نسرين عيسي تكتب : شوبان وزهرة البنفسج
بقلم: نسرين عيسي
شوبان و زهرة البنفسج قصة عشق لا تنتهى بين الموسيقار العظيم رقيق المشاعروزهرته المفضله البنفسج . هل أحبها شوبان ، لأنها زهرة حزينه مثله ، أوقريبة الشبه من حياته ، فقد كانت حياة شوبان كالكتاب القصير يضم صفحات من الحزن كلما تصفحت صفحة تقف عندها حائراً متسائلاَ ، ومندهشاً كيف تحمل قلب شوبان هذا القلب الرقيق كل هذا الألم وكيف مع كل هذا الحزن خرجت اجمل النغمات الرومانسيه الكلاسيكيه ! إذن قد تكون الآلام سر النجاح فى بعض الأحيان!
شوبان هو فقط الذى يستيطيع من خلال موسيقته و فى وقت و احد أن يدمع عينيك ويرسم إبتسامة على وجهك يجعل قلبك يدق فرحاَ ويدق حزناً ايضاً يجعلك تحلم بشرفات باريس ، وأجواء الزهوربها تنيرها الشموع فى ليلة من ليالى الربيع القمريه ، يتخللها نسمات الهواء المنعشه المعبئة برائحة الأزهار ، تعيش لحظات وربما دقائق قد تصل لساعات مع من تحب ، وتمر بك للترك بصمتها فى ذاكرتك لتسجل فى دفتر الذكريات أجمل الأوقات وربما تعيش لحظات آلم حقيقيه تجددها بداخلك موسيقى شوبان ، ولا أبالغ فيما أقول بل أصدقك القول ، لأنه و ببساطة عزيزى القارئ كان يترجم مشاعره الفياضة الدافئة فى صورة نغمات لها مفعول السحر تخترق الوجدان وتوقظ فيك أحاسيسك الخاملة باعثة فيك الحياة من جديد وقتها تشعر بالندم عن كل وقت فات لم تسمع فيه شوبان .
شوبان اسمع له عزيزى القارئ مقطوعة Spring Waltz ، وأعدك إنك لن تكتفى بمرة ، أو إثنتن بل سوف تستمر فى الإستمتاع بها مرات ومرات متكررة.
شوبان مشوار طويل وحياة قصيرة ما بين إنكسار عاطفى فى حبه الوحيد لإمرأة أنانية تخلت عنه فى أشد لحظات إحتياجه لها فى لحظات مرضه وضعفه تركته وحيدا يصارع المرض الذى داهمه فى ريعان شبابه
فكان أثر تركها له أشد قسوة من المرض ذاته على نفسية شوبان ولما لا فقد كان شوبان فى شدة الرومانسيه والرقة فى كل شئ فى مشاعره وموسيقاه حتى طريقة وقفته على المسرح منحنياً لجمهوره من أروع المشاهد التى يمكن أن تراها والتى تميز شوبان بها وكان يقضى ساعات للتمرن على كيفية الإنحناء أمام الجمهور .
رحل شوبان وطلب ان تصاحبه زهرته المفضلة البنفسج لتكون رفيقته فى رحتلة الآخيرة، بعد أن تركته حبيبته و تحققت وصيته بالفعل، فصاحبته زهور البنفسج إلى مسواه الأخير وظل بعضها على قبره حتى ذبلت فكانت الزهور أوفى من الحبيبة