جود نيوز أحد رعاة الحفل.. تذكرة مجانية إلى مصر! في حفل ١٩ يوليو مدينة أوروبية تعرض أراضي للبيع بثمن فنجان قهوة.. هل تفكر في الشراء؟ فتح تحقيق بحادثة انتحار ”روبوت” ابتكار زجاج ”يصلح نفسه” موجة حر تذيب تمثال أبراهام لينكولن في واشنطن كيف تتأثر الشهية بحرارة الصيف؟ للوقاية من السكري.. احذر الضوء في هذا الوقت من الليل السباحة للحامل في الصيف.. الفوائد وشروط الأمان دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للبرقوق إلغاء مباراة سموحة وبيراميدز بسبب حريق في إستاد الإسكندرية السعودية تعتزم استضافة نزالات نسائية في بطولة القتال النهائي ”يو إف سي” المهاجم الياباني ميورا البالغ 57 عاما ينضم إلى ناد جديد ولا يفكر في الاعتزال

مينا ماهر يكتب: خيال علمي...علمك!

دردشة...بالعربي الفصيح: 

وصار لي كلام وحي القلم قائلاً: أكتب الى قراء جريدة جود نيوز الكندية وقل لهم:

"هكذا تركه العالم وأنكره! تجاهلوا من أين هو، ومن يكون! فهو ليس من بني البشر...نزل في صمت من اعلى السموات لينشأ وسط عائلة بسيطة! استنشق رائحة روث البهائم ونسيم الحقول كابن آدم، مثلنا تماماً. تناسوا أنه بعد رحيل والده، ونضجه، قد انفصل عن أحضان أمه وكرس حياته من أجل نجدة العالم! قد أداروا وجوههم عن قواته! عبسوا في وجه أعماله تجاه الناس. رفضوه...فأضحى اليوم في نظرهم مجرد بطل من الأبطال، بل أقل بطولة من عامة الناس! اولئك أحبوا البطولة المصطنعة وأبغضوا من له كل القوة بغير اصطناع! تملقوا في البشر المتخفيين كأبطال وراء اقنعتهم، وانتقدوا من هو ليس ببشر لكن متخفي في صورة انسان دون أي اقنعة، فلم يحلوا لهم!  استخفوا بسيرته وطمسوها...كان ولا زال قوياً بلا سيف او سلاح، بينما غيره كمنت قوتهم فقط في أدواتهم! قتلوه بل وحاولوا قتله مراراً عديدة أخرى...و رغماً عن رفضهم له قد أقاموه ايضاً من الأموات دون أن يدروا! 

احبه الأطفال قديماً...لكنه لم يعد مطمع للعيون الآن...ازدروا ملابسه والبسوه ما يليق بالأبطال اليوم...ومع ذلك ما عادت تكفهم قوته، رغم انها تكفي وتزيد، فوضعوه ضمن لفيف ممن هم أضعف منه، وبدلاً من ان يكون على رأسهم، صار آخرهم...ولم يعد يعيره أحد انتباهاً! 

فالعالم في تلك اللحظة لا يحتاج الى مخلص! فليس هناك ما يستدعي الخلاص! فالجميع سواسية، وليس من شرير! فالقراصنة أصبحوا اصدقاءً ودودين، والموتى صاروا غاية للأطفال، والذئاب أيضاً ولوا أحباءً! والجميع غدوا سعداءً...فلما نحتاج للخلاص؟!...فلنتناسى وجود هذا المخلص، وليبقى في قاع الذاكرة، لعله يستقر هناك وكفانا!   

هو ليس المسيح، وان تشابه الوصف، لكن توازت قصته الخيالية مع حقيقة حياة المسيح!"

 منذ حداثتي وأنا أرى في شخصية سوپرمان رمزاً لشخصية المسيح حتى وإن لم يقصد صاحب فكرة الشخصية - چيري سيچيل- تجسيد هذا. لكن فكرة قدوم سوپرمان إلى الأرض من كوكب آخر، ليتربى في مزرعة متواضعة كابن وحيد لعائلة فقيرة، وحين بلغ السن المناسب خرج الى العالم كبطل خارق ليساعد الناس...تحمل الكثير من ملامح قصة المسيح! الغريب أن هذا التشابه ليس في القصة فقط...لكن في نظرة الناس الان له ايضاً. فكما ابتعد الناس اليوم عن المسيح، نرى الأضواء هي الاخرى تتلاشى تدريجياً عن شخصية سوبرمان مع مرور الزمن. وكما الَّه الناس أناساً وأشياءً وعظموهم فوق المسيح، كذلك تقدم ابطال خارقون آخرون عن سوپرمان في نظر الناس. 

ومثلما تحول مبدأ الصواب والخطأ اليوم الى وجهة نظر او مسألة نسبية، تحول الناس ايضاً في خيالهم لعشق القراصنة و الزومبي و الذئاب البشرية أكثر من رموز الخير و العطاء كما هو ظاهر في أفلام ديزني الحالية. ونلاحظ معاً من هذه المقارنة انه لم يتوقف هذا الاتجاه العجيب عند الناحية الدينية فحسب، بل امتد الى مستويات الخيال العلمي والأذواق العامة أيضاً. فبهذا المثل البسيط، نشهد أن شخصية سوپرمان قد سلطت الضوء-دون قصد - على ايديوليچية رفض المخلص كمذهب مغروس في البشر، رغم الحاجة الملحة لبطل خارق، لكن يجب أن يكون من صنع ايديهم! فعندما يفتقر الإنسان الى معرفة الله، ينعكس ذوقه العقيم على جميع نواحي حياته.    

صورة مقال مينا ماهر (2)