جود نيوز أحد رعاة الحفل.. تذكرة مجانية إلى مصر! في حفل ١٩ يوليو مدينة أوروبية تعرض أراضي للبيع بثمن فنجان قهوة.. هل تفكر في الشراء؟ فتح تحقيق بحادثة انتحار ”روبوت” ابتكار زجاج ”يصلح نفسه” موجة حر تذيب تمثال أبراهام لينكولن في واشنطن كيف تتأثر الشهية بحرارة الصيف؟ للوقاية من السكري.. احذر الضوء في هذا الوقت من الليل السباحة للحامل في الصيف.. الفوائد وشروط الأمان دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للبرقوق إلغاء مباراة سموحة وبيراميدز بسبب حريق في إستاد الإسكندرية السعودية تعتزم استضافة نزالات نسائية في بطولة القتال النهائي ”يو إف سي” المهاجم الياباني ميورا البالغ 57 عاما ينضم إلى ناد جديد ولا يفكر في الاعتزال

جورج موسي يكتب: في طريق المطار... (قصة قصيرة لرحلة طويلة)

كان الصمت هو السيد بينما تشق السيارة طريقها بصعوبة إلى مطار القاهرة الدولي، كانت السيارة تتوقف أكثر مما تسير بفعل الاختناقات المرورية التي أصبحت من علامات القاهرة المسجلة!

 جلس كلاهما على المقعد الخلفي للسيارة وكل منهما ينظر إلى الشباك الذي بجانبه! في صمت غريب مرت سنين عمرهما وكأنها شريط ذكريات يشاهده كل منهما أمامه على شاشة سينما صامتة تمثلت في شباك السيارة الذي بجانب كل منهما وبينما فشل كلاهما في تذكر مرة واحدة جلسا فيها بجوار بعضهما ولم ينظر أو يتحدث أحدهما للآخر كهذه المرة، كانت الدموع تفيض من أربع عيون بشكل مستمر وبنفس السرعة ونفس المرارة! 

    تقاسما كل حكايات العمر، فعلا كل شيء سويا، عاشا الحياة بكل تفاصيلها معاً، لهما ذكريات معاً في كل ركن داسته قدم كل واحد منهما! في السينمات والمسارح ودور الثقافة والمقاهي والأستادات ومراكز التسوق والشوارع والحارات وكل شيء! لم يفترقا منذ ولد أصغرهما وقد كان بينهما بضع سنوات قلائل! ناحية شباك السيارة اليسار جلس الذي سيهاجر بعد دقائق وعلى اليمين جلس الذي سيبقي وكلاهما سيودع نصفه الآخر بعد قليل! 

   كلما اقتربت السيارة للمطار كلما زاد خفقان القلب وتعالت الأنفاس بشكل مضطرب، عقل كل منهما لا يقبل فكرة بُعد الآخر عنه. وبينما كانت رائحة الحزن تفوح من كل جانب من جوانب تلك السيارة التي كرهها كلاهما، كان طعم مرارة الفراق يكوي حلق كل منهما بشراسة دون شفقة. 

   شعر سائق السيارة بالضيق والملل فأراد أن يكسر هذا الصمت الكئيب الممتد طول الطريق فأستأذنهما في تشغيل كاسيت السيارة فأجابا بالرفض بسرعة غريبة في نفس الوقت وبصوت واحد في نوع من الحدة! لم يفهم السائق أن سبب رفضهما معاً بتلك السرعة وبتلك الحدة وفي نفس الوقت أنهما كانا يعلمان أن أي ما كان سيدور في كاسيت السيارة كان سيلهب ذكرياتهما أكثر وأكثر علاوة على أنه سيحمل ذكري جديدة تحمل من المرارة الكثير فأشفق أحدهما على الآخر وعلى نفسه من تلك الذكرى المُرة!

  بعد قليل توقفت السيارة ونزل كل منهما من ناحية عكس الآخر بطريقة تعكس فراقهما بعد قليل! وبينما يحتضن كلاهما الآخر والدموع تملأ العيون همس الراحل بصوت أعيته الذكريات طوال الطريق قائلاً لا أستطيع العيش هنا! َفرد عليه الباقي وهو يمسح دموع وجهه وبالكاد تخرج الكلمات من فمه قائلاً وأنا لن أستطيع العيش بدونك! سأموت هنا وستموت هناك وأحدنا سيقف في السرادق يتلقى العزاء في الآخر وهكذا تنتهي القصة وسيكون لقائنا القادم في السماء.

بعد فترة قصيرة رحل الباقي وبقي الراحل في انتظار لقائهما في السماء.

لم تتم... ستتم عند اللقاء!