A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

ابرام مقار يكتب: العالم ما بعد الكورونا

كما قامت الحرب العالمية الأولي بسبب شخص، هو البوسني "برينسيب" حين قام بالإعتداء علي ولي عهد النمسا، وكما تغير العالم العربي بسبب حرق التونسي "محمد بوعزيزي" لنفسه ، سيذكر التاريخ أن سكان العالم جلسوا في منازلهم لأشهر خوفاً في فيروس "كوفيد - 19"، بسبب ذهاب أربعة أشخاص في ديسمبر 2019 لسوق "هوانان" للحيوانات والمأكولات البحرية، بمدينة ووهان الصينية، لينتشر أحد أخطر فيروسات عائلة كورونا في الصين والعالم أجمع. ومع ما يعيشه العالم من خسارة في الأفراد والمال والإقتصاد هذه الأيام، يتجاوز الخوف مما نعيشه الأن إلي طرح السؤال الهام وهو : ماذا بعد الكورونا أو "كوفيد - 19" وكيف سيتغير العالم؟ الحقيقة التي ليس بها أدني شك أن العالم والبشر سيتغيرون بعد تلك الأزمة الكبري والتي من المتوقع أن تستمر لأشهر قادمة، ستترك الكورونا أثارها داخلنا وحولنا بالتأكيد سيتخلي البشر عن إجتماعياتهم السابقة، سيرتاح الناس للجلوس بمفردهم عن الجلوس مع الأخرين ، التواصل عن طريق الأنترنت سيكون حال كثيرين وستذداد مواقع التواصل عدداً وحضوراً لتحقق أتصال أكثر عبر مسافة أبعد ، سيصبح الأمان في البعد لا في التقارب، وإن كان مع هذا البعد المكاني، سيتقارب التواصل الكياني بعد تلك الأزمة، فسيذداد الخير بين البشر والدول بعد أن أحيا "كوفيد - 19" فكرة العدو المشترك، تماماً كما حدث في حملة "بليتز" الألمانية ضد أنجلترا في الحرب العالمية الثانية، والتي أثارت وقتها حالة خير وتلاحم غريبة بين البريطانيين. الدول وخاصة الغرب سيدرك أن ما كنت تتوقع أن يحدث في بلدان بعيدة يمكن أن يحدث علي اراضيك ، وما حدث قبل عصور التكنولوجيا والتطور الغربي يمكن أن يعود ثانية. دول قوية ستصبح أضعف ، وعلاقات دولية فاترة ستصبح أقوي جراء تلك المحنة ، معتقدات البشر وإيمانياتهم ستتجه بالأكثر نحو التأمل ، مع النفس أكثر منها مع الجمع ، خارج أسوار المعبد أكثر من داخله بعد كورونا سيحظي الباحثين والأطباء والممرضين والعاملين بالحقل الصحي بأهمية أكبر، ستري لهم تماثيلاً في العالم أجمع وسيتحدث التاريخ عن بطولاتهم ويصبحون أيقونة للوطنية، وربما سيحلون محل القادة العسكريين وأبطال الجيوش والحروب شكل المباني والسكنات والمكاتب والمصانع سيتغير، سيصبح الـ Physical distancing أسلوب حياة، سيتم السماح بعدد أفراد أقل بالمصاعد ، بمسافة أكبر في طوابير الأنتظار ، ستتباعد مكاتب الموظفين، وألات العمال عن بعضها البعض، ستغلب ثقافة الـ "Touchless" علي كل مناحي الحياة، ستحل بصمة الصوت واللاسلكي والفعل بجرد الحركة بدلاً من اللمس من الأن فصاعداً. سيتغير النمط الإجتماعي فيما بيننا، سنتجنب لمس الأخر و لمس وجوهنا و مصافحة اليد والقبلات و التقارب المكاني الغير مبرر، والتنفس مع أخرين في أماكن مغلقة. ستدرك النظم السياسية بعد الكورونا، سواءً ديمقراطية أو ديكتاتورية، أن الرعاية الصحية ليست رفاهية وأن الخطر الصحي لن يفرق بين حاكم ومحكوم ، وأن الضعف الصحي في بلدك أخطر علي حكمك من معارضيك أعدك أن عالمك بعد الكورونا لن يكن كما رأيته من قبل، أعدك أن القوي الدولية ستتباين و أن السلوك البشري سيختلف، وسيصبح سؤال الـ 7 مليارات أنسان بالعالم هو، ماذا نفعل حتي لا نضع حياتنا وكوكبنا تحت يد وتصرف فيروس لا يُري بالعين المجردة