نسرين عيسي تكتب: حالة خاصة جداً!
بقلم: نسرين عيسي
الحب كلمه بسيطة جداً لا تفوق قوة المشاعر التي يشعر بها من يعشق ولكن لا مفر من التعبير من خلال هذين الحرفين عن هذه المشاعر الجارفة وخاصة غير المعلنة أو المصرح بها من قبل الطرفين. الحب الذى يشعر كل طرف سواء رجل وامرأة أن هناك شيء خفى يشد كل منهما للآخر وعندما تكون العين هي بطل الرواية حيث تلعب النظرات المتبادلة أدوار الخجل والفرح والاستنفار والصمت والغيرة كل هذه أحاسيس خاصة جداً، بريئة اقوى من الاعتراف بالحب ذاته هذه لحظات الرومانسية الجميلة التي تمر بحياة أي امرأة أو فتاة عندما تكون وسادتها على سريرها مكان لأحلامها وفكرها تضع رأسها عليها مغمضة عيونها وتسمح لخيالها يعيد عليها مواقفها مع من تحب وتكررها مرات وكأنها أمام شريط سينمائي تسترجع أحداثه المحببة إليها وتسترجع صورة حبيبها انها فعلاً لحظات خاصة جداً!
عبر مئات السنين، برع الكثير من الفنانين والرسامين في التعبير عن الحب والمشاعر العاطفية من خلال فنهم، فدائماً ما يكون النظر لهذه اللوحات محفزاً للمشاعر، بخلاف أنها تثير الاعجاب بقدر كبير، ولكن يبقى هناك لوحات كلاسيكية، أصبحت بمرور الزمن قيمة كبيرة في التعبير عن الحب، فكثير من الرسامين عبر عن الحب، ولكن قليل منهم ظلت لوحاتهم خالدة في اذهان العشاق و من أبرز هذه اللوحات الرومانسية لوحة "Flaming June" للرسام الإنجليزي فريدريك لايتن، وفى هذه اللوحة، رغم أن بها امرأة تنام بمفردها، إلا أن الألوان الغنية وملابسها وضعت نغمة رومانسية ظاهرة.
وهي لوحة زيتية، رسمها الفنان البريطاني فريدريك لايتن عام 1895. يعتبرها العديد من الخبراء أهم أعمال لايتن. اختفت اللوحة في أوائل القرن العشرين، وأعيد اكتشافها في ستينيات القرن ذاته. تم عرضها في مزاد بعد فترة وجيزة، خلال تلك الفترة كان من الصعب بيع لوحات العصر الفيكتوري، وفشلت عملية البيع، حيث كان سعر اللوحة 140 دولارًا (حوالي 1126 بالأسعار الحالية)، بعد المزاد قام متحف الفن في بونس بشرائها حيث تُعرض حتى الآن. لا يعرف بالتحديد من هي المرأة المرسومة في اللوحة.
لوحة خفيفة على القلب والعقل والعين وهي لوحة ممكن أقول انه وصف لفتاة عاشقه نائمة تحلم بحبيبها، فترى الحيوية في الألوان والهدوء والسكينة في ملامحها ولبسها وحتى وضعية شعرها وهو منسدل... كل شيء هادئ وخفيف على الروح والوجدان لأقصى حد... لا يوجد شيء مزعج رغم اختياره لألوان صريحة مثل البرتقالي، إلا إنه أستخدم الدرجة الخفيفة منه حتى لا يفقد حيوية البرتقالي وفى نفس الوقت هذه الحيوية لا تغطى على السكينة والطمأنينة في اللوحة... والخلفية مشهد مفتوح بحر وسما زرقا والأفق واسع بلون هادي متناسق مع لون فستانها ويعكس حالة الهدوء التي فيها الفتاة، وهنا فريدريك عرف يوظف الألوان ودرجاتها صح جدًا حتى تخدم الشعور والحالة التي يريد أن يوصلها.. كل شيء متناسق وجميل بشكل هارموني، فستان فضفاض ووضعية نوم مريحة وملامح مستريحة وهادية وبحر وسما واسعين... سمفونية جميلة من الألوان والتشكيل للعين لحالة عشق، حقاً انها حالة خاصة جداً.