A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

نسرين عيسي تكتب: مرآة الشعوب

كان يقضى طفولته على ضفة الترعة تحت شجرة الجميز بقرية طنبارة، أحدى قري المحلة الكبرى  ،ويصنع من الطين خيولاً وفرساناً وجواري، ثم يحمل التماثيل إلى الفرن في البيت فيجففها كان أبن عمدة هذه القرية، وكان يقضى طفولته فى صنع التماثيل، أنه "محمود مختار" أو العمدة كما كان يلقبه أصدقائه المقربين . كانت موهبته ليست ظاهرة فقط للمقربين منه وإنما كانت موهبة مختار ساطعة للأساتذة الأجانب، مما جعلهم يخصصون له  "مرسم خاص"، ضمن مبنى المدرسة، لإعداد منحوتاته من تماثيل، أشكال تستعيد مشاهد الريف، وملامح رفاق الحي. موهبته أيضاً دفعت راعى المدرسة وقتها وهو الأمير يوسف كمال، إلى أن يرسله فى بعثه ، إلى باريس، كى يتم دراسته . ومثلما نشأ مايكل أنجلو  في رعاية الأمير الفلورنسي "لورنزو دي مديتشي"، فقد نشأ محمود مختار في رعاية الأمير المصري يوسف كمال وهناك فى باريس إستطاع أن يصنع لبلاده  وهو بعيد  عنها رمزا لنهضتها ، لقد صاغ فكرته عن "تمثال نهضة مصر،  وكانت فكرة التمثال تعبيرا عن اليقظة التي بدأت في بلاده .. الفلاحة المصرية أم الأجيال التي أقامت حضارة مصر وأبو الهول رمز الحضارة المصرية القديمة" .. وكان يزمع أن يقدم نموذج تمثاله هذا في المعرض الكبير المزمع إقامته في باريس  وكان "سعد زغلول" هناك يرأس وفد الدعوة لقضية مصر. وشهد  رجال الوفد  أعمال مختار في متحف "جريفان" وتمثال النهضة ، وأدركوا أن هذا الفنان يجب  ن يحتل مكانه اللائق في بلاده وإنطلق إسم      "محمود مختار" سريعا بين  الجماهيروأقيم إحتفال بالقاهرة وإحتفال بالإسكندرية ، وبدأت حركة الإكتتاب وتوالت مقالات الكتاب وقصائد الشعراء عنه ولكن هذا عزيزى القارئ لا يمنع من بناء حائط الأحباط من جانب البعض الاحباط الذى شعر به الفنان محمود مختار عندما طلب منه شهاده حسن سير وسلوك نعم لا تندهش قارئى العزيز فوقعت  أول أزمة للتمثال في وزارة "عدلي يكن باشا"  وعلى الرغم من إهتمام "عدلي يكن" بالتمثال إلا إن وزارة الأشغال التي رأت أن التمثال يقع في إختصاصها طلبت من "محمود مختار" شهادة بحسن السير والسلوك .وهنا ظهرت شخصية "مختار" الذي يحترم فنه ويعرف قيمة الفن في المجتمع كتب رسالة إلى "عدلي يكن"وبدوره اهتم "عدلي يكن" بالرسالة و حلت المشكلة ولكن لم يكن الأمر بالسهل وكأن لابد ان يدفع ثمن نجاحه بقهره معنويا ولم يتم مشروع تمثال نهضة مصر بهذه السهوله بالرغم من قيمه العمل وقيمه صانعه فى الخارج قبل الداخل فَأنت عندما ترى هذا التمثال بشموخه وهندسته ودقه وجمال صنعه يجب ان تتوقف   لدقائق  وتشعر بكم الاحباط والإندهاش  والعجز الذى شعر به محمود مختار وقتها ليخرج مشروعه الفنى للنور وتقف انت والعالم كله الآن مبهورين بهذا العمل   وفى المقابل الآن فى عام ٢٠٢٠ نمنح ما لا يستحقون الفرص والوصول لمكانه لا تناسب امكانتهم، فنرى تمثال مصر تنهض القبيح الكارثى بدرجة امتياز الذى يعكس حاله من القبح ينغمر فيها بعض نحاتى مصرللآسف  وهنا فى مقالى تعمدت عدم وضع صورة العمل احتراماً لمحبى الجمال ورافضى القبح إن التماثيل المنحوته مرآة الشعوب   20200903_155223