The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

عبد المسيح يوسف يكتب: من سيحاسب الصين ويؤسس نظام عالمي جديد؟

فيروس صغير، هو كورونا، حبس أنفاس العالم كله، المتقدم منه والنامي، بل وربما مس بقوة العالم المتقدم منه بصورة أكبر بسبب حرية الحركة والتنقل والسفر، وهو ما ساعد علي تفشي الفيروس بسرعة كبيرة، والعالم بشماله وجنوبه، غربه وشرقه، حتى الآن يقف مكتوف الأيدي، عاجز أن يعلن عن تطعيم أو دواء قادر علي القضاء علي هذا الفيروس، الذي كانت بدايته من الصين. الصين، نعم الصين، حسب التحقيقات الأولية لبدايات الفيروس، والمريض رقم "زيرو"، حيث كانت الحالة المرضية الأولى، أو ما يطلق عليها المريض رقم صفر أو زيرو، في مدينة ووهان الصينية، في ديسمبر 2019. ولاعتبار كون النظام الحاكم في الصين، نظام شيوعي سلطوي، لا يعرف الكثير عن الشفافية، فقد تم التعتيم كلية على الفيروس، بل وحتى قامت السلطات الصينية بمعاقبة الدكتور الصيني، الذي لفت الأنظار إلى هذا الفيروس اللعين. استمر التعتيم الصيني، وعدم كفاية المعلومات عن الفيروس الجديد، الذي هاجم العالم، منطلقا من الصين، التي لا ينكر أحد سلطوية وعدم ديمقراطية نظامها السياسي، ولكن في نفس الوقت لا ينكر أحد مكانتها وقوتها الاقتصادية، في النظام الدولي، وهو ما يجعلها تستقبل ملايين وملايين المسافرين، لأغراض التجارة أو السياحة، وهو ما مثل السلاح الخفي لنقل الفيروس إلى خارج الصين، إلى مختلف دول العالم. هل الصين مسؤولة عن الفيروس؟ نعم، الصين تتحمل مسؤولية سياسية وصحية وعالمية عن هذا الفيروس، بسبب رئيسي وهو تعتيمها المعلومات حول الفيروس لمختلف دول العالم، لتتحرك بسرعة، حيث المعلن ان الصين خافت على مكانتها، ولم تعط أي اعتبارات للصحة العامة للبشرية في النظام العالمي، ولم تبدأ الصين في الحديث عن الفيروس إلا عندما تم نقله فعليا لدول أخرى خارج الصين. ويعد هذا من الاسباب الرئيسية، التي جعلت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطلق عليه الفيروس الصيني، وهو محق في ذلك الأمر حيث تكتمت الصين على ظروف ظهور الفيروس. وهل من أكل الخفافيش، كان يأكلها لأول مرة؟ أم أن شربة الخفافيش المسؤولة عن الفيروس، من الوجبات المعتادة والغريبة لدى الشعب الصيني؟ هذه كلها أسئلة لم تجب عليها الصين، رغم حضارتها العظيمة، إلا أنها في الوقت الحالي، اضرت الإنسانية، بفيروس حبس العالم كله، وقيد عجلة الاقتصاد العالمي، وقيد قدرة الحكومات الغربية خاصة في دعم الملايين، الذي اصبحوا يعانون من البطالة. يطرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه بصورة غير مباشرة لمحاسبة الصين، ولكن التوقيت غير موات الآن للحساب، فالوقت يهاجم الإنسانية مع الفيروس، والوقت الحالي ليس للحساب، ولكن لبحث العلماء عن تطعيم أو دواء للقضاء علي الفيروس اللعين، والمقولات العلمية الموضوعية تقول أن العالم المتقدم، نعم العالم المتقدم حال توصله لعلاج للفيروس فإنه في حاجة ما بين 12 و 18 شهرا لاختبار العلاج الجديد للقضاء على الفيروس، وهذا العلاج الجديد لم يعلن أحد حتى الآن التوصل إليه. العالم يعيش مرحلة من الغموض، والنقص الحاد في المعلومات، فيما يتعلق بجهود البحث عن علاج للفيروس اللعين في العالم الغربي، رغم الجهود الدؤوبة في المختبرات الأمريكية والكندية والبريطانية