مجدي حنين يكتب: قاسم السليمانى..مقتل الوهم
بقلم: مجدي حنين
يقول أيفو اندري الكاتب والأديب الصربي الحائز على جائزة نوبل في الأدب، أن الشعب لا يتذكر ولا يروي إلا ما يستطيع أن يفهمه وأن يحيله إلى أسطورة. هذا ما فعلة الشعب الواهم مع سليمانى فقد حولوه الى أسطورة. وفى إيران وبما أنه لا صوت يعلو فوق صوت الزعيم ولا هتاف إلا للمرشد هذا هوا الحال في إيران الدولة الغنية بالبترول والفقيرة إلي أسباب العيش الكريم لأهلها. إيران التى تمتلك خيرة شباب العالم ولها من الحضارة ما يجعلها تباهى وتتفاخر أمام كل الأمم تحولت إلى سجن كبير أعداد السجانين فيه أضعاف أعداد السجناء وهذة هى النتيجة الحتمية لكل الشعوب التى تسلم مقدراتها للحكم الثيوقراطى البحت.
في أواخر حكم الشاة وأثناء الثورة الإيرانية ومازال الخومينى في فرنسا، أنضم العلمانيون والليبراليون الايرانيون واليساريون إلى فقهاء الحوزة العلمية بقمن وهم بذلك سلموا البلاد إلى من هم أشد دكتاتورية وأقصى ظلما من الشاة نفسة وتمكن نظام ولاية الفقية من ايران تماما، وكما هو متوقع فقد بدأ فى السيطرة على كل شبر فى إيران عن طريق إنشاء الحرس الثوري الايراني. وظهر بوضوح الطريقة التي ستحكم بها ايران وهى لا صوت يعلو على صوت المرشد ومن يعلو صوته أو يظهر نجمة فالحرس الثورى في انتظاره.
وبهذا جذبت الثورة الاسلامية الخومينية إيران إلي غياهب الرجعية والدكتاتورية الشمولية في الحكم وذهبت ثروات البلاد إلى تصدير الثورة الخومينية إلى بقية شعوب المنطقة، وقتل وسجن كل المثقفين والليبراليين والتنويريين وهاجر اغلب شباب إيران إلى بلاد يستطيعوا فيها أن يعيشوا بأمان وبكرامة وبحرية. هم هاجروا إلى كل بلاد العالم بما فيهم امريكا الشيطان الأعظم كما يلقبونها حراس الثورة الإيرانية، ولكن الإيرانيون اللذين هاجروا اليها وجدوا فيها الجنة العظمة وانهم تركوا وراءهم في بلادهم ملايين الشياطين فى صورة ملالى، وطلاب العلم بالنسبة للمهاجرين الإيرانيين كانت امريكا لهم طوق نجاة من نار جنة الخومينى واتباعه،
فهم في اغلب الدول التي هاجروا اليها تفاعلوا ونجحوا بشكل لافت للانتباه وكثيرون منهم أضحوا نجوم مجتمع فى بلاد الغرب الكافر. ولكن بالنسبة للسياسة الأمريكية بعد مشكلة الرهائن في عهد الرئيس جيمي كارتر تغيرت النظرة الجيوسياسية بالنسبة ل إيران.
فإيران هي العصا اللازمة لسياسة أمريكا تجاه العرب فأمريكا تتبع مع الدول العربية الغنية سياسة العصا والجزرة، ولكي تحقق ذلك فلابد أن لا تنكسر العصا وأيضًا لا مانع للاتفاق مع العصا نفسها أقصد إيران حتى لو ظهر عكس ذلك أمام العالم ولكنها المصالح المتشابكة. فمثلا قاسم سليمانى اصبح عبئ على نظام الملالى فالايرانيون حولوه إلى أسطورة اعلى من مرشد الثورة نفسة. وهو اخفق فى عدة مواقف منها موضوع إقامة حائط صواريخ دقيق جدا فى سوريا بمواجهة إسرائيل والذي دمر تماما بمجرد وصولة للأراضي السورية من قبل المخابرات وسلاح الجو الاسرائيلي، فكان لابد من تقديمه ككبش للمحرقة وبالنسبة لأمريكا فالانتخابات قادمة ولابد من فعل شيء لكسب الانتخابات مثلما فعل آوباما مع بن لادن. ولامانع من قبول هدية من الملالى لتحقيق ذلك والهدية هى قاسم السليماني ، ولا مانع من افتعال مسرحية هزلية لأقناع الإيرانيين بكراهية نظام الملالي لأمريكا لما فعلته مع سليمانى بفرقعة عدة صواريخ فى سماء بغداد انتقاما أو احتفالا بموت سليماني، ولتستمر الحياة فى إيران كما هى شعب يحب ويرضخ لحكم رجال الدين، الذين اوهموا الإيرانيين أن الثورة الإسلامية حولت إيران الى قوة قادرة على إزالة إسرائيل وأمريكا من الوجود، ورجال دين وجدوا ضالتهم في شعب يحب عبودية جنتهم المزعومة وعرب فرحين بمقتل سليماني ومنبطحين تماما للعصا الأمريكي. أما أمريكا فهنيئا لها بانتخاب أقوى رئيس عرفته امريكا لفترة ثانية وبجزرتها وعصاها ويبقى الحال كما هو عليه حتى ظهور سليماني اخر