6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

د. ناجي إسكندر يكتب: تداعيات COVID19 .. الطقس متغير والعقيدة ثابتة

تداعيات COVID19 : العالم بعد وباء COVID19 لن يكون هو العالم قبله المقالة الأولي : الطقس متغير والعقيدة ثابتة بحث أرجأته لسنوات، ولكني أجد الآن نفسي في مسؤولية علمية وأخلاقية في وجوب نشره. ينبغي التأكيد علي أن كل تفصيلات ودقائق ممارسات الحياة ستتغير بعد COVID19 ولن تكون أبدا كما كانت قبله؛ فهذا الوباء قد نبه العالم لخطورة أوبئة العدوي التنفسية عن غيرها من الأوبئة الأخري، والتي تكررت عبر تاريخ البشر وستتكرر بين الحين والحين ما لم نحذر ونتغير . وفي البداية أحب أن أستسمحك عزيزي القارىء وقبل أن تتبني رأيا مسبقا في هذا الموضوع التي أدرك حساسيته أن تقرأ البحث كاملا، وتفكر بعقلك، وتقرر موقفك. في البداية أحب أن أنبه إلي وجود سبع مباديء تشير وتؤكد علي قابلية تغيير الطقوس الدينية إلي طقوس أكثر مراعاة للقواعد الصحية السليمة، وذلك مع المحافظة علي ثبات العقيدة أي الإيمان فالطقس شيء والعقيدة شيء أخر لا يصح للحكماء الخلط ما بينهما. المبدأ الأول : النواحي الإيمانية لا تعني إلغاء الإجراءات العقلانية اليقينية. الإثبات من الكتاب المقدس نفسه : ١) رب المجد نفسه : لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي( المسيح ) ليهلكه، فقام ( يوسف النجار ) وأخذ الصبي وأمه ليلا وإنصرف إلي مصر ، وكان هناك إلي وفاة هيرودس ( متي ٢: ١٤ ). فهل قال يوسف أن ذلك لا يمكن أن يحدث لأنه يُؤْمِن بأن خطة خلاص البشر لابد أن تتم دون الحاجة للهروب إلي مصر أم أخذ بالأسباب العقلانية اليقينية وإنصرف إلي مصر ؟ ٢) بولس الرسول : وقف به ملاك الرب وقال له لا تكون خسارة نفس واحدة منكم ( ٢٧٦ شخص ) إلا السفينة ومع ذلك عندما شرع النوتية في الهروب من السفينة قال بولس إن لم يبق هؤلاء في السفينة فأنتم لا تقدرون أن تنجوا وإلتمس من الجميع أن يمتنعوا عن الصيام ويتناولون طعاما لأن ذلك يكون مفيدا لنجاتهم وأخذ خبزا وشكر وكسر وإبتدأ يأكل. فهل قال بولس أنه لن يأخذ بالأسباب العقلانية اليقينية للنجاة لأنه يُؤْمِن بانه لا تكون خسارة نفس واحدة فلا داعي لإبقاء البحَّارة أو الأكل ؟ (اعمال ٢٧ ). المبدأ الثاني : لا تجرب الرب إلهك. في تجربة الشيطان علي الجبل حينما قال الشيطان للسيد المسيح : لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طريقك علي الأيدي يحملونك لئلا تصطدم بحجر رجلك ( مز ٩١ ) كان رد المسيح عليه قاطعا : مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك ( متي ٤ ) المبدأ الثالث : الطقس تغير ويتغير دائما ولكن العقائد الإيمانية تبقي ثابتة. ما لا يعلمه المعظم وهي حقائق قد تبدو صادمة للبعض ولكنها صحيحة وتساهم في حل المشكلة : ١) في العشاء الإخير : ثم تناول ( المسيح ) كاسا وشكر وقال خذوا هذه وإقتسموها ما بينكم. وعليه إقتسم التلاميذ محتويات الكأس( الدم المسفوك من أجلنا هذه هي العقيدة الثابتة والتي لا تتغير ) أما كيف إقتسموها فهذا هو الطقس القابل للتغير ، فالأرجح أن التلاميذ قد إقتسموها في كؤسهم لان عشاء الفصح اليهودي التقليدي كانوا يستخدموا فيه أكثر من كأس. ٢) أنه في التقليد القبطي الأرثودوكسي القديم كان التناول يتم عن طريق غمس الكاهن للجسد في الدم ثم يسلمه في يد المتناول ليتناوله بنفسه. ولكنه ولزيادة في الحرص علي