والفرنسية والإيطالية والألمانية والسويسرية، الروسية، وغيرها من الدولة المعنية بإنقاذ الإنسانية من هذا الفيروس اللعين. علي جانب آخر، لن يتوقف الأمر على حساب الصين، خاصة لو نجح دونالد ترامب في الفوز بفترة رئاسية جديدة في الانتخابات الأمريكية المقرر لها حتى الآن أن تجري في 3 نوفمبر القادم، في مواجهة العجوز جو بايدن، البالغ من العمر 76 عاما، المرشح عن الحزب الديمقراطي. بل أن الأمر سيمتد إلي تدشين نظام عالمي جديد، بعد أن قرر الرئيس الأمريكي كذلك أن يهاجم وبضراوة منظمة الصحة العالمية، الفاشلة والعاجزة عن القيام بأي أمر علمي وإيجابي. فحتي من يتابع بيانات وتصريحات المنظمة ومديرها العالم يجدها بيانات لا تقدم ولا تؤخر. ويؤخذ علي منظمة الصحة العالمية الفاشلة، أن لم تعلن عن الفيروس إلا في مارس الماضي، أي بعد بداياته في ووهان الصينية، بنحو 3 شهور. وهذا الأمر يمثل ضربة في قلب فاعلية هذه المنظمة المنوط بها حماية ومتابعة الصحة العام للنظام العالمي. ولكن هذا الفيروس كشف مدى الفساد والهشاشة، التي تعاني منها بعض منظمات المجتمع الدولي، والتي يجب إعادة النظر فيها، مثلما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، فيما يتعلق بمنظمات عصبة الأمم والمنظمات التابعة لها. لقد ثبت للرأي العام العالمي، أن الكثير من منظمات الأمم المتحدة، منظمات فاشلة، توجه إليها ميزانيات بمئات الملايين دون أن تقدم خدمة حقيقية للنظام العالمي، ويوجه جزء كبير منها لمرتبات ومكافآت كبار الموظفين فيها، علاوة على الرشاوي، التي يتحصلون عليها، لإخفاء معلومات ما أو لتسهيل خدمات معينة. دون أن ينفي هذا أن بعض منظمات النظام العالمي الحالي لها دور نسبي، ولكنه في حاجة لمزيد من التفعيل. العالم المتقدم الآن مشغول بالبحث عن دواء للفيروس اللعين، والحد من انتشاره بين سكانه المحبوسين في المنازل. في الوقت الذي تلعب فيه حكومة الصين دور "العبيط"، علي الرغم من المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها، وتدور تساؤلات كثيرة حول مدى تعاون الصين مع العلماء في الغرب من اجل مدهم بالمعلومات التي توصلت إليها السلطات الصينية، ويمكن أن تساعد الوصول إلي علاج. في هذا السياق، قال أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي أن الفيروس تم اطلاقه بواسطة الجيش الصيني، والعلاج متوافر لديهم، ولكنهم لن يشاركونه مع العالم، حتي تسقط اقتصاديات الدول الغربية، ويهيمن الاقتصاد الصيني علي النظام الاقتصادي العالمي. وبعيدا عن تفنيد مثل هذه التصريحات السياسية المدعمة لنظرية المؤامرة. المؤكدة أنه خلال الشهور القليلة القادمة ستكون هناك تغيرات محورية في علاقة العالم بالصين، وبعض منظمات النظام العالمي ومنها المنظمات التابعة للأمم المتحدة، لقد حبس كورونا العالم وقيد حركة الاقتصاديات واغرقها في الركود، وتكلفت الحكومات الغربية خاصة الكثير بسبب مليارات دعم الشركات والسكان الذين سقطوا في أعماق الغلق أو البطالة. وهذه كلها مقدمات لتغيرات جذرية في علاقة الصين بالعالم بصفة عامة، وبالولايات المتحدة والغرب من ناحية ثانية، وبالصيغ المنظمة للنظام العالمي الجديد، المزمع أن نشاهد ملامحه خلال شهور، خاصة لو استمر ترامب في قمة الإدارة الأمريكية. عبدالمسيح يوسف - مونتريال عضو نقابة الصحفيين المصريين