مجدي حنين يكتب: حلا شيحة مثال للشخصية المصرية
منذ أسبوعين ونحن في مصر نتابع تداعيات موقف الممثلة المعتزلة مرتين حلا شيحة، وما احدثه رد فعلها على ما كتبته تعليقاً على الفيديو كليب الذى مثلت وقبضت ثمنه من المنتج ووافقت بمحض ارادتها على تأدية دورها فية مع المطرب تامر حسنى ، ورد فعلها على تعليق والدها الذى اعلن فية ان ابنته الفنانة حلا شيحة مخطوفة وما احدثه من رد فعل للمجتمع المصرى، والذى بدورة انقسم الى نصفين، واحد معترض على تصريحات حلا ويتهمها بالتذبذب وركوب الموجة والأخر يؤيدها ويعتبر أن ما فعلتة حلا انما نصرة للدين بغض النظر عن هذ الفريق او ذاك فانى ساتكلم اليوم عن حلا شيحة كمثال للشخصية المصرية بكل جمالها وتناقضاتها وتقلباتها وتاثير الواقع الذى تعيشة على ردود افعالها وقراراتها. فحلا فتاة مصرية في ملامحها الفرعونية جداً وفى هدوءها هي ليست جيدة جدا كممثلة ولكن حضورها وكاريزمتها تقنعك بانها تؤدى أدوارها باحترافية عالية جداً لانها بملامحها وطبعها الهادىء تجعلك تشعر بانها واحدة من عائلتك أو احدى اقاربك هي موجودة في كل بيت في مصر، اى ان كل اسرة في مصر لديها حلا شيحة ولذلك هي لا تمثل بل تؤدى بمصداقية ونحن نستمتع بما تقدمة سواء كانت اخت او زوجة او أم
ولكن ما يهمنى ان اوضحه ان ما حدث في حياة الفنانة حلا هو شأن خاص بها وحدها ولا يمكن لاحد منا ان يلومها علية لان التذبذب في حياة المصريين جميعاً بين الحلال والحرام اصبح جزءً ومكون اساسى في الشخصية المصرية الجمعية واختلاط الدين بالحياة اليومية اصبح صورة مرضية عند كل الشعب المصرى بكل اطيافه ودياناته وتدخل رجال الدين في حياة المصريين جعل في عمق تفكير المصريين كلهم وأقصد كلهم تماماً منقادين لما يمليه عليهم ذلك الداعية او هذ القس فأصبح المصرى ينتظران يعرف ما هو الحلال والحرام من خلال ذلك الشيخ او هذا الواعظ والذى قد تتغير فتواه بين ليلة وضحاها وبالتالي يتذبذب وعى المصرى بين الحلال والحرام فاليوم يكون الفن حرام بفتوة وغدا حلال بفتوى آخرى الملابس والرياضة والموسيقى والعمل والكسب والاكل والأصدقاء.
وهكذا اصبحنا مسلمين ومسيحيين لا يحكم وعينا ثقافتنا تاريخنا حضارتنا قوميتنا علمنا تعليمنا بل ما يحكم وعينًا وبالتالي قرارتنا هم من يفتوا لنا. فتحول الفنانيين الى دعاة وتركوا الفن ثم معظم من ترك الفن ندم وعاد مجدداً لما كان ينادى بانة حرام وتحول الرياضيين الى شيوخ وتركوا الجهد والمثابرة والعمل الجاد وحولوا الملاعب الى منابر للدعوة والموظفون بدل من ان يجتهدوا بما يكسبون من مال وينهوا مصالح الجمهور تركوا مكاتبهم وتوجهوا الى المساجد والكنائس بداعي الصلاة، تذبذب في كل نواحي حياة المصريين ولكن ما السبب انها الهجمة الشيطانية الوهابية البدوية التي اثرت على المسيحيين قبل المسلمين والتي قسمت حياة المصرى البسيطة الطيبة والمنظمة قبلها الى حياة تابعة عقيمة سلبية تعتمد على تفكير غيرنا في تكوين وعينا فالنتيجة النهائية مجتمع متذبذب إتكالى مخادع لنفسة بانة متدين وهو بعيد تماما عن ذلك فهل من منقذ