مينا ماهر يكتب: مسيحي اخواني!
دردشة...بالعربي الفصيح: (حوار خيالي مقتبس من موقف حقيقي حدث لي)
في غرفة معتمة بالكاد تضاء بلمبة خافتة...جلست أنا وسألت:
- ما عسى أن يكون سبب وجودي هنا؟
- ستعرف كل شيء حالاً!
اما هو فامتعض على كرسيه بكبرياء:
- هل انت صاحب صفحة "دردشة بدون صوت"؟
فانفرجت أساريري بعفوية بلهاء:
- أأعجبتك؟
ضرب بكفه على المكتب بشدة وصرخ:
- أتمزح يا بتاع إنت؟!
- آسف جداً يا فندم….هل مقالاتي أثارتك غضبكم لا قدَّر الله؟ ألعلَّ منشور" كلبي دليلي" قد أحزنكم؟
- لا
- هل مثلاً منشور " الناس اللي فوق"؟
- ولا هذا أيضاً؟
- إذن ما الموضوع سيادتك؟
- هل كتبت منشور تحت عنوان "مرور الكرام"؟!
تعجبت جداً وقلت مستفسراً:
- مرور الكرام؟!!! نعم فهو أيضاً من كتاباتي، ولكنه منشور كوميدي يا فندم؟ ما عسى أن يكون سبب غضبكم منه؟ فهو ليس به اية إسقاطات سياسية!!!
- أسلوبه أثار شكوكنا نحوك…
- أية شكوك...لا سمح الله سيادتك؟
- شكوك بأنك إخواني يا مينا؟!!
لم أستطع أن أمنع نفسي من الضحك...فسألني باستنكار:
- ماذا دهاك؟ ألعلي قلت نكتة؟
فقلت محاولاً عبثاً كتم قهقهاتي:
- لا أبداً حضرتك...انا آسف جداً...فعادة تنتابني نوبة ضحك هستيري كهذه دون سبب...ولا أعرف كيف أوقفها؟
- لا أراك تجيب على سؤالي؟! هل انت فعلاً اخواني ومتخفي وراء اسمك؟
أجبت بسخرية:
-حقيقةً....أحسنتم يا عفاريت… كيف كشفتم عن هويتي وأنا قد أتقنت التنكر الى هذا الحد؟! من أين لكم كل هذا الدهاء؟
ضرب بكفه مرة أخرى على المكتب:
- أتمزح مرة أخرى؟!! رد على السؤال بإيجاز...هل انت اخواني؟
- كيف لي أن أكون أخوانياً يا عالم...فقد كتبت أكثر من مقال سابق به إسقاطات ضد الاخوان؟!
- بديهي...بديهي جداً...مجرد تمويه...نحن معتادون على تلك الأساليب!
- يا حضرة... أنا إسمي بالكامل: مينا ماهر ميخائيل جورجي ميخائيل حنا!!!
- هذا لا يعني شيء...بديهي جداً...فهناك إخوانيون كثيرون يُدْعَون بأسماء كهذه!!!
- أتحب سيادتك أن أُريك كيف نصلي في الكنيسة؟
- بديهي جداً أيضاً...فهناك اخوانيون كثيرون يجيدون الصلاة بالمسيحي؟؟
علقت ساخراً:
- بالمسيحي؟؟!!! حسن جداً...ما رأيك إذن إذا حدثتك قليلًا باللغة القبطية؟
- بديهي جداً جداً...فهناك ايضاً اخوانيون كثيرون يتحدثون اللغة القبطية!!!
- ياللعجب...ما هو إذن غير البديهي في نظرك يا سيدي؟!!! أود أن أعرف...كيف توصلتم لهذا الاستنتاج العبقري من هذا المنشور الذي تفضلتم وذكرتموه، رغم أنه منشور عادي؟
- في منشورك هذا، قد ذكرت أن الضابط قد قام بأخذ رشوة في كمين في الشارع...
- صحيح! وما المشكلة في هذا؟ فنحن نرى هذا النموذج من الضباط دائماً على شاشة التلفاز كل يوم في المسلسلات والأفلام؟
- التهكم وإلقاء التهم على الضباط ما هو إلا اُسلوب اخواني يا شاطر! أتعرف؟! لو أنك قلت أنه أمين شرطة لكان أفضل!!..استحلفك بالله يا شيخ ...أرأيت بعينيك ضابطاً يأخذ رشوة في الشارع؟
- أين إذن يأخذها؟
- ماذا تقول؟؟
- أقول ما سمعت...أيعقل أنني لو كنت قلت أنه أمين شرطة كان سيصبح الأمر عادياً؟
- نعم...عادي جداً وتظل مسيحياً معززاً مكرماً!
- بينما لو كان ضابطاً؟!
- تكون اخوانياً وخروفاً لا غش فيك!!..
- عفواً...مرة أخرى...إذا كان أميناً، ماذا كنت سأكون؟...
- مسيحياً
- ظابطاً؟
- اخوانياً!!!
- أحمد الله أنني لم أقل أنه لواءٌ!... إذن فالاعتراض ليس على الرشوة نفسها، بينما هو على من يستلمها!!! وعليه أكون أنا إما مسيحياً أو إخوانياً...
- بالضبط...
- وأيهما أنا في الوقت الحالي؟
- اخوان!
استعطفته بنبرة متوسلة:
- هل لي أن أعود مسيحياً من جديد...ينوبكم ثواب؟!
- للأسف صعب جداً...
- حسن إذن...لم يكن ضابطاً سيدي...كان أمين شرطة بالفعل...هل هذا يرضيكم!!!
- فات الأوان يا هذا! ...فالمنشور انتشر وقرأه الجميع؟؟؟
- طلباتكم أوامر سعادتك!!...ماذا تقترحون؟!!
إبتسم بخباثة واسترسل حاككاً كفيه ببعض بنعومة:
- كلك نظر يا عزيزي...
- ما هذا؟! هل أنت أمين شرطة؟؟!!
- لماذا؟....هل نحن في الشارع؟؟
- ؟؟؟