقابل مادى ولو بسيط لتغطية مصاريف السفر وخلافه. لو كنت وزيرة الصحة لنظمت بروتوكولا للتدريب عبر الفيديو كونفرنس كما استخدمت الوزارة تلك الوزارة تلك التقنية في مناظرة المرضى في المناطق النائية والحدودية عبر برتوكول العلاج عن بعد، كذلك يمكن أيضا ان يصبح التدريب عن بعد. لو كنت وزيرة الصحة لتابعت الحالات الراقدة بالمستشفيات جراء تلك الحادث بنفسي وأمرت بالسفر للعلاج بالخارج للحالات التي تحتاج للسفر على نفقة الوزارة فهم مصابو عمل وهم على قوة العمل وقت الحادث فقد كانت تلك مأمورية عمل اجبارية. لو كنت وزيرة الصحة لكنت اكدت على ضرورة ابلاغ المتدربين خاصة الذين من المحافظات بوقت كافي قبلها لتدبير الامر بطريقة جيدة. نعم... لم تكوني يا معالي الوزيرة سيادتكم السائقة للميكروباص ولكن هذا لن يعفيك من المسئولية... فما حدث هو مسئوليتك والادهى ان ردة فعلك تجاهه كانت مخيبة للآمال وكفيلة لإطلاق شرار رحيلك لان عدم الاعتراف بالخطأ هو أولى درجات الانحدار من منزلة المناصب والكراسي... وما منصب دائم للأبد... وضعي نفسك مكان احدهن وحاولى ان تنامى بعمق في الليل.