عبد المسيح يوسف يكتب: متى تعترف حكومة ترودو ومصر بجدوى ورفع قيود السفر عن ”المطعمين”؟
رغم الأداء الرائع لحكومة جوستان ترودو رئيس وزراء كندا خلال الأسابيع الأخيرة، بشأن توفير كميات ضخمة من تطعيم كورونا، وتطعيم أعداد كبيرة من الكنديين، أدت لتقليل أعداد المصابين بصورة ملحوظة، خاصة وأن إقليم مثل الكيبيك، وهو الأسرع في عملية التطعيم في كندا، حصل أكثر من 75% من سكانه علي الجرعة الأولي للتطعيم، ويتم تقديم مواعيد الجرعة الثانية للتطعيم. ويعتبر هذا الحال هو نفسه في الكثير من الأقاليم أهمها ألبرتا وبريتش كولومبيا، اللتان تطلبان بفتح الحدود الدولية ورفع القيود الخاصة بالحجر الفندقي المكلف والحجر المنزلي، المكلف أيضا، إن لم يكن لدى الشخص رصيد من الرصيد المرضية، حيث سيكون الحجر المنزلي لمدة 14 يوما بدون رصيد.
فاجأنا السيد ترودو، منذ أيام بمد القيود المفروضة علي السفر دون تغيير سواء بالنسبة لغلق الحدود من الشقيق الاستراتيجي والولايات المتحدة حتى 21 يوليو القادم، وعدم تغيير قيود الحجر الفندقي لمدة 3 أيام، والعزل المنزلي لمدة 14 يوما، دون تغيير ودون أي تفاصيل، ودون استجابة لمطالب عدد من رؤساء وزراء الأقاليم في ألبرتا وبرتش كولومبيا ومرونة الكيبيك بعد أن وصلت علميات التطعيم لمراحل متقدمة فيها، مع انتظار تقدم مأمول في إقليم أونتاريو.
توقع الكثير من الكنديين، أن تستمر القيود علي القادمين إلي كندا من غير الكنديين أو المهاجرين أو المقيمين الدائمين أو اللاجئين أو العمالة المستقرة، لأن كل هذه الفئات حصلت علي الجرعة الأولي من التطعيمات المعتمدة من سلطات الصحة الكندية الفيدرالية والإقليمية، بل وبعض الفئات بدأت تحصل علي الجرعة الثانية، التي تسير عمليات التطعيم فيها بخطوات طيبة للغاية. توقعنا من السيد رئيس وزراء كندا أن يعفي من هذه القيود الكنديين والمهاجرين المقيمين الدائمين والعمالة بمختلف أنواعها من هذه القيود طالما أنه حصل على جرعتي التطعيم المعترف به من السلطات الكندية، وهي فايزر وموديرنا وإسترا زينيكا وجونسون أند جونسون، الذي لم يطرح في السوق الكندية، رغم اعتماده من وزارة الصحة الكندية، بعد أن ظهرت توصيات بوقفه في الولايات المتحدة.
لقد خابت آمال كثير من الكنديين، الذين حصلوا على جرعتي التطعيم، أو الذين خلال أيام سيحصلون على الجرعة الثانية، من أن تكون قرارات السيد ترودو أكثر واقعية واستجابة لمعطيات المجتمع الكندي، وتقدم عمليات التطعيم، والاستمتاع والاستجابة لمطالبة الناخبين، خاصة وأن الانتخابات ليست ببعيدة.
لا نفترض سوء النية أو عدم الشفافية فيما يفعله السيد ترودو، خاصة وأن التبرير واضح وهو الحفاظ علي الصحة العامة للكنديين والمجتمع الكندي، ولكن عليه أن يأخذ في الاعتبار أن كل من حصل علي الجرعتين من التطعيم فقد تحصن بصورة مطمئنة وكفاية للحفاظ علي الصحة العامة في المجتمع الكندي. ويكفي أن نعرف أن السيد ترودو أصبح يعفي فريق لوكنديان الكيبيكي لهوكي الجليد وغيره من فرق رياضة هوكي الجليد فيما يتعلق بقيود الحجر خلال سفرياتهم بين الأقاليم ومع الولايات المتحدة في مباريات كأس ستانلي الشهيرة في أمريكا الشمالية لهوكي الجليد.
توقعات شركات السياحة والطيران بأن ترودو كان من المفترض أن يخفف من قيود الحجر والسفر علي من حصلوا علي جرعتي التطعيم قبل اعلانه في 18 يونيه أنه سيمدد قيود السفر والحجر الفندقي والمنزلي وغلق الحدود مع أمريكا، وقبلها تقارير وتوصيات مستشاري رئيس الوزراء برفع هذه القيود أو تخفيفها للمواطنين الكنديين، رفع كثيرا من أسعار تذاكر السفر، ونحن في ذروة موسم السفر والصيف.
هل يدرس السيد ترودو قرار فرنسا، بوضع كندا على قائمة الدول الخضراء، حيث يحق كل مواطن كندي حصل على جرعتي التطعيم دخول فرنسا دون أي قيود أو اختبارات، طالما أثبت أنه حصل على جرعتي التطعيم.
والحال لا يختلف كثيرا بالنسبة لسلطات الحجر الصحي في مصر، التي عليها إعادة النظر في تقديم اختبار عليه كود بار لاختبار بي سي إر، علما بأن الكثير من دول العالم بدأت تتقدم في عمليات اعطاء الجرعة الثانية للتطعيم ضد كورونا، وبالتالي يكفي الشهادة أو المستند أن المسافر حصل علي جرعتي التطعيم، خاصة وأن بعض الدول الغربية ومنها كندا والولايات المتحدة تستخدم تطعيمات ثبتت فعاليتها علميا أكثر من التطعيمات المستخدمة في مصر، وبالتالي مع انفتاح العالم التدريجي، علي سلطات الحجر الصحي المصري، أن تدرس أهمية اعتماد السماح لدخول مواطني الدول الغربية، الذي حصلوا علي جرعتي تطعيم معتمد دوليا أو من منظمة الصحة العالمية، دخول مصر، دون الحاجة لهذا التحليل، والتي يمكن تطبيقها علي مواطني دول أخري تعاني من شح في التطعيم المتوفر.
وتذكرني الحكومات أحيانا بالبطيء في الاستجابة والتعامل مع المعطيات، بصورة أصبحت مقيدة للعالم، الذي يعاني من حالة عامة من الاكتئاب بسبب قيود حرية الحركة، فضلا عن أن كل هذا يضع مصداقية الحكومات في جدوى التطعيم بعد جرعتي علي حافة محك الشك، رغم أنها صرف المليارات عليه، حماية لصحة مواطنيها.
هل ننتظر خلال أيام إجابات إيجابية واضحة من الحكومة المصرية وحكومة ترودو؟
* هذا المقال كتب يوم 19 يونيه قبل أن تتخذ أوتاوا قرار برفع الحجر الفندقي والعزل المنزلي لمن حصلوا على جرعتي التطعيم.
عبد المسيح يوسف - مونتريال
عضو نقابة الصحفيين المصريين