A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

مينا ماهر يكتب: عكس عكاس!

منذ بداية تفشي وباء الكورونا ٢٠١٩ وانا ألاحظ أن مصر تتعامل مع الڤيروس على نقيض من حولها فمثلاً:
  • في بدايات انتشار الوباء كان العالم يرصد تزايد حالات العدوى بشكل يثير الرعب وبأرقام خيالية، بينما مصر كانت تسجل أرقام خيالية من حيث القلة! فهل يعقل ان دولة تعدادها ١٠٠ مليون نسمة، وتتسم بعدم الالتزام واللانظام - و هذا ليس بسر لا سمح الله- أن تسجل أرقاماً قياسية في انخفاض أعداد الحالات!
  • وضع العالم كله قوانين حظر مختلفة لمنع انتشار الوباء كانت معظم الدول تفرض القوانين الصارمة المناسبة؛ والشعوب ايضاً كانت تساهم في التنفيذ الدقيق لهذه القوانين والذي قد يفوق صرامة القوانين نفسها حسب وعي الشعوب وتقديرهم الخاص! ومصر من الدول التي قامت بدورها هي الاخرى بوضع الحظر؛ لكن ما معنى أن يتم الحظر بعد الساعة السادسة مساءً فقط؟ أو بعد الساعة التاسعة في رمضان مثلاً؟!! كل هذا والشعب يتذمر ويشكو من الملل منتظراً لحظة الإفراج بفارغ الصبر حتى ينطلق بلا وعي!
  • الحجر الصحي المتعارف عليه هو أن يحتجز الشخص في مكان ما دون الاختلاط بالغير لمدة اسبوعين، لكن أن يتم عزل القادمين من الخارج في غرف فندقية ومشاركة المعزول الغرفة مع معزول آخر، قد يكون غريب عنه تماماً، فهذا ما لم أر مثله ابداً إلا في مصر! ونعم العزل المزدوج!!
4 - في الوقت الذي ابتدأت فيه أعداد المرضى أن تقل نسبيا في العالم، نرى الحالات في مصر في تزايد ملحوظ! ورغم ان الاعداد المرصدة كانت غير منطقية بالمرة ولا تليق بـ ١٠٠ مليون نسمة، الا ان مصر كانت ولا تزال تحتل المركز الأول في السير ضد التيار العالمي. 5- من الطبيعي عندما تقل نسبة الحالات في العالم، أن تبدأ الدول في الانفتاح التدريجي لمؤسساتها ومطاعمها وشركاتها؛ لكن على اي اساس تبدأ مصر رحلة هذا الانفتاح التدريجي، وهي لا تزال تعاني من الحالات المتزايدة إلى يومنا هذا! وان قلنا ان هذه محاولة من مصر لمواكبة موجة الانفتاح، إلا أن ظروفها غير ملائمة للانفتاح بل ومعاكسة تماماً لظروف غيرها من الدول التي بدأت هذه المغامرة! 6- يشيد العالم بدور الأطباء في هذه المحنة، بينما أم الدنيا تلوم على الاطباء من أجل تزايد حالات الكورونا فيها! للخلف در يا محروسة! ليس الهدف من المقال هو السخرية من تعامل مصر مع الكورونا كشوكولاتة وليس كڤيروس.. أبداً! ولا أود أن أظهر ان عدد الحالات المنخفض سببه هو عدم الابلاغ أو عدم تسجيل الحالات كما ينبغي، في ظل سياسة التعتيم السائدة...بالقطع لا! ولا الغرض هو إظهار الاستخفاف بفكرة المرض والموت في مصر بشكل عام - حكومةً وشعباً-  بسبب ما تعانيه من مصائب أخرى قد تبدو أكثر أهمية...مطلقاً! ولا تظن للحظة انى اتهكم على عدم وعي الشعب أو افتقاره للالتزام الفطري الانساني المتبع في أزمنة الاوبئة...بتاتاً! بل فقط اردت ان أشارككم المفارقات التي لاحظتها في الاتجاه المعاكس الذي تنتهجه مصر في ادعاء الاهتمام الزائف بوباء الكورونا منذ بدايته إلى الآن.