A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

ابرام مقار يكتب: 42 عاماً بين سلام السادات و سلام 2020

في ظهر يوم السابع عشر من سبتمبر 1978، كان الحدث الأكثر جدلاً بالشرق الأوسط في القرن العشرين، وهو توقيع إتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية بمنتجع كامب ديفيد بالبيت الأبيض، بين الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي "مناحم بيجن" برعاية الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر". وهي الإتفاقية التي حملت في مادتها الأولى إنهاء حالة الحرب وإقامة السلام بين الدولتين. إتفاقية أثارت عاصفة استمرت لسنوات في شتى أنحاء العالم بصفة عامة وبالمنطقة العربية بصفة خاصة. ورغم أن السادات وبيجن حصلا على جائزة نوبل للسلام بعد الإتفاقية بأسابيع، إلا أن السادات ناله ما ناله عربياً بل ومحلياً جراء تلك الإتفاقية. فقد تبع إتفاقية السلام حالة عداء عربي غير مسبوقة ضد "مصر - السادات" بعدها، ففي نوفمبر 1978، عُقدت قمة عربية في بغداد وقررت القمة نقل مقر الجامعة العربية من العاصمة المصرية إلي العاصمة التونسية، وكذلك تعليق عضوية مصر بالجامعة العربية. تلاها إعلان الدول العربية قطع العلاقات مع مصر ، وتعليق الرحلات الجوية معها ، ومقاطعة المنتجات المصرية ، وعدم التعامل مع الدولة المصرية وأفرادها بصفة عامة، فضلاً عن هجوم إعلامي حاد ضد السادات بالإعلام العربي تزعمته السعودية في ذلك الوقت ، وظل هذا الوضع الانعزالي ضد مصر حتى عام 1990. ومازالت دول عربية تُدرس في تاريخ مصر لطلابها أن هناك رئيس خائن أسمه السادات أقام علاقات مع إسرائيل. محلياً تعرض حكم السادات لهزات حكومية داخلية أبرزها إعلان محمد إبراهيم كامل وزير الخارجية المصري استقالته بعد الإتفاقية بساعات، وأصدر كتاب "السلام الضائع في اتفاقية كامب ديفيد"، هاجم فيه السادات والاتفاقية، كما كان الثمن الفادح الذي دفعه السادات هو حياته بعد ثلاث سنوات من الاتفاقية ولأن التاريخ عادل في أغلب الأحوال، ولأن التاريخ منصف إلي حد كبير مهما طال الزمن، فقد شاءت الأقدار أن يعرف العالم العربي ذكاء وبعد نظر الرئيس السادات والخاص بذلك الفعل وتلك الإتفاقية تحديداً، ففي نفس المكان بالبيت الأبيض وبعد 42 عاماً، وفي سبتمبر الحالي وقف ممثلي دولتي الإمارات العربية المتحدة والبحرين لتوقيع اتفاق سلام كامل مع الجانب الإسرائيلي. حلاً فطن إليه السادات قبل أربعة عقود قبل أن يعرفه الأخرين، وطريقاً مازال أصحاب الشعارات والبروباجندا والمتلاعبين بعواطف الشعوب يحاولون منع الأخرين من السير فيه