عبد المسيح يوسف يكتب: باسبور جديد ونافذة علي النور في زمن الكورونا
قالها السيد فرانسوا لوجو رئيس وزراء الكيبيك، أننا بدأنا نري النور في نهاية النفق، مع بدأ الحجز للحصول علي التطعيمات الخاصة بفيروس كورونا، بدءا من يوم الخميس الموافق 25 فبراير الماضي. هذا النور ربما يبعث الأمل لدي الكثيرين.
وكما كانت لنا انتقادات لأداء حكومة السيد جوستان ترودو، فإننا سنشيد به حال أن نجحت الحكومة الفيدرالية في أوتاوا في الوفاء بوعودها ووصول شحنات التطعيم من فايزر وموديرنا واسترازينكا وجونسون & جونسون.
نعم بدأ الأمل يلوح في الأفق، خاصة وأن جوستان ترودو بدأ يستوعب أن هناك أمرا ما كان خطأ وكان من الواجب علاجه، حتي لو كان الأمر بسبب أمور لوجسيتية من الشركات المنتجة للتطعيم.
كثيرون يشعرون بالتفاؤل والأمل، خاصة وأن الفئات ذات الأولوية حسب الترتيب العمري والأمراض المزمنة، لن يكون الوحيد، إذ أنه سيكون لمدينة مونتريال العاصمة الثقافية لكندا، الأولوية كذلك في عمليات التطعيم بسبب ارتفاع معدلات الإصابة.
هذه المرحلة، مرحلة تفاؤل وأمل، لا يجب أن نثبط العزائم أو نحبط الهمم، التي تعمل في ظروف صعبة. قد يكون السيد ترودو تأخر هو وحكومته في ضمان وصول التطعيمات في توقيتاها، لكن الوقت مازال متاحا للوفاء بوعده بأن يتم تطعيم كل الكنديين قبل نهاية سبتمبر القادم.
ولكننا نحتل لمزيد من التوضيح فيما يتعلق بمن من المواطنين، سيحصل علي أي تطعيم، خاصة وأن تطعيم جونسون، والذي من المخطط وصول الشحنات الأولي منها قبل نهاية الفصل الأول من العام الحالي، يكفي الحصول منه علي جرعة واحدة وليس جرعتين مثل بقية تطعيمات فايزر وموديرناواسترازينكا. وربما يكون تطعيم جونسون & جونسون هو الحصان الأسود بين مجموعة التطعيمات المتداولة في المجتمعات الغربية.
سؤال يرد لذهني، ومن الطبيعي أن يتم طرحه، ما هو تقييم السلطات الصحية الكندية لكل من التطعيمات الروسية سبوتنيك والتطعيم الصيني، التي تعاقدت الكثير من دول العالم النامي في الجنوب عليها.
فإذا كنا في كندا كدولة متقدمة غير قادرين علي إنتاج تطعيم مثل الشركات الأمريكية والألمانية والبريطانية، فإنه من المهم أن تتوفر لدينا القدرة علي تقييم ما يطرح علي الدول في الأسواق. والسؤال الأهم أين ذهبت محاولات مراكز الأبحاث الكندية لإنتاج لقاح للفيروس؟ علامة استفهام عملاقة لديفي هذا الشأن، لا يوجد إجابة عليها.
إذا كان تطعيم جونسون & جونسون سيوفر الكثير من الوقت والجهد والتكلفة خاصة أنه يمكن تخزينه في درجات حرارة مقبولة، وليست ناقص 70 درجة شأن تطعيم فايزر أو ناقص 20 درجة شأن تطعيم موديرنا، لماذا لا يتم التفاوض مع جونسون & جونسون للتوسع في إنتاج هذا التطعيم في كندا أو في دول أخري.
أعلم خبايا الحروب الاقتصادية بين الشركات العملاقة المنتجة للصناعات الدوائية، ولكن الأمر، حدث تاريخي يتعلق بالإنسانية، كلها وبالتالي يجب أن يكون هناك تنسيق، خاصة وأن كل الشركات ستحقق أرباحا بالمليارات.
رغم كل شئ هناك شعاع نور بدأ يظهر في نهاية النفق المظلم. وأصبح كما قال وزير الصحة الكيبيكي كريستان دوبيه، من المهم أن يتم عمل باسبورديجيتال لمن حصول علي التطعيم، ليتم السماح لهم القيام بالأنشطة المختلفة لأنهم أصبحوا محصنين ضد الفيروس، ولا يمثلون تعديدا للصحة العامة للمجمتع.
بالفعل اشتاق الملايين للذهاب إلي المطارات، خاصة وأن الولايات المتحدة وكندا، يغلب علي مجتمعاتها الطابع المهاجر، وهناك الملايين من المواطنين يريدون زيارة مجتمعاتهم الأمر في الجنوب في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وآسيا وغيرها. العالم في حاجة ليسترد حريته وتحديدا حرية حركته مرة أخري، بعد أن دمر كرونا اقتصاديات شركات السفر والسياحة والطيران، وبالتالي فالباسبور الديجيتال للتطعيم ضد كورونا أمر طيب للغاية، حتي لو كان سيخضع لاعتبارات إدارية، إلا أنه سيعيد لنا جزءا من حريتنا المسلوبة بسبب هذا الفيروس اللعين.
أتمني أن النور والأمل يكبران مع الوقت، ويتم تطعيم أكبر أعداد ممكن ليس في كندا، أو أمريكا فقط، بل في كل دول العالم، شماله وجنوبه، شرق وغربه، ونهزم هذا الفيروس اللعين. ونعود لحياتنا الأولي، لا نخاف من السلام والتحية وتقبيل من نحب، كما كنا نفعل قبل ذلك، ونتخلص من هذه الكمامة اللعينة، التي اخفت جوه البشر.
فلنسير وراء الأمل والنور