نسرين عيسي تكتب : ألوان البشر !
بقلم: نسرين عيسي
إن الألوان كالبشر يجب التعامل معهم جميعا وتقبلهم كما هم ليس أمامك بديل غير التعايش مع كل البشر باختلاف ألوانهم.باختلاف الوانهم لأننا كلنا بشر.
وعن ألوان البشر نستطيع أن نقول أن الفنان" حسين بيكار" وهو فارس الر
يشة و الألوان كما وصفه النقاد قد نجح فى رسم كل هذه الشخصيات بألونها المختلفة وتفوق فى إبداعه لها جميعاً بلا استثناء.
ونحن هنا عزيزى القارئ ونحن نتكلم عن ألوان الناس فمن البديهى أن نتحدث عن اللون الإنساني للفنان حسن بيكار فالحب ، الجمال ، المثاليه، الأبداع ، التواضع والإنسانية هم تكوين لونه الداخلي والروحي.
دخل بيكار مجال الرسم من الباب الموسيقى ليستقر به الحال فى مملكة الفن التشكيلى ويتربع فيها. كانت علاقته بالبورتريه علاقة خاصة و فريدة من نوعها فلم تكن علاقة فنان بموديل بهدف الرسم فقط ، و إنما كان يحرص على التقرب من الشخصية بالحوار والحديث حتى يحدث ترابط عقلى و وجدانى بينه وبينها وقتها يقتنص نظرة العين التى يبحث عنها وترشده لرسم البورتريه.
كان بيكار يضيف للبورتريه شيئاً من سكينة روحه و وداعتها أتسمت خطوطه بالأنسيابية و تكويناته بالأحكام الشديد.
رسم بيكار لنفسه العديد من البورتريهات منذ تخرجه فى الثلاثنيات حتى الثمانينات عبرت كلها عن تطور ملامحه و أرتباطها بحياته ، لكنها كانت تحمل شئ من قوة النفس و عزتها رغم تقدم العمر وتغير الملامح.
وعن النساء فى لوحات بيكار يظهرن وديعات يغلف وجوهن شموخ وسمو، فقد كان بيكار يهتم بالتفاصيل فى الملابس و الإكسسوار ووضع الشخصية سواء وقوفاً أو جلوساً و زاوية الرسم، حتى أعماله البعيدة عن المباشرة فى البورتريه كما شاهدنا فى موضوع النوبة و الريف ، تجد الخطوط فيها موجزة و تغلب على المساحات التسطيح فكان تكنيكه أن يستلهم من الحس المتحرك فى شخصياته ليحوله إلى رمزيته الحالمه ، فخرجت الفلاحه الجميلة كما الحلم والنوبى رشيقاً كالنخيل ، فكانت التكوينات محكمة و تجريدتها لا تفقد الشكل معناه وجماله.
كان بيكار أمير الجمال فارساً للأخلاق متعايشاً بحب مع كل ألوان البشر.