A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

عبد المسيح يوسف يكتب: عندما يحدد ترامب وموسيماني مصير الشعوب

لا تستغرب من العنوان، خاصة الجزء الثاني منه، فيما يتعلق بالمدير الفني للنادي الأهلي، بيتسو موسيماني، الجنوب أفريقي، لأنه ربما يكون من المنطقي أن يكون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدرة على تغيير مصير الشعوب، حال انتخابه مرة ثانية لقيادة النظام الدولي، بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر لها 3 نوفمبر القادم، في مواجهة نظيره الديمقراطي ونائب الرئيس أوباما السابق، جو بايدن. نبدأ أولا بالرئيس دونالد ترامب، وهو المرشح الأقرب للفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر أن تجرى في الثالث من نوفمبر القادم. والمتابع لتطورات الحملة الانتخابية الامريكية، يجد أن الجمهوريين أقرب إلى الفوز بسبب واقعيتهم في تناول الأمور، مقارنة بالديمقراطيين، الذي يغلب عليهم الصوت العالي، ومحاولة التقليل من شأن الجمهوريين عامة، والاستهزاء بترامب، وهي أمور لا علاقة لها بالسياسة، خاصة في دولة عظمى شأن الولايات المتحدة، فهذا ربما يكون أسلوب بعض السوقة، في مناطق شعبية، أو ما يطلق عليه مجازا بلغتنا العامية "الناس البيئة". صدمة كبيرة من استراتيجية الديمقراطيين لإظهار انتقادهم لترامب، فهم لا يتحلون بالموضوعية أو تقديم الحقائق للناخب الأمريكي، ولكنهم يتبعون أسلوب الاستهزاء والتقليل من شأن الرئيس الأمريكي، وهو دستوريا، رئيس كل الأمريكيين. استراتيجية الديمقراطيين خطرة، ولا يفهم ما المقصود من ورائها، وهل ستؤتي ثمارها؟ أم ستكون نتائجها وخيمة؟ وسيكون الفوز حليف ترامب؟ خاصة وأن استطلاعات الرأي المناصرة لجو بايدن، سبق وأن تم اكتشاف زيفها مع هيلاري كلينتون، حيث كانت تتفوق في استطلاعات الرأي، ولكنها في الانتخابات الماضية خسرت بصورة مخزية، جعلت من الديمقراطيين ووسائل الإعلام المتواطئة معهم أضحوكة أمام الناخب الأمريكي، وجزء من الرأي العام الدولي. وكان من نتائجها، زيادة الوزن التأثير لوسائل التواصل الاجتماعي سياسيا وواقعيا مثل الفيسبوك وتويتر وانستجراموغيرها من الوسائل، التي لجأ إليها ترامب بديلا لتحامل وسائل الإعلام التقليدية من صحف وقنوات تلفزيونية ومحطات اذاعية تحاملها ضده، لمصلحة الديمقراطيين. الانتقاد الموضوعي الوحيد، الذي قدمه الديمقراطيون ضد ترامب، تعلق بطريقة التعامل مع فيروس كورونا من قبل إدارة الرئيس ترامب، لكن نتائج علاج ترامب في مركز والتر ريد العسكري الطبي، وشفاءه من الفيروس خلال 3 أو 4 أيام، أثبت بصورة إعلامية، حتى الآن مصداقية ترامب في أن إدارته تعمل علىالوصول إلى لقاح لهذا الفيروس الصيني اللعين. وأعلن هذا صراحة ترامب في مؤتمر صحفي أن لقاح ريجيبنيرونوإيلي ليلي، يقودان للشفا التام، وسيعمل ترامب على أن يحصل على موافقة هيئة الأغذية والدواء الأمريكية، ليتم انتاجه علىنطاق واسع، وسيكون متاحا مجانا للجميع. وخلال حديثه هدد ترامب الصين بأنها ستدفع الثمن، وسيتم محاسبتها. لا