عبد المسيح يوسف يكتب: نسمات الأمل مع الحديث عن فاكسين فايزر وموديرنا
بقلم: عبد المسيح يوسف
حالة كبيرة من التفاؤل والأمل تسيطر علي العالم، وخاصة وبكل صراحة العالم الغربي، بعد إعلان كل من فايزر الأمريكية بالتحالف مع بايونتك الألمانية، وموديرنا الأمريكية، عن النتائج النهائية، قبل مرحلة التسجيل الرسمي والإنتاج للفاكسين المختبر من قبل كل منهما، وتحقيقه لنسبة فاعلية للأول حوالي 95% والثاني 94.5%.
طبعا العالم تنفس نسمات الأمل بعد أن حسبت كورونا الإنسانية جمعاء، وكبلت الاقتصاديات، وكبدت الحكومات والشركات التريليونات من الخسائر. وإذا كان العالم نجح في الوصول إلي فاكسين للقضاء علي كورونا اللعين، فإنه من المنطقي ألا يترك الإنسان من اطلق هذا الفيروس اللعين، سواء كانت الصين أو غيرها، خاصة وأنه حتي الآن لم يستطع أحد تحديد من أطلق هذا الفيروس هل هي الطبيعة أم الصين أم فاعل آخر؟
ولا تزال التساؤل تثار حول عمليات إنتاج وتوزيع الفاكسين الذي تحدده بروتوكولات دولية تنظم العلاقة بين هذه الشركات متعددة الجنسية المنتجة للأدوية والفاكسين وحكومات الدول في الشرق والغرب، الشمال والجنوب.
بالنسبة لكندا، فهي تعتبر أكثر دولة في العالم أبرمت اتفاقيات مع فايزر وموديرنا للحصول علي جرعات تتجاوز 76 مليون جرعة تطعيم، علي اعتبار أن الجرعة اللازمة للقضاء علي الفيروس اللعين، تتمثل في جرعتين من الفاكسين، وتعداد السكان في كندا يدور حول 38 مليون نسمة، ومن ثم كان من الطبيعي والرشيد من قبل حكومة ترودو أن تتفق علي هذه الكميات لحصول عليها من فايزر موديرنا.
ولكن هناك الكثير من الترتيبات التي سيتم وضعها للتنسيق بين أوتاوا وحكومات الأقاليم العشرة والأقاليم الشمالية، فيما يتعلق بتوزيع هذه الحصص. الأمور في طور الإعداد والترتيب، خاصة وأن انتاج الفاكسين سيبدأ خلال أسابيع بمجرد قيام فايزر وموديرنا بتسجيل الفاكسين لدي الجهات الرسمية الفيدرالية الأمريكية.
في سياق متصل، تسعي دول الجنوب النامية للحصول علي جرعات كافية لسكانها. ولا يختلف الحال حاليا بالنسبة للموجة الثانية لكورونا في الدول الغربية، التي تعاني من ارتفاعات مهولة في أعداد المصابين، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلي سبيل المثال لا الحصر أعلن عمدة نيويورك عن غلق المدارس بدءا من 19 نوفمبر الجاري. كما أعلنت روسيا عن قلقها من الأعداد الكبيرة المصابة بالفيروس في الموجة الثانية، حيث بلغ عدد الوفيات من كورونا وحدة حوالي 250 ألف شخص.
ونعم يتحدث السياسيون مثل الرئيس بوتين عن أن الوباء أصبح تحت السيطرة، لكن الإصابات في تزايد بصورة رهيبة. وتعتبر الولايات المتحدة والبرازيل والهند وفرنسا وإسبانيا وروسيا في مقدمة الدول التي تعاني من مئات الآلاف من المصابين، لدرجة تتجاوز المليون، فضلا عن عشرات الآلاف من الوفيات جراء هذا الفيروس اللعين.
وعلي الرغم من الآمال العريضة، التي خلقها الحديث حاليا عن نوعين من الفاكسين الفعال، إلا أن خطط الحكومات لتوزيع هذا الفاكسين وإدارته غير واضحة بالمرة، والدليل علي ذلك ما قاله الرئيس المنتخب –إعلاميا- جو بايدن أنه عقد اجتماعا افتراضيا مع مختصين في مجال الصحة لمناقشة التصدي لفيروس كورونا. وقال بايدن إن عدم الاعتراف بفوزه حتى الآن يمنعنه من معرفة خطة توزيع اللقاحات.
وبعد اتهامات لشركة فايزر أنها تعمدت التأخر في إعلان نتائج المرحلة الثالثة للفاكسين، بعد إعلان نتيجة فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية، قالت المتحدثة باسم فايزر، شارون كاستيلو، "إنه لا مجال للسياسة في هذه العملية. وأن فايزر تحافظ على تواصل مستمر مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، وحكام الولايات، وكبار المشرعين من كلا الحزبين في الكونجرس. كما أن فريق بايدن جزء من هذا الجهد. ونحن في منتصف مرحلة انتقالية ونتواصل مع كلا الجانبين".
ويأتي هذا في الوقت الذي تعمل فيه إدارة جو بايدن، التي في طور التكوين، عبر كبير موظفي بايدن، روبن كلاين، الإعداد لاجتماع بايدن من ممثلي شركات الأدوية المنتجة للقاحات، من أجل وضع ملامح خطة إنتاج وتوزيع اللقاحات، في حين تتنظر بقية دول العالم تفاصيل هذه الاجتماع، الذي سيحول الآمال، إلي واقع ملموس لكل الإنسانية، مع انتظار سكان دول العالم النامي أن تكون هناك عدالة في توزيع اللقاحات، علي مستوى التوقيت والكميات