A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

ابرام مقار يكتب: النصوص الدينية بالتعليم وثقافة الإستعلاء

في أكتوبر ٢٠١٦ أصدر الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة وقتها قراراً بحذف خانة الديانة بجميع الأوراق الرسمية بالجامعة ووصف وقتها القرار لمراسل صحيفة صوت الأمة بأنه أفضل قرار منذ الثلاثين من يونيو. وفي الأسبوع الماضي ظهرت بادرة حميدة أخري من روح الثلاثين من يونيو حيث وأثناء إجتماع للجنة الدفاع والأمن القومي الأحد الماضي، لمناقشة خطة وزارات التعليم والثقافة لمواجهة التطرف والأرهاب، ورداً علي طلب للنائب فريدي البياضي بإزالة النصوص الدينية من مواد اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا لأنها تُعطي مجالاً لمدرسين غير مؤهلين أن يفسروا تلك النصوص تفسيرات متطرفة وبالتالي تصبح مصدراً لنشر الأفكار المتشددة، صرح الدكتور رضا حجازي والذي شارك بالاجتماع كنائب لوزير التعليم، بموافقة الوزارة علي مقترح تدريس مادة الدين ضمن كتاب يتضمن تدريس القيم المشتركة بين كل الأديان ومبادئ التسامح والمواطنة والعيش والمشترك، كذلك أشار الدكتور حجازي إلي أن هناك توجيهات توجيهات لاقتصار النصوص الدينية على مادة الدين فقط.

علي المستوي الشخصي كنت أُفضل تنحية الأديان بعيداً عن الدراسة، فبينما الأديان تُفرقنا فأن مصريتنا تُجمٌعنا، فضلاً عن أن جميع الأديان تُعطي لأتباعها ثقافة استعلاء عن الأخرين، والأديان فكرة ثابتة عند الكثيرين وليست متغيرة مثل التوجهات السياسية والثقافية والأقتصادية، فمن الممكن أن تكون محافظ اليوم وليبرالي غداً ، رأسمالي اليوم واشتراكي غداً، لكن سهولة التحول في الأفكار لا تشمل الأديان، فجميع الأديان هي أفكار صلبة لأصحابها ويتجاوز الإيمان بها إلي اليقين الذي لا يقبل الشك أوالتشكيك أو المناقشة عند الكثيرين من أتباعها. ولكن مع كل ما سبق فما حدث بتلك اللجنة البرلمانية هو أمر جيد وخطوة علي الطريق الصحيح، وتلك هي القرارات التي خرج لها الملايين في الثلاثين من يونيو ، فإذا كانت ثورة الخامس والعشرين من يناير ثورة حياتية معيشية إجتماعية ضد الفساد وسوء توزيع الثروات وغياب العدالة الإجتماعية ، فأن ثورة الثلاثين من يونيو كانت ثورة فكرية تنويرية ضد إيديولوجية وتوجه ديني كنا نعلم علم اليقين أن آخره نفق مظلم.. فما فائدة أن تزيح الأخوان من الحكم أو تضعهم حتي داخل أسوار بينما تترك أفكارهم خارج تلك الأسوار؟!.

تلك الاقتراحات الحكومية هي خطوة جيدة لسلامة هذا المجتمع ولمن يعيشون به٫ فوجود نصوص دينية لدين دون آخر يعطي استعلاء لأتباع هذا الدين وإحتقار للدين الأخر، وبزيادة الإستعلاء لأغلبية وانزواء لأقلية، ظهرت الاعتداءات الطائفية و المتشنجين لبناء كنيسة، وحجب وظائف عليا ورياضات عن الأقلية، وخطاب ذمي يتعامل من ينتمي لتلك الأقلية كلاجئ وليس كمواطن متساوي في الحقوق والواجبات كشريكه في الوطن من الأغلبية، ولهذا تقوقعت الأقلية داخل بعضهم البعض، والكثير منها هجر بلاده الأم بحثاً عن حقوق متساوية. كل هذا حدث فقط بسبب ترسيخ ثقافة الإستعلاء ولا سيما بالمدارس لمجموعة من المواطنين علي مواطنين آخرين في نفس الوطن. وإذا كان قرار د. نصار السابق ذكره هو أفضل قرار فما قاله ممثل التعليم مؤخراً للجنة البرلمانية هو أفضل اقتراح منذ الثلاثين من يونيو فقط ننتظر ونتمنى ونرجو تنفيذه