أستطيع أن أقول إن هذه كانت لعبة من جانب ترامب، لأن النظام الأمريكي لديه من مقومات وآليات التصحيح الذاتي ديمقراطيا، حال لو كذب الرئيس أن يتم عزله. ومن ثم فإننا أمام احتمالين أن ترامب أصيب فعليا بالفيروس، وتم علاجه ونجح اللقاح في تحقيق الشفاء التام في مدة تتراوح من 3 إلى 4 أيام، وهي فترة وجيزة للغاية، وتجعل من اللقاح الجديد انقاذا للإنسانية من هذا الفيروس الصيني اللعين، وسيكون على الجميع بعد توجيه الشكر للعلماء، أن يقولوا جميعا "شكرا سيدي الرئيس ترامب، لأنك أنقذت الإنسانية، وليس العالم فقط، من هذا الفيروس الصيني اللعين". وهذا هو الأمر الأقرب إلى الواقع. أما الاحتمال الثاني، الأقرب إلى التخيل، فهو أنها كانت مجرد لعبة من ترامب، ليكسب تعاطف الناخبين الأمريكيين، ويفوز بفترة رئاسية ثانية، وهذا أمر مستبعد، لأنني سبق وأن ذكرت أن الديمقراطية الأمريكية العريقة تمتلك من الآليات ما يمكن أن يقود لعزل ترامب حال اعادة انتخابه مرة ثانية، لو ثبت كذبه وتلاعبه بصحة الأمريكيين خاصة والإنسانية عامة. وفي اعتقادي أن هذا سبب قوي للغاية، اللقاح الذي تم التوصل إليه لإعادة انتخاب ترامب، لأنه أنقذ الأمريكيين والإنسانية، بعد أن راح ضحية فيروس كورونا الصيني أكثر من 36 مليون شخص، ماتوا بهذا الفيروس. ويبقي أن نعرف كيف سيحاسب ترامب الصين بعد إعادة انتخابه؟ وهذا أمر سيشعل النظام العالمي سياسيا وقبله اقتصاديا. ولنا عودة لهذه القضية في مقال آخر، خاصة وأنني سبق وأن تحدثت من عدة أشهر، حول كيف لا يحاسب العالم - وخاصة أمريكا- الصين على ما فعلته في العالم والإنسانية، بعد أن أطلقت فيروس كورونا، ولم تقدم معلومات كافية عن الفيروس لمنظمة الصحة وبقية دول الغرب، لتساعدها في مكافحة الفيروس بعد ظهوره في ديسمبر 2019 في ووهان الصينية. بيتسو موسيماني بطل المرحلة ... برجاء صدق هذا كان من المفاجئ للملايين إعلان مجلس إدارة النادي الأهلي عن اختيار المدرب القدير رياضيا وفنيا بيتسو موسيماني، مدرب صنداونزو مدرب منتخب جنوب أفريقيا، ليتولى الإدارة الفنية لنادي القرن الأفريقي، النادي الأهلي. اتخاذ قرار مثل هذا في هذا التوقيت الحرج، لا يجب النظر إليه من منظور ضيف بأنه رياضي بحت. أولا على المستوي الرياضي، موسيماني مدرب قدير، يستحق إدارة النادي الأهلي، وسبق له تدريب منتخب جنوب أفريقيا وفريق صندوانز، وسبق له الفوز بالعروس الأفريقية مع صندوانز. ولست هنا للتفصيل في المزايا الفنية لمستر موسيماني، خاصة وأنني من المعجبين به وبطريقته الفنية، ومن المؤيدين لتدريبه للنادي الأهلي. ولكن هناك اعتبارات أخرى يجب أخذها في الحسبان، لمن لا يتابع الشؤون الأفريقية، وهي قارة غنية بالموارد الطبيعية، والثروات الغنية، وكانت دائما مطمعا للقوى الاستعمارية والدول الغربية، حتى اليوم وغدا. فإنه من المحبذ ذكر أن جنوب أفريقيا، قبل إلغاء نظام التمييز العنصري "الأبارتهيد" في التسعينيات، كانت معزولة عن القارة، حيث كان يحكمها البيض من أصول أوروبية، وبعد الثورة البيضاء التي قام بها الزعيم التاريخي