The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

د. ناجي إسكندر يكتب: بين صفر الثانوية العامة لمريم .. وإلغاء الهوية التعليمية لفادي أيمن

بين تسكين العرض وعلاج أصل المرض! وهل يصح أن يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟!

تتلخص مشكلة فادي أيمن الطالب بكلية طب القاهرة في الاتي: أنه عندما ذهابه لأداء الامتحان أصابه الذعر وذلك عندما واجه مفاجأة غياب رقم جلوسه ضمن قائمة المتقدمين للامتحان، فسارع بالاتصال بوالده والذي حضر على الفور لمساعدته. وعند السؤال عن السبب في عدم وجود رقم جلوسه ضمن قائمة المتقدمين للامتحان، وبمراجعة شئون الطلاب لكشف غموض الواقعة أجاب العاملون بالقول: أن غياب أسم الطالب فادي أيمن من القائمة، كان بسبب أن الطالب قد قام بسحب أوراقه من الكلية وأظهروا طلبا من المفترض أن فادي هو الذي قد قام بتقديمه، وموقع عليه بإمضاء بالإنجليزية غير واضح وأقرب إلى الشخبطة، ولشدة غرابة هذا الموقف - ولحين إزالة الغموض حول ذلك الوضع - فقد سمح له المسؤولون مشكورين بإداء الامتحان ولحين التوصل إلى حقيقة الأمر. 

وقد اتضح فيما بعد، شيء أغرب من الخيال وهو أن أحدهم قد قام بإلغاء هوية الطالب فادي أيمن واستخدم هذا الشخص نتيجة فادي أيمن في الثانوية العامة؛ بعد أن تم استبدال الاسم الأصلي باسم هذا الطالب وبنفس رقم جلوس ودرجات فادي أيمن، ثم قام هذا الطالب الأخر باستخدام هذه النتيجة ليلتحق هو وبالتزوير بطب الأسنان. وبعد العديد من المتابعات والتدخل السريع لوزراء التعليم ورئيس جامعة القاهرة - جازاهم الله كل الخير - سمحوا للطالب بالاستمرار في أداء الامتحانات وحتى استكمال التحقيقات وكشف ملابسات هذه الحادثة الإجرامية. 

والشكر كل الشكر موصول لسرعة تحرك كبار رجالات التعليم بالدولة لحل مشكلة فادي أيمن... ولكن يبقي السؤال الأهم؟ 

هذه التصرفات في التلاعب في أوراق الهوية التعليمية غير مسبوقة في التخطيط الإجرامي لمرتكبيها ولم يعرفها المجتمع المصري من قبل. ومن الواضح لأي متابع ضعيف الذكاء ضلوع أكثر من فرد، وفي مواقع حساسة جدا حتى يمكن تنفيذ أركان هذه الجريمة الخسيسة الشيطانية. 

ولكنه من الواضح أيضا، أنه في الجريمة الثانية لفادي أيمن - وعلي عكس الأولى للطالبة مريم - فإننا في الأخيرة نمسك بأول الخيط بين يدينا؛ وهو طالب الأسنان ومنه يمكن الوصول إلى نهابة الخيط بل الأصح لكل الشبكة الإجرامية التي قامت بمحو اسم فادي أيمن وباستبداله باخر من على نتيجته بالثانوية العامة، ثم تم قبول الطالب المزور بطب الأسنان، ثم تم سحب أوراق فادي أيمن من كلية طب القاهرة وبدون التحقق من شخصية الطالب. وهذا التسلسل يتطلب تعاون عصابي إجرامي. 

ونحن جميعا ننتظر أن نرى العدالة تقتص من كل الذين خططوا ونفذوا هذه الجريمة القذرة، لتعزلهم عن المجتمع وتضعهم وراء القضبان، وليكونوا عبرة لمن تسول إليه نفسه مجددا بان يتلاعب بمصائر البشر. فهذه التصرفات الإجرامية تهدم كل أسس الاستقرار التي تقوم عليها المجتمعات.      

وأكرر أن الوصول لمرتكبي هذه الجريمة أهم ألف مرة من رجوع الحق لصاحبه؛ فباستخدام لغة الطب، فان رجوع الحق لصاحبه هو بمثابة تسكين العرض، أما تحديد واستئصال من هم وراء هذا العمل الإجرامي، ومعاقبتهم فهو يمثل العلاج لأصل المرض.

خاطر أخير: حول موضوع التلاعب بنتيجة الثانوية العامة:  

كنت وما زلت وسأظل أباهي بمصرنا العزيزة منشأ الحضارة الإنسانية. وضمن هذا الكثير مما أباهي به عن مصرنا الحبيبة هو: النظام العادل لامتحان الثانوية العامة للالتحاق بالجامعات المصرية، والذي يفوق في عدله كل النظم في كل بلدان العالم الأول. 

فأرجو من رجال التعليم الشرفاء والمخلصين بمصرنا العزيزة، وما أكثرهم العمل على وضع كل الضوابط التي تضمن في المستقبل عدم التلاعب بنتيجة الثانوية العامة... أما فيما يخص هؤلاء المفسدون فجزائهم الخزي والعار في الدنيا والأخرة.    

حفظ الله مصرنا العزيزة من كل سوء... تحيا مصر ....

صورة مقال ناجي