The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

زينب علي البحراني تكتب: بركاتك يا كورونا!

يبدو أن المصائب التي تسحق البعض وتُدمر مُستقبل آخرين يُصبحون من ضحاياها؛ كثيراً ما تكون سبباً مُباشراً أو غير مُباشر في تقديم الفرص للناجين منها مصداقاً لمقولة: "مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد"! ولعل من أطرف القصص التي كانت بطلتها مُصيبة انتشار فايروس كورونا حول العالم عام 2020م حكاية الهندي "محمد نور الدين"، ولا عجب في سماع قصة عجيبة من "الهند" التي كانت ومازالت تُعتبر "أرض العجائب" على مر العصور! بفضل بركات السيد كورونا نجح "محمد نور الدين" في امتحان الصف العاشر هذا العام بعد أن فشل في اجتيازه 33 مرة، إذ قررت الحكومة ترفيع الطلاب إلى الصف التالي دون امتحانات، كإجراء احترازي للحد من تفشي فيروس كورونا، وذكرت صحيفة "تايمز أوف إينديا" الهندية أن نور الدين ابن الـ 51 عامًا، والذي يعمل الآن حارس أمن، فشل في اجتياز الامتحان كل تلك الأعوام لضعفه في اللغة الإنجليزية، وعدم وجود من يُساعده في الدراسة، وقال الرجل: "كنتُ ضعيفًا في اللغة الإنجليزية لأنه لم يكن هناك من يساعدني أو يقدم لي دروسًا، لكنني درستُ بدعمٍ من أخي وأختي، وقدّمت الامتحانات كل سنة لمدة 33 عامًا".. وتابع: "سأواصل دراستي وأتخرَّج وسأكمل التعلّم حتى ما بعد التخرُّج. فالرجل المتعلّم مُحترم في كل مكان". من الرائع سماع حكاية حقيقية في زمننا لإنسان حمل كل هذا الطموح والأمل على مدى 33 عامًا بكل ظروفها وتقلّباتها، كم مر على أرض الهند وعلى كوكب الأرض بأكمله من تقلّبات، وانقلابات، وثورات سياسية وتكنلوجية بل وثورات بركانية وانفجارات سكانية بينما الرجل متمسك بأمله بإصرار لا يعترف باليأس أو الاستسلام، وربما كان مُستعدًا لخوض هذا الامتحان ثلاثين عامًا قادمة رغم كل مصاعب تطور المناهج الدراسية وتعقيداتها كل بضعة أعوام، إلا أن ظروف "كورونا" أغدقت عليه ببركاتها ووهبته فرصة النجاح هذا العام بما يُشبه المُعجزة ليتفرغ لاجتياز امتحانات أخرى خلال الأعوام القادمة. يبدو أن دورات التاريخ التي تُكرر نفسها على مر القرون مازالت تملك هيبتها وسطوتها أمام كل التغيرات المُتسارعة في واقع الحضارة البشرية، وثمة فرص رحيمة تأتي من عالم الأقدار المجهولة حتى خلال أسوأ الظروف وأشد الاحتمالات تعقيدًا وبؤسًا، ومن يستطيعون اقتناص تلك الفرص قبل أن تفلت من أيديهم يقفزون قفزات اقتصادية ومجتمعية ومعرفية تغمرهم وتغمر ابناءهم وأحفادهم أجيالا قادمة بالخير والوفرة والحياة الطيبة، فتصنع من الوضيع الذكي رفيعًا كريمًا، ومن الفقير النبيه ثريًا عظيمًا.