The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

خالد منتصر يكتب: أعداء الإنسان لا يؤتمنوا على الأوطان

ما جدوى الدين إذا لم يمنحنا الأخلاق والضمير والإنسانية؟، مافائدة الصلاة والصوم والحج والطقوس إذا جعلتني أشمت في موت إنسان وأقول هلك فلان أو نفقت فلانة ؟!، ما فائدة أن يقال عني ورع وتقي وناسك وعابد وأنا أتهلل فرحاً لرحيل شخص عن عالمنا ؟!، ماحدث بعد وفاة نوال السعداوي من سعار يشبه تجمع الضباع على الفريسة الجريحة ، كشف لنا كم الزومبي الذين يعيشون بيننا، والذين للأسف تربوا على أن الدين قسوة ، وعنف ، ودم ، وليس رحمة وسماحة وحباً، يفتخرون بحفلات الباربيكيو التي يحلمون فيها بخصومهم وجلودهم تتساقط من الشوي والقلي في النار. الخصومة الفكرية الحقيقية هي صراع بين عقلين، كل منهما يعرض حججه بالمنطق، ولذلك ليست فيها عداوة بقدر مافيها من ثراء نقاش وحوار لايخصم من رصيد الود المتبادل ، للأسف إكتشفنا فجأة أن الفكر السلفي الإخواني ليس منعدم الوطنية فقط، لكنه منعدم الإنسانية أيضاً، والمزعج أن الإخوانية لم تعد بكارنيه، لكنها توغلت وتغولت وصارت مزاجاً مسيطراً على الملايين للأسف. لم يعد الإنضمام للجماعة هو الفيصل والمحدد ، فمن العادي جداً الآن أن تجد شخصاً لم تكن له بالإخوان أي علاقة ، يتحدث ويسلك ويفعل إنطلاقاً من هذا المزاج الإخواني القاسي العنيف المراوغ ، والأهم المنعدم الإنسانية، هذه هي الكارثة، هؤلاء دواعش ينتظرون اللحظة المناسبة، وإذا كانوا الآن يستخدمون الكيبورد فغداً عندما تحين الفرصة سيستخدمون الكلاشينكوف، وإذا كانوا اليوم قد اكتفوا بمنصة البوستات والتويتات، ففي الغد سيستخدمون منصات المدافع والصواريخ وحقول الألغام.

مازالت فزاعة الموت هي سلاحهم الفعال المؤثر، مازالوا يلعبون على وتر "ربنا يحشرك معاها" ، "حتعرف لما تطلع فوق في جهنم وتتشوي"، "حتعمل ايه والثعبان الأقرع بياكل في لحمك" ...إلى آخر تلك الرسائل المرعبة التي يستطيعون من خلالها بث الخوف في قلوب الناس، وبالتالي شلل عقولهم، فيستطيعون السيطرة عليهم. وعندما كتبوا لي ذلك قلت أتمنى أن أحشر مع نوال السعداوي وأستكمل معها الحوار الذي كان قد بدأ وإنتهى ومازالت عندي الكثير من التساؤلات.

متعة مابعدها متعة أن تُحشر بحسب تعبيرهم مع مفكر أو كاتب أو مبدع أو فنان ، المدهش أن وسواس تقمص دور ضابط المرور الذي يحدد إتجاهك للجنة أو النار ، صار وسواساً يشغل معظم البشر في مصر، منذ كشك الفتاوي الذي كان أهم سؤال فيه هو هل سيدخل مجدي يعقوب الجنة أم النار؟، وحتى نوال السعداوي مروراً بوحيد حامد ورفعت السعيد..الخ، هذا يستدعي إضافة مادة في القانون نصها الحرفي " وإنت مال ..."، حشرية في كل شئ حتى الجنة والنار ، أنفك إجعله في وجهك فقط لا في حياتي ولا أيضاً في مماتي ومصيري بعد الممات. لماذا هذا الهوس بمصير نوال السعداوي وغيرها من المفكرين بعد الموت؟، كيف واتت هؤلاء الدعاة المهاويس الثقة في مايحدث للمفكر والكاتب الحر المختلف في القبر أو في الآخرة عند الحساب؟!. إذا كان الرب جل جلاله قال إنه هو الذي يعلم الغيب، فكيف إغتصبت عزيزي الشامت هذا الحق الحصري وتاجرت به وإستعملته جواز مرور وعصا تخويف وكارت إرهاب للبشر؟، ستظل نوال السعداوي التي ترجمت كتبها لكل لغات العالم رمزاً مزعجاً للحمقى والكسالي وتجار الدين ودعاة الدم، وإذا كانت الجنة بالصدق وعدم النفاق وشرف الكلمة فأنت يا نوال في المقدمة وفي أفضل مكان.

[caption id="attachment_6708" align="aligncenter" width="300"]د. نوال السعداوي د. نوال السعداوي[/caption]