ابرام مقار يكتب: جريمة التحرش بين الشرق والغرب؟
صباح السبت الخامس والعشرين من يوليو الماضي، استيقظت على مكالمة من القاهرة، من القس "بولس حليم"، المتحدث بأسم الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، وكانت المكالمة رداً علي عتابنا له علي تصريح نُشر له بالفيديو بشأن الكاهن "رويس عزيز خليل" والمشلوح بسبب واقعة تحرش، حيث قال المتحدث، "أن الكنيسة تعطي الفرصة للكاهن المخطئ، فرصة وأثنين وخمس وعشر وعشرين". وهو الأمر المرفوض تماماً في الفكر والثقافة الغربية، فالتحرش بقاصر أو أنثى أمر جلل ولا يجب فيه الأنتظار أو أعطاء أي فرصة أخرى. وفي المحادثة التليفونية وضح القس "بولس حليم" لي مشكوراً، أنه لم يقصد واقعة الكاهن المتحرش تحديداً ولكنه كان يقصد وقائع المخالفات المالية والعقائدية فقط، وقال أنه سيكتب إيضاح وطلب مني نشره علي صفحة التواصل الإجتماعي الخاصة بنا بالعربية والإنجليزية وكذلك بجريدة "جود نيوز"، وطلبت من قدسه ضرورة تأكيد الكنيسة علي إن هناك فرق بين الخطية والجريمة، فالخطية نعطيها فرصة للتوبة، والجريمة تتولاها جهات التحقيق ، وأن الكنيسة لم ولن تتستر علي اَي جريمة بحق أولادنا وبناتنا، وهو ما أضافة المتحدث بأسم الكنيسة مشكوراً في بيانه.
. كذلك أخبرت المتحدث بأسم الكنيسة، عن أن في الغرب لا يعيب أي مؤسسة أن يحدث بها إنتهاكات جنسية، ولكن الخطأ والجريمة بل والكارثة أن تخفي تلك المؤسسة هذا الأمر أو أن لا تساعد ضحايا تلك الجريمة، أو أن تحمل أي شبهة تواطئ مع الجاني ضد الضحية للإفلات من العقاب القانوني. وأن الكنيسة القبطية في قارات العالم الست، هي مؤسسة خيرية وفي المؤسسات الغير ربحية، أمر السمعة والشفافية غاية في الأهمية للحفاظ على وجودها بتلك الدول. وهناك مؤسسات كانت تملك عشرات الفروع في أمريكا وكندا -على سبيل المثال- انتهت حينما تورطت في تواطئ بشأن جرائم التحرش تحديداً بغرض حماية قيادات بها. وصل الأمر إلى أن في معظم البلاد الغربية الأن، يجب على الكاهن أن يبلغ السلطات الأمنية عن أي إعتداءات جنسية تحدث لقاصر أو بحق أحداً من ذوي الإحتياجات الخاصة أو حتي اعتداء بحق بالغ، حتى ولو وصلت للكاهن تلك المعلومة أثناء ممارسة سر الاعتراف.
خالص التقدير لقداسة البابا تواضروس الثاني علي قرار شلح الكاهن بتلك الطريقة المعلنة، والذي يؤكد على مرحلة جديدة لن تُخفي المؤسسة الكنسية فيها خطأ لأحد أفرادها، فنحن جميعاً بشر ولن تنتقص بقعة سوداء من الثوب الأبيض. كذلك أشكر القس بولس حليم لسعة صده وسماعه ورغبته في معرفة كيف يفكر العالم الغربي في تلك الأمور وإهتمامه بإيضاح الأمر لنا وللكثيرين، فجميعاً هدفنا الصالح العام للكنيسة وسلامة أبنائها وبناتها.