A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

مينا ماهر يكتب : هل Covid-19 شر من الله؟ الجزء الرايع

كان ولا يزال شعب مصر من أكثر الشعوب تديناً منذ أبد الآبدين! فبمجرد أن نلاحظ ما خلَّفه الدهر اليوم من الحضارة الفرعونية، نعرف حتماً أن محور ثقافتهم كان مبنياً على التدين والغيبيات! فما نراه اليوم من معابد كبيرة وقبورٍ عظيمة كالأهرام، يعبر بشكل واضح عن كم المجهود العظيم المبذول في معمار تلك المعالم بالتحديد لتخليدهم إلى يومنا هذا، فيعكس لنا تماماً اهتمامهم الفائق بالعبادة واعتقادهم العميق فيما هو بعد الموت. في الأعداد الثلاثة السابقة قد اتخذنا فرصة الوباء الحالي لشرح مقاصد الله بالسماح لبعض الشرور أن تحدث؛ وناقشنا قصة الطوفان وسدوم وعمورة... وكيف كان الله يتعامل مع الناس آنذاك باللغة المناسبة لثقافتهم واحتياجاتهم. أما اليوم فنحن في صدد قصة اخرى من القصص الدارجة على مسامعنا، ألا وهي حادثة الضربات العشر، التي كان الله يستخدم فيها قواته وعجائبه لإذلال شعب مصر من أجل أن يطلقوا شعبه من نير العبودية! ورغم أن هذا ملخص بسيط لما حدث، إلا أن القصة ليست بهذه السطحية…. فالله في النص الكتابي يعلن إجهاراً عن هدفه من وراء تلك الضربات؛ ففي سفر الخروج ٧: ٣ - ٥ يقول الله أنه سيكثر عجائبه في أرض مصر حتى يعرف المصريون أنه هو الرب! فهدف الله كان مزدوجاً: اولاً لإظهار ذاته لبني إسرائيل تارة، وثانياً لتعريف نفسه لشعب مصر تارة أخرى! ولأن المصريين متدينون بطبيعتهم كما ذكرنا أعلاه، اختار الله أن يخاطبهم بنفس لغتهم! فشعب كهذا، يجب أن يحدثه الله بالقوات والعجائب حتى ينتبه لوجوده! كان لابد أن يظهر لهم أنه رب الأرباب وإله الالهة. لكن الحوار قد بدأ بمطلب سلمي وهو إطلاق بني اسرائيل من ارض مصر ليعبدوا الله، فكان الرد من فرعون هو أن يرى عجيبة من هذا الإله لبرهنة قوته! فأراه الله آية تحويل العصا الى ثعبان، إلا أنه من الواضح أن فرعون بتدينه قد استشار كهنته، فقاموا بتقليد نفس الآية بسحرهم، لكن ثعبان الله قد ابتلع ثعابين السحرة الاخرى! ومع هذا اختار فرعون العناد...ومن هنا ابتدأت الضربات العشر! ودون أن نخوض في كل ضربة من الضربات العشر على حد سواء، نلاحظ ان اول ضربتين كانتا بمثابة مناظرة بين الله وسحرة فرعون...فيضرب الله ضربته الاولى، فيقوم بتقليدها السحرة، لكنهم يفشلون في إبطالها، ورغم هذا يعتد فرعون، فيضطر الله إلى ضربه بالضربة الثانية وهكذا!  لكن بدءًا من الضربة الثالثة، نقرأ أن السحرة يقرون علانية بعجزهم عن التقليد معترفين انه أصبع الله ومع هذا ايضاً لا يتعظ فرعون... وتتوالى الضربات كردود حاسمة لتحديات فرعون لله إلى أن بلغت عشر ضربات، بعدها يخضع فرعون لكلام الله! ورغم أنه مذكور كتابياً أن الله قد قسَّى قلب فرعون، إلا أن المقصود هو أن فرعون قد اختار ألا ينصاع لمطالب الله، فأسلمه الله لرغباته؛ لأن الله لا يتدخل في حريتنا الشخصية! والجدير بالذكر ايضاً ان الله لم يبدأ ابداً بالضربات، بل بدأ بطلب بسيط خالٍ من أي عنف، ولكن عناد فرعون وغلاظة قلبه هي التي أوصلت الأمر لعشر ضربات! وهنا ندرك حجم كبرياء فرعون وإصراره على الخطأ الى أن نال ما يستحقه! والسؤال هنا: أما كان بمقدرة الله - بسابق علمه - ان يقوم بضربة الابكار الاخيرة اولاً وينهي الموضوع قبل أن يبدأ؟ نعم، لكن الله كان مهتماً أكثر بأن ينشر اسمه في أرض مصر تدريجياً إلى أن يهابوا اسمه؛ وهذا ما حدث بالفعل! فكان الله في كل ضربة يثبت وجوده وقوته لليهود، كما أيضاً للمصريين حتى بدأ عبيد فرعون ذاتهم يتوسلون إلى فرعون في الضربات الاخيرة لإطلاق شعب بني اسرائيل...كان لابد لله ان يعطي مساحة للسحرة أن يعترفوا بعجزهم وان يشهدوا لقوة الله...فالله يكرز دائماً باسمه لخلاص الجميع حتى وإن كان خلاصهم يأتي بعد حين طويل! وهكذا يظل الله مبرراً من كل ظلم؛ رأيناه مبرراً في الطوفان، وفي سدوم وعمورة، وفي ضربات أرض مصر! وسوف نراه ايضاً مبرراً في قصة أريحا في العدد القادم بإذن الله...اشكركم ولكم مني أجمل تحية.