مينا ماهر يكتب: أذهبوا عني....!
بقلم: مينا ماهر
شخص ما ذهب الى الملكوت وكان يتحدث مع ملاك الرب:
الشخص: هل لي أن أسأل سؤال؟
الملاك: أعرف ماذا ستسأل...تود ان ترى المسيح بالتأكيد! أليس كذلك؟
الشخص: في الحقيقة...لا...بل لدى سؤال آخر!
الملاك: (بتعجب) سؤال آخر؟! هذا الاول من نوعه! وما هو هذا السؤال؟
الشخص: أين أجد البابا فلان؟
الملاك: من البابا فلان؟
الشخص: استحالة إنك لا تعرفه! البابا فلان هو الذي احبه الجميع، واحترموه وكانت كلماته كالسيف على رقابنا! كم أضحكنا، وكم علمنا الكثير! وكان يصنع المعجزات ايضاً!
الملاك: بل اعرفه بالطبع...فهو الذي كسب تعظيم الناس الى ابعد الحدود!
الشخص: تمام...هو بالفعل...أحسنت!
الملاك: وما شأنه؟!
الشخص: ابداً، فأنا لا أراه هنا!
الملاك: نعم، ليس هو ههنا!
الشخص: ليس ههنا؟! عجيبة! وماذا عن الاسقف الفلاني؟!
الملاك: ومن هو هذا أيضاً؟
الشخص: هو حامي الايمان! فكم حرم أناس ضالة، وطرد مشككي الايمان، ودافع عن الطقس بكل جوارحه! بل وحارب الطوائف الاخرى!
الملاك: أعرفه طبعاً...ليس هنا هو الاخر!
الشخص: (يحتار أكثر) ماذا عن ابونا العلاني؟! هو من كان يعظ في الشعب وعلمهم الآداب والاخلاق والالتزام!
الملاك: قطعاً أعرفه جيداً...فهو كان كاهناً إدارياً من العيار الاول...وكان يدير كنيسته بيد من حديد، ولا يعرف رحمة ولا هوادة في كنيسته!
الشخص: بالضبط هو!
الملاك: للآسف هو ايضاً غير موجود!
الشخص: كيف هذا؟! وهل يعقل ان ثلاثتهم غير موجودين هنا، وانا موجود! هؤلاء كانوا مثلي الاعلى! وكنت أنفذ كلامهم وتعاليمهم كلها بدقة وحزم! فكيف اكون انا هنا وهم ليسوا بموجودين؟!
الملاك: ومن قال لك إنك هنا؟
الشخص: ماذا تقصد؟
الملاك: (يشير بأصبعه) أترى هذا المكان البعيد هناك؟
الشخص: نعم أراه!
الملاك: انت مكانك هناك! اذهب وستجد الثلاثة معك!
الشخص: (بحماسة) الثالوث؟!
الملاك: لا...الثلاثة الذين طلبتهم!
وقبل أن اتلقى كل انواع الشتائم والبصق والايموچيهات الغاضبة من القراء الافاضل، اود ان أوضح اولاً أني وإن كنت قد أبدو لكم أنى اقصد اشخاصاً معينين في مخيلتكم، إلا أنني لا أقصد أناساً بعينهم! فأنا أعرض نماذجاً لا أشخاصاً! فإن كان البطريرك، بشكل عام، لا يسمو بشعبه لعمق ومحبة ومعرفة شخص المسيح، وليس حب وتعظيم شخصه هو، فهو لا يستحق ان يذكر! وان كان الاسقف لا يجمع الخراف، بل يبددها، ولا يكف عن زرع الكراهية بين أعضاء جسد المسيح، فخير له ان لم يولد؛ والكاهن الذي يدير فقط ولا يفتقد ولا يظهر محبة، فالأفضل له أن يقطع ويلقى في النار. والشعب الذي يجعل كل تلك النماذج "آلهة" ويساويهم بالمسيح، مصيره هو ايضا أن يحيا، الى الابد، بعيداً كل البعد عن المسيح…بما فيهم أنا.
وهذا ليس بكلامي، فهو مكتوب في متى ٧:
22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟
23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!
و في متى ٢٥ : ٣١ - ٤٦:
31 «وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ.
32 وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ،
33 فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ.
34 ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.
.
.
.
41 «ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ،
42 لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي.
43 كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي.
44 حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضًا قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا أَوْ عَطْشَانًا أَوْ غَرِيبًا أَوْ عُرْيَانًا أَوْ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟
45 فَيُجِيبُهُمْ قِائِلًا: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا.
46 فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ»
وكما هو مكتوب ايضاً في رسالة كورنثوس الأولى ١٣:
1 إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ.
2 وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا.
3 وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا.
وبناءً على ما تقدم...لا أحد فوق المعصية...ولا التقوى هي بالمظهر أو بالعجائب والآيات، بل بالمحبة والأعمال الحسنة التي تظهر عمق الإيمان بالمسيح