لجنوب أفريقيا، نيسلون مانديلا، وعودة جنوب أفريقيا بكل مواردها وتقدمها العظيم، مقارنة بكل بقية دول القارة. كانهناكتنافس حامي الوطيس بين مصر وجنوب أفريقيا على من يقود القارة سياسيا واقتصاديا. ومرت السنون، وتطورت العلاقات للأفضل بين مصر وجنوب أفريقيا، وبدأت مصر تكثف علاقاتها لتعود لحضن القارة الأفريقية من جديد، بعد اتهامات بالعنصرية من قبل بعض الأفارقة للتصرفات المصرية تجاههم، نعم هناك اتهامات بالتعالي والعنصرية لمصر، من قبل بعض الأفارقة. وهنا يجب أن تلعب وسائل الإعلام دورا مهما لتغيير هذه الصور الذهنية لتكون إيجابية من جانب المصريين للأفارقة وفي الاتجاه الثاني. هذا وتعتبر أفريقيا من وجهة نظر الأمن القومي والأمن الاستراتيجي الإقليمي "الجيوبولتيكس"، على ذات الأهمية الاستراتيجية للدول العربية والشرق أوسطية، والتحالف مع جنوب أفريقيا في المرحلة الحالية، لا يقل استراتيجيا وأمنيا وسياسيا واقتصاديا عن التحالف مع أهم حليفين لمصر، وهما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. مصر لديها مصالح استراتيجية، تصل لمستوى الحياة والموت في أفريقيا، أهمها مياه نهر النيل، الذي تأتي منابعه من القارة السمراء. وبالتالي التعنت الأثيوبي في قضية سد النهضة، تتطلب دعم أفريقي لمصر، ويا حبذا لو كان هذا الدعم من دولة جنوب أفريقيا ذات الثقل الاستراتيجي والمحوري، ليس في وسط وجنوب القارة فقط، بل في كل القارة بما تتمتع به من قدرات سياسية واقتصادية جبارة. ولا يجب أن نغفل مدى حكمة القيادة السياسية في جنوب أفريقيا، عندما هنأ رئيس جنوب أفريقيا  سيريل رامافوزا، ووجه رسالة لبيتسو موسيماني، في صورة بيان رسمي صادر عن رئاسة الجمهورية، وهو ما نادرا ما يحدث في العلاقات بين الدول على المستوى الرياضي، لكرة القدم. وقال رامافوزا في بيانه "سنفتقد موسيماني في كرة القدم بجنوب أفريقيا، لكن تعيينه من جانب النادي الأكبر في أفريقيا، يعزز أواصر الصداقة بين البلدين. ولا بد من الاعتراف بالمواهب والقدرات الموجودة داخل قارتنا، أتمنى لموسيماني وفريقه التوفيق لأنهم يرفعون علمنا وعلم كرة القدم القارية مع فريق يفتخر جميع الأفارقة بنجاحه". هذا البيان الرئاسي يكشف عن مدى ذكاء مجلس إدارة النادي الأهلي، في اختيار مديره الفني الجديد، وأعتقد أن هذه الخطوة حظيت بمباركة أعلى الأجهزة السياسية والأمنية في مصر، لأنه موسيماني، ليس مجرد مدير فني لأكبر نادي في أفريقيا، ولكنه رسول سلام ومحبة بين مصر ودول القارة السمراء، وتحالف حقيقي بين مصر وجنوب أفريقيا، أكبر دولتين سياسيا واقتصاديا في القارة السمراء. أتمنى أن يفوز موسيماني مع الأهلي ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري، لأن هذا الفوز سيكون علامة تاريخية، ليس فقط في سجل البطولات الكثيرة للنادي الأهلي، ولكنه سيكون مصدرا للفخر لكل جنوب أفريقيا، وسيكون لهذا نتائج إيجابية للغاية علىدور مصر في كل القارة الأفريقية، وخاصة فيما يتعلق بعلاقاتها مع دولة جنوب أفريقيا، في مختلف الملفات ومنها ملف سد النهضة