The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

عبد المسيح يوسف يكتب: من يحاسب الحكومات والشعوب في عصر كورونا

منذ أيام وأعداد المصابين بفيروس كورونا في تزايد تجاوز كل الحدود والتصورات، لدرجة جعلت بعض الحكومات، ومنها حكومة الكيبيك، تعلنحظر التجول لمدة شهر، وهو ما عارضه أنصار حقوق الإنسان، باعتباره يتعارض مع الدستور الكندي والحق في حرية التحرك والانتقال. حكومات أخرى قامت بنفس الأمر في كندا وفي العالم، غربا وشرقا.

بالطبع في ظل التزايد الرهيب لحالات الإصابة بفيروس كورونا، من البديهي أن يطرح التساؤل، كيف يكون لدينا لقاحات عديدة، وأعدادالمصابين أكثر بكثير من الموجة الأولى، خاصة وأن يوجد أكثر من 3 لقاحات تم اعتمادها لفايزر ومديرنا واللقاح البريطاني لإكسترا. إذا كانمن المتوقع أن تقع الإصابات، أو على الأقل سرعة علاج الحالات، أو.. أو... أو ... لكن هذا هذا لم يحدث. في كندا، وتحديدا الكيبيكوأونتاريو، أكبر إقليمين، حيث يتركز أكثر من 58% من سكان كندا، فاقت أعداد المصابين قدرة المستشفيات، على استقبال مصابين جدد. نعم الحكومة، حكومة الرفاهية متكفلة بعلاج المصابين، لكن النظام الصحي أكبر مشبعا، ولم يعد هناك مكان لاستقبال المزيد من المصابين،بل وتوقفت تقريبا معظم الخدمات الصحية الأخرى، لأمراض مستعصية مثل علاج السرطان أو إجراء العمليات الجراحية، واستقبال حالاتالطوارئ إلا في الحالات التي تتجاوز الطوارئ.

الغريب في الأمر، أن الحكومة الفيدرالية الكندية تعاقدت على كميات ضخمة من لقاحات كورونا من فايزر وموديرنا وإكسترا أوكسفوردوجونسون أند جونسون، تتجاوز تعداد السكان، بالفعل الكميات التي وصلت لا تكفي حاجة كل سكان كندا البالغ عددهم حوالي 38 مليوننسمة. لكن الغريب والعجيب في الأمر أن عملية التطعيم بسرعة بمعدلات أقل من سرعة سلحفاة، وهو ما أدي إلى تبادل الاتهامات بين رئيسالوزراء الكندي جاستون ترودو، ورؤساء حكومات بعض الأقاليم خاصة فرانسوا لوجو رئيس وزراء الكيبيك. إين تذهب التطعيمات؟ هل تظلحبيسة الثلاجات في المخازن؟ لماذا لا يتم تطعيم المواطنين، وأعداد المصابين في تزايد مستمر؟

الإعلام، بكل ما يتم الحديث عن ديمقراطية، ووقته في الغرب، "لا حس ولا خبر"، تعتيم غريب علي عملية التطعيم وتطورها، رغم أن الجيشالفيدرالي الكندي هو المسؤول عن عمليات التوصيل اللوجستية لمختلف الأقاليم الكندية. حالة غريبة وغير واضحة من الغموض. التطعيماتمتواجدة بمئات الآلاف أو ربما بضعة ملايين قليلة من الجرعات، لكن عشرات المئات من يتم تطعيمها!

الخناقة الأخيرة بين ترودو ولوجو ربما ستسرع من وتيرة عملية التطعيم في كل كندا، خاصة وأن أونتاريو، الإقليم الأكبر والأكثر نفوذا وتأثيرافي كندا قبل الكيبيك، ثاني أهم إقليم، لم يسمع كثيرا صوت رئيس وزراءه اليميني المحافظ دوج فورد.

 

مع الأخذ في الاعتبار أنه لو تحرك فورد ولوجو، لتحركت كندا كلها باعتبارها الإقليمين الأكثر وزنا من ناحية القوة السكانية والتأثير السياسيعلي مؤسسات الدولة الفيدرالية الكندية. لكن هنا أمور غير واضحة وغير معلنة فيما يتعلق بإدارة أزمة كورونا.

كل ما يفعله رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو، هو منح الأموال للمصابين أو المتضررين من كورونا، في صورة جزء منها يعبر عن مجتمعالرفاهية المسؤول تجاه مواطنيه، وفي جزء ثاني منه يعبر عن سفه غريب لشراء أصوات الناخبين، خاصة بعد الانتقادات الفظيعة التي تعرضلها ترودو، بعد قرار كندا لتقليل الإصابات، بفرض تقديم القادمين إلي كندا، لتحليل بي سي أر، حتى لو كانوا كنديين، ولتخفيف حدةالانتقادات، في سباقة غير رشيدة وغير مسؤولة، يعلن ترودو عن دعم مالي ألف دولار كل اسبوع خلال فترة العزل 14 يوما، بعد القدوم منالسفر، لكل من جاء من خارج كندا من الكنديين. علما بأنها فترة إجازات السنة الجديدة وعيد الميلاد الجديد. وكان قرار ترودو بمثابة القشةالتي أثارت الرأي العام الكندي خاصة لمن التزم بعد السفر، وبعدها بأيام تراجع ترودو عن قراره الغريب بمنح الألف دولار لكل من يمضيفترة العزل لمدة 14 يوما، على أن يكون سفره خارج كندا لأغراض الضرورة وليس لقضاء الإجازات في مناطق الجنوب المشمسة. فكما لو كانترودو يكافئ من لم يلتزم بالمكوث في كندا حماية لصحته والصحة العامة للمجتمع.

من ناحيتها فرضت الكيبيك حظر تجول بدءا من السبت 9 يناير لمدة شهر حتى 8 فبراير من الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحا، لتقليلأعداد المصابين.

خاصة وأن هناك أعداد يعتد بها، وتحديدا من أوساط الشباب، غير الراشدين، والذين لا يتمتعون بأي مسؤولية في موقفهم هذا، لا يعترفونأصلا بوجود فيروس كورونا، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا، ليس لصحتهم، التي يبدو أنها غير ثمينة على البعض منهم، ولكنهم ايضا يمثلونتهديدا مباشرة لأسرهم وعائلاتهم وكل من يحتكون به، في حالة حملهم للفيروس لعدوى الآخرين.

نعم هناك اعتبارات للصحة الذهنية للجميع، ومنهم الشباب، للخروج من دوامة الاكتئاب والحبسة في المنازل، لكن هذا التفهم من جانب أولياءالأمور والمسؤولين، يجب أن يقابل بمسؤولية وتفهم للظروف من قبل بعض الشباب، الذي يتصرفون بصورة غير مسؤولة، بما ربما يضرهمويضر من حولهم.

ننتظر في الأيام القليلة القادمة أن يزداد أعداد المتلقين للقاح خاصة وأنه متاح، على أن يسلط الإعلام مزيد من الأضواء على هذه العمليةالمحاطة بالغموض. ولنراقب ما تحمله لنا الأيام