مجدي حنين يكتب : تأثير شبكات التواصل الأجتماعي علي حالات الطلاق
بقلم: مجدي حنين
فى المقالة السابقه تكلمنا عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي عامة على العلاقة الزوجية، وعرفنا أن الاستخدام المفيد لها قد يتحول الى كارثة تؤدى إلى هزيمة قوة العلاقة الزوجية ضد قوة وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن كان الكلام فى المجمل. ولكن اليوم سنكون أكثر تحديد ونتكلم فى الموضوع بأكثر دقة ولنبدأ بالغول الأكبر تأثيراً، ألا وهو الفيسبوك. عندما يكون لديك حساب لتديره على الفيسبوك فهذا يعنى أنك قد - وأقول قد - يكون ذلك اللبنة الأولى لهدم حياتك الزوجية. ولشرح ذلك دعنى أُشبه ذلك بشخص يعرف السباحة وواقف على شاطئ المحيط وبدأ تدريجياً فى النزول فى الماء فى يوم حار فوجد نفسه يستمتع بالماء وينجذب أكثر فأكثر إلى العمق ثم يصطدم بالتيارات الجارفة للمحيط، ومهما كُنت بارعاً فى السباحة فستعانى كثيراً حتى تخرج سالماً او تغرق. فعندما تبدأ صداقة جديدة على الفيسبوك هنا تتدخل العوامل النفسية التى تهيئ داخلك فكرة إنشاء علاقة مع الاخر، الذى قد تكون تعرفهاو لا تعرفه ومع الوقت ينمو لديك الأحساس بأهمية هذه العلاقة الجديدة لأستمرار حياتك حتى تحل هذة العلاقة محل العلاقة الزوجية الطبيعية، فتجد نفسك بسهولة ورغبة تتكلم عن مشاكلك وأحلامك وأراءك وطموحاتك مع هذهالعلاقة الفيسبوكية الأفتراضية بدلاً من مشاركتها مع شريك حياتك. وبذلك تحول بيدك علاقتك الزوجية إلى كيان هامد لا يقوى على المقاومة، وعلى قدر أجادتك للسباحة قد تتمكن من إنقاذ بيتك أو قد يغرق. ايضا ًهناك تطبيقات منتشرة على الفيسبوك مثل مشاركة الأفكار أو التحديات التى تبدأ سلمية وتنتهى كارثية فالتحدى الفضولى الموجود فى الانسان يجعلك أكثر إنجذاب لمعرفة تفاصيل أى شخص أخر، وهذا متاح بسهولة على الفيسبوك وبالتالى قد تنجذب إلى تلك الشخصية التى تُجمل نفسها على الفيسبوك وتفترض أنت أنها شخصية مثالية، وأنها ما تبحث انت عنه. وتبدأ مشاعرك تتغير تجاة شريك حياتك وتسبح مع التيار إلى واقع أفتراضى مجهول حتى تصطدم بأشد الامواج وتبدأ المعاناة. ولنعطى مثلاً واقعياً لما يحدث فهذه انسانة محترمة جداً جادة جداً ومتحملة للمسؤلية أسمها نرمز له بـ "مونا" لها حساب على الفيسبوك وتعيش حياة هادئة مع زوجها وأولادها. ذات يوم ضغطت مونا على زر الأعجاب لشخص لا تعرفه عن بوست هو شاركه على صفحته، ومن باب الفضول أراد ذلك الشخص التعرف أكثر بمونا فدخل على صفحتها وجمع معلومات عنها وعرف ما تحب وما تبغض ثم بدأ فى نسج قصة متقنة ، وبدأ فى مراسلتها. وهنا وجدت مونا أن هذا الشخص يشاركها سمات فى شخصيتها.فى البداية لم يكن ذلك يمثل لدى مونا أهمية ثم مع الوقت ومع حبكة الاهتمام من الشخص الاخر أصبحت مونا مهتمة تماماً بما يكتبه ويرسله إليها هذا الشخص الاخر الذى سنرمز له باللقب، "برنس"، وتبدل حال مونا فأصبحت تقضى وقتاً طويلاً على الفيسبوك وتنتظر ما يرسله إليها البرنس من عبارات الأهتمام ومشاركتها فيما تحب حتى الأن الامور تحت السيطرة ولكن .....أعتقد فى المقال القادم سنرى عملياً كيف تطورت العلاقة الافتراضية بين مونا وبرنس وكيف تدخل الزوج لينقذ زواجه