قدسية الجسد والدم، ولعدم درايتهم بقابلية العدوي في ذلك الوقت، تغيرت طريقة التناول الأورثوذكسية إلي ما هو عليه الان - والتي تختلف عن طقس التناول في الكاثوليكية والأكثر مراعاة للقواعد الصحية - وذلك رغم إتفاقهما في العقيدة الإيمانية الثابتة للتناول . المبدأ الرابع : أهمية الخضوع للسلطة والدولة والتي تمتثل هي بدورها لقرارات العلماء من الأطباء. ١) يقول معلمنا بولس لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله. ( رومية ١٣ )فمن أهم قرارات علماء الأطباء لمنع العدوي التنفسية وما أكثرها - ومنها الإنفلوانزا الموسمية والالتهاب الرئوي ونزلات البرد والآن أخطرها هو COVID19- هو عدم مشاركة الأخرين أدواتهم خاصة ما يدخل منها إلي الفم، وأيضا التباعد البدني وعدم المصافحة باليد والتقبيل. ٢) ويقول رب المجد إعطوا ما لقيصر لقيصر - وهنا أهمية تغيير الطقس إلتزاما بما تطلبه الدولة ممثلة في علمائها من الأطباء حفاظا علي صحة مواطنيها ( ومنها أيضا منع التقارب والآن التجمعات في دور العبادة للصلاة، ومنع مصافحة وتقبيل الأخرين في قبلوا بعضكم بعضا بقبلة مقدسة ومنع مشاركة الأخرين أدوات التناول ) - وإعطوا ما لله لله فتعجبوا منه ( مرقس ١٢ ) وهنا ما لله هو العقيدة الثابتة وهي الإيمان بضرورة المواظبة علي الصلاة - مع الإحتفاظ علي التباعد - ومحبة الأخرين - دون الحاجة لمصافحتهم وتقبيلهم - والمواظبة علي إشتراك المؤمنين في تناول جسد ودم السيد المسيح - دون الحاجة لمشاركتهم نفس الأدوات ودون الحاجة لإنتقال يد الكاهن من فم متناول إلي فم الأخرين وملامستها للعاب المتناولين . المبدأ الخامس : أهمية العمل بالعلم والتدقيق. يقول الكتاب : ومن منكم وهو يريد أن يبني برجا لا يجلس أولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله ( لوقا ١٤) فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء ( أف ٥ ) وإنا نفسي أيضا متيقن من جهتكم يا إخوتي أنكم أنتم مشحونون صلاحا ومملوؤن كل علم. ( رومية ١٥ ) فالآن نحن نعلم( بالعلم ) عن الطقوس التي يمكن أن تؤدي إلي إنتشار الأمراض التنفسية وعلينا تجنبها وتغيرها بما يمكننا من الإستمرار في ممارسة العقائد الإيمانية الثابتة دون المساهمة في إنتشار الأوبئة . المبدأ السادس : الإدعاء بغير براهين موثقة لم ولن يغير الحقائق العلمية إدعي بعض الأساقفة الأقباط التي نحبهم ونحترمهم وعن غير قصد ( وبل وعدد من رجال الدين في كل العقائد الأخري ) وبدون براهين موثقة أن طقوس العبادة لم يحدث أن تسببت في أية أمراض بل علي العكس تطرد فيروسات الكورونا وغيرها من الأمراض - وقد شاهدنا نماذج كثيرة علي التلفاز لا أحب أن أكرررها - ومن هذه الطقوس الصلاة الجماعية والقبلات المقدسة بالمصافحة والملامسة وحتي التقبيل و طقوس التناول. ولهؤلاء أحب أن أنبههم بروح المحبة ونبراس العلم : ١) هل هذا مثبت علميا فهل لا تصيب الأمراض الأقباط وغيرهم من المؤمنين وتصيب فقط المخالفين والملحدين؟ وهل تحققوا بتجارب علمية موثقة من أن طرق العدوي لم تتضمن ممارسة تلك الطقوس غير الصحية علميا ؟ بالقطع الجميع يعلم أن ذلك لم يحدث . ٢) وأزيدكم من الشعر بيتا في أثناء أوبئة الطاعون كان كل رجال الأديان يطلبون من الشعب الاتجاه إلي دور العبادة للصلاة الجماعية لطلب المعونة الإلهية؛ فكان ذلك من أهم أسباب إنتشار أوبئة الطاعون والذي حصد في أحد أوبئته المتكررة ربع سكان العالم ونصف سكان أوروبا. بل أن أحد الباباوات تسلطت عليه فكرة خاطئة عن القطط ؛ والتي بسببها إمتنع الناس في أوروبا عن تربية القطط مما قلل من أعدادها فتكاثرت الفئران بما تحمله من براغيث مما ساهم في زيادة إنتشار أوبئة الطاعون. من هنا يتضح أنه لا وسيلة لمواجهة الأوبئة الفتاكة بل وكل الأمراض التنفسية الا باتباع العلم والعلماء من الأطباء فقط دون غيرهم - وليس رجال الدين - والإلتزام حرفيا بقراراتهم. وقد أقر رب المجد باهمية الأطباء في مجابهة المرض . المبدأ السابع والأهم : إن تحب للأخر ما تحبه لنفسك الوصية التي تماثل وصية محبة الله : تحب جارك ( الاخر ) كنفسك بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس ( الكتاب ) كله والأنبياء( متي ٢٢ )وعليه فانه بممارسة بعض الطقوس الخاطئة صحيا فإنك لا تعرض نفسك فقط للخطر الذي حتي وإن إرتضيته لنفسك - وفِي هذه الحالة ليس ذلك من حقك - فأنت تعرض أيضا الأخر والمجتمع لخطر جسيم وعليه فأنت قد خرجت عن الإيمان المسيحي لأنك قد أسقطت الوصية الأعظم. والآن المطلوب : من قيادات الكنيسة القبطية والتي نثق جميعا في حكمتهم وعلي رأسهم قداسة البابا تواضروس الثاني وقد أعطوا جميعا مثلا وقدوة رائعة في التفهم والإلتزام بما أملته علي العالم أجمع ظروف الوباء الجامح الخطير الذي يتعرض له العالم وإلي حد إغلاق الكنائس.والمطلوب الان هو تغيير طقوس الممارسة لبعض من العقائد الإيمانية الثابتة والتي لن تتغير أو تتأثر بتغيير. تلك الطقوس إلي طقوس تلتزم بالقواعد الصحية التي نلتزم فيها بإرشادات العلماء من الأطباء التزاما كاملا، وايضاً وحتي لا تضطر هذه القيادات إلي القبول قسرا بالإلتزام باوامر القائمين علي شئون المجتمع .وهذا التغيير حق أعطاه رب المجد لهذه القيادات الكنائسية فرب المجد يقول : الحق أقول لكم كل ما تربطونه علي الأرض يكون مربوطا في السماء، وكل ما تحلونه علي الأرض يكون محلولا في السماء ( متي ١٨ ). هوامش : في الأحد السابق لإغلاق الكنائس ودور العبادة في العالم كله، قام أحد كهنة الكنائس الكبيرة في تورونتو بالإستجابة لطلب عدد مما تقدموا للتناول بإعطائهم الجسد والدم المقدس بالطقوس الصحية التي ارتضوها بينما تم مناولة الأخرين بالطريقة التقليدية، ثم قام بعد إنتهاء القداس بالإجتماع مع لجنة طبية معتبرة من كبار أساتذة الطب والتي أقررت أنه يجب الإلتزام بتلك الطقوس الصحية لعموم المتقدمين للتناول لاحقا وقد لقي ذلك ترحيبا كبيرا من الجميع. وفِي النهاية فاني أكرر وأنبه أنني لا أطالب بتغيير أي من العقائد الإيمانية الثابتة لإيماننا الأرثرودكسي، بل بتغيير طقوس ممارسة بعض من هذه العقائد إلي طقوس صحية سليمة تتناسب مع ما أتيح لنا من معلومات.وأثق أن يتفهم الحكماء والعقلاء بانه هناك فرق بين الطقس الذي يقبل التغيير - وقد تغير كثيرا - وبين العقائد الإيمانية الثابتة التي لا تتغير وعليه فلن يؤثر ذلك التغيير إطلاقا في الإيمان المسيحي الأرثودوكسي. واطلب ممن يختلف معي في الرأي أولا أن يقرأ ما كتبت كاملا، ثانيا أن يتواصل معي ويعرض علي رأيه العلمي دون سباب وإهانة يكسر به أول هذه المباديء المسيحية - وهي من قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم متي ٥ ٠ وانا أرحب بكل إختلاف يستند للعلم وسأرد عليه فاختلاف الرأي لم ولن يفسد للود قضية. وأسال رب المجد للجميع دوام الصحة وزوال غمة COVID19 و التحذر من تكرارها.