A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

مجدي حنين يكتب : هكذا تكون الأخلاق

فى مصر شعب متدين جداً وكلهم سواء كانوا مسيحيين ومسلمين، لا يفوتون فرض عندما يذهبون إلى دور العبادة، تحسبهم ملائكة يهرولون إلى نداء الله القدير. يتأثرون جداً بل ويعلوهم الأسى إذا أضاعوا صلاة أو لم يلحقوها، وعند مناقشة مواضيع تخص الدين يتحولون إلى أسود كاسرة للدفاع عن المعتقد ونصرة الطائفة وما توارثوه عن الآباء والأجداد. وإذا شاهدوا شىء أو سمعوا من يتكلم بعقل ولكنة مخالفاً لما يعتقدون يتحولون إلى قضاة وأصحاب فتاوى بأن هذا الانسان مهرطق أو مرتد يجب معاقبته، والقصاص منه هذه هى أهم مميزات أبناء وطنى عن الدين وأقصى حدودهم في معرفة الله جل جلاله فأصبح كل أبناء وطنى وكلاء الله على الأرض. يبجلون من يخدعهم بأسم الدين والذى يزرع فيهم كراهية الأخر ويقلل من شانه أو يكفره ويجعل السماء أو الجنة حكراً وميراثاً ووفقاً لاتباعه. وما يثير دهشتك وحيرتك أنك إذا سألت أى شخص مصرى عن أساسيات عقيدته أو لماذا هو يعتنق هذه الديانة أو حتى ما يقرأه سواء كان إنجيلا أو قرأن فستفاجئ بجهلاً مُطبق على كل المستويات. وعند أغلب المستويات فتكاد أن تُجن ما هذا ما الذى أدى إلى أن يكون الشعب بهذه السطحية الدينية المرضية من أوصلنا إلى هذه الضحالة من نزع من نفوس وأرواح المصريين فطرتهم وطريقهم فى معرفة جوهر الدين وإنارة عقولهم للحق الإلهي. كيف تحول المجتمع المتسامح دينياً إلى مجتمع منافق دينياً متعصب عقائدياً، من أنتزع حب المصريين الازلى بعضهم لبعض إلى حقد أسود لعين ينتظر غلطة من الأخر حتى يفنيه. وأصبحنا كلنا نمثل أمام بعضنا أننا نحب بعضنا ولكن الحقيقة مريرة نُقبل اللحى والأيادي ونحن نُخبىء الخناجر خلف ظهورنا. لن أتكلم عن الأسباب فجميعنا جزء من الأسباب ولكنى سأتكلم عن ما وصلنا إليه من أخلاق بسبب تديننا المزعوم فبعد أن كان الجار يجير أصبح الجار رمزاً للخيانة. فى زمن ليس ببعيد إذا سافر أحدهم فجارك يكون هو الحامى لبيتك حتى تعود اليوم أصبح جارك طامعاً فى كل شىء لديك. حتى أهل البيت قبلاً عندما يمرض أحداً كان الجميع فى خدمته اليوم إذا مرض قريبك أو جارك أو حتى أخوك فقد تمنع حتى وصول الطعام إليه وتطالب بطرده من الجوار، كما يحدث الآن بسبب الوباء وإذا توفى أحدهم فالكل متكاتف مع عائلة المتوفى حتى تمر الظروف اليوم يمنعون العائلات من دفن موتاهم. ما أكثر جرائم الأغتصاب والتنمر والتحرش وغيرها وغيرها مما يندى له الجبين فى مجتمع يقول عن نفسه أنه متدين ويُقاتل من أجل بناء مسجد أو كنيسة ويرفض تماماً كل أعمال العقل ويعادى كل الأقلام والأشخاص التنويريين الأخذين على عاتقهم مهمة إصلاح ما أفسده أنصاف المتعلمين ورجال الدين فى عقلية ووجدان وأرواح الشعب المصرى. أعتقد أن الأمل فى هؤلاء الأشخاص ليعيدوا الأوضاع إلى نصابها الطبيعى ويصلون إلى المحتوى الحقيقي للكيان المصرى الحقيقى الذى ومنذ بدء التاريخ يبحث عن الإله الواحد المحب الرحيم الرؤوف الذى يريد من كل الناس أن يتحابوا وأن يكونوا على مثاله فى الحب والقداسة والرحمة والأهم الأخلاق