عبد المسيح يوسف يكتب: الموجة الثانية لكورونا .. لوجو وفورد: ما بين أستمرار الاقتصاد وتحمل المواطنين للمسئولية
أجتمع كلا من دوج فورد رئيس وزراء أونتاريو وفرانسوا لوجو رئيس وزراء الكيبيك، وهذان الإقليمان يمثلان مركز كندا سياسيا واقتصاديا، للتنسيق فيما يتعلق بمواجهة الموجة الثانية من كورونا، وأفضل السياسات للتعامل مع أوتاوا الحكومة الفيدرالية فيما يتعلق بهذه المرحلة. وكان باديا من الاجتماع أن العلاقة طيبة وقوية بين فورد ولوجو، خاصة وأن كلاهما ينتمي لتيار سياسي وان كان مغاير إلا أنه قريب في التوجهات، ففورد يميني محافظ، ولوجو كان يمثل يمين وسط مع نزعة تدريجية لتعظيم من هوية الكيبيك. وكان مؤكدا أن كلا منهما سيتخذ التدابير للازمة لحماية الصحة العامة مع مطالبة المواطنين بمراعاة الحفاظ عليها، دون غلق كلي للاقتصاد، خاصة وأن الموجة الأولي كبدت حكومات الأقاليم والفيدرالية، المليارات من الدولارات المهدرة.
هذا ولا تتوقف حركة رئيس ورزاء الكيبيك فرانسوا لوجو من أجل السيطرة قدر الإمكان علي انتشار فيروس كورونا، التي بدأت بوادر موجته الثانية. وعلي الرغم من الانتقادات الحادة، التي توجه لحكومة الكاك التحالف من أجل الكيبيك، إلا أن التوازن بين الصحة العامة للمواطنين في الإقليم الفرانكفوني واستمرار دوران عجلة الاقتصاد يمثلان تحديان مفصليان لأيهما تكون الأولوية.
مع تزايد حالات كورونا، بعد انخفاظها الأسابيع الأسابيع الأخير، أدي لسيادة حالة من القلق، خاصة وأن كل التكنهات والأقاويل السابقة بأن الأطفال والشباب قادرين علي هزيمة الفيروس، أم لا مجال له علي طريق العلم والدقة، خاصة بعد أن أصيب عدد من الطلبة في المراحل الابتدائية والثانوية، وهو ما أدي للعزل الصحي للطلبة وفصولهم دون غلق كامل للمدارس، بعد أن أثبتت التعليم عن بعد العام الماضي عدم جدواه، وقيام الطلبة والطالبات من مختلف المراحل الدراسية، بمتابعة التعليم عن بعد، دون جدية حقيقية، وهو ما جعل مستوى التحصيل ردئ وسيئ للغاية. وعلي الرغم من كل مساوئ التعليم عن بعد عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، إلا أنه يبقي بديل قائم، علي اعتبار أنه أخف ضررا من إلغاء التعليم كلية، حتي التوصل إلي تطعيم يقضي علي فيروس كورونا اللعين.
وطالب رئيس ورزاء الكيبيك من الكيبيكيين الوقوف بجانبه وتحمل المسؤولية المفروض أن يكونوا علي مستواها، مشيرا إلي أن بعض الكيبيكيين يرفضون ارتداء الكمامة، ولذا فإنه ستفرض غرامات من 400 – 6000 دولار علي من لا يرتدي الكمامة في الأماكن والمواصلات العامة، لأنه يمثل تهديدا للصحة العامة.
يبدو أن لا مفر من الاستمرار في فتح الاقتصاد تدريجيا لاعتبارات عديدة، اقتصادية ونفسية، واجتماعية وغيرها من اعتبارات مهمة.
وتأتي تصريحات لوجو في ظل حالة من الغموض تسيطر علي العالم بعد أن اعلنت جامعة اكسفورد البريطانية وشريكها اكسترا زينكا أن هناك أعراض جانبية للتطعيم، الذي يتم اختباره حاليا، وبعد بيوم بعد ضغوط عالمية، غير معلنة، أعلنت الجامعة واكسترا من جديد امكانية التوصل إلي تطعيم مع نهاية العام الحالي.
لكن علي الرغم من بدء الموجة الثانية من كورونا في الانتشار، ومهاجمة عدد من الدول بصورة حادة مثل فرنسا وإسبانيا بدرجة مخيفة، إلا أن الكوادر الطبية والفرق التمريضية اكتسبت خبرة أكثر من الأول في التعامل مع هذا الفيروس اللعين.
وعلي الرغم من عجز مختلف أجهزة الاستخبارات في العالم في التوصل إلي أصل هذا الفيروس، خرج يوم 11 سبتمبر عالم صيني، وهي البلد المصدر لهذا الفيروس، ليقول أنه لدي معطيات قوية تقول أن الفيروس تم اطلاقه عن طريق البشر، دون أن يحدد الجهة التي أطلقته.
لاتزال حالة الغموض تسيطر علي الموقف، ولا أحد يعرف متي يتم القضاء علي هذا الفيروس، خاصة وأن الولايات المتحدة ذاتها، تعاني من أكثر من 5 ملايين إصابة، والانتخابات الرئاسية علي الأبواب، ولا أحد يعرف مدي قدرة الولايات المتحدة للتوصل إلي تطعيم فعال، علي الرغم من الاعلان عن البدء في تطعيم الفرق الطبية وبعض الولايات مع بداية أكتوبر الجاري.
في هذه الاثناء تبرز اعلاميا علي السطح تفاصيل قيام الحكومات بالتعاقد مع الشركات المختبرة للتطعيم علي جرعات تتجاوز الملايين، والسؤال الذي يطرح نفسه هي تشتري هذه الحكومات "سمك في ميه"، خاصة وأن كل الشركات المختبرة لأكثر من 26 تطعيم علي مستوى العالم، لم يعلن أي منها كفاءة وفعالية الدواء المختبر، سواء كان من المورد البريطاني أو الأمريكي للتطعيم، وهي الشركات الأكثر جدية في اختباراتها ونتائجها.
مع العلم بأن التطعيم الروسي يذكرنا بمنتج الفانكوش في فيلم عادل إمام وميرفت أمين، حيث لم يقبل احد حتي الآن علي شراء التطعيم الروسي، الذي فشل تسويقيا، ولم نسمع الكثير عن تقييمه العلمي علي المستوي الأكاديمي أو الإعلامي في المجتمعات الغربية، كأنه لم يكن.