جود نيوز أحد رعاة الحفل.. تذكرة مجانية إلى مصر! في حفل ١٩ يوليو مدينة أوروبية تعرض أراضي للبيع بثمن فنجان قهوة.. هل تفكر في الشراء؟ فتح تحقيق بحادثة انتحار ”روبوت” ابتكار زجاج ”يصلح نفسه” موجة حر تذيب تمثال أبراهام لينكولن في واشنطن كيف تتأثر الشهية بحرارة الصيف؟ للوقاية من السكري.. احذر الضوء في هذا الوقت من الليل السباحة للحامل في الصيف.. الفوائد وشروط الأمان دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للبرقوق إلغاء مباراة سموحة وبيراميدز بسبب حريق في إستاد الإسكندرية السعودية تعتزم استضافة نزالات نسائية في بطولة القتال النهائي ”يو إف سي” المهاجم الياباني ميورا البالغ 57 عاما ينضم إلى ناد جديد ولا يفكر في الاعتزال

جورج موسي يكتب: الهروب (إلى) الموت

في مقولة منسوبة لصاحب نوبل الأديب العالمي "نجيب محفوظ" يقول عن مفهوم الوطن (إن وطن المرء ليس مكان ولادته، لكنه المكان الذي تنتهي فيه كل محاولاته للهروب) وفي ظني أن هذا هو أفضل تعريف للوطن! في الساعات القليلة الماضية وقبل كتابة هذا المقال مباشرة شاهدت كما شاهد العالم أجمع مشهد سقوط مواطنون أفغان من على جناح طائرة أثناء تحليقها وهي صاعدة إلى السماء راحلة عن أفغانستان بلا رجعة في محاولة يائسة من هؤلاء المواطنين للهروب من جحيم حكم طالبان.

هذا المشهد الذي سيظل عالقاً في ذاكرة المليارات حول العالم ولن ينساه كل من شاهدوه! كان قرار بعض الأشخاص أنهم يفضلون الموت سقوطاً من على جناح طائرة على العيش في وطنٍ كالقبر حيث لا حرية ولا حياة ولا لقمة عيش بكرامة! نعم حينما تتحول الأوطان إلى قبور فلا تتعجب أن ترى هذا المشهد الحزين والذي يصلح له أن نصفه بأنه مشهد الهروب (إلى) الموت، هذا الشخص الذي رأيناه يسقط من السماء كان يعلم أن فرصة نجاته معدومة وهو صاعداً على جناح طائرة تحلق لتوها في السماء ولكنه فضَّل الموت ساقطاً من على جناح هذه الطائرة على الحياة في وطنه! نعم فحينما تكون الأوطان قبوراً لا قيمة للعيش داخل القبور! فكيف يكون وطناً من جعل أبنائه يهربون منه إلى الموت؟!

وطن المرء يحتضنه، يحميه

وطن المرء، يطعمه، يرويه

يشبعه بكسرة خبزٍ

ويروي ظمأه بشربة ماء!

وطن المرء ليس أرضاً تعلوها سماء

وطن المرء يعيشه، يكفيه!

يحفظ كرامته! يلبسه رداء!

وطن المرء صورته في المرآة

قد يتغرب عنه يوماً

فيسمع صوته يناديه

فيعود أليه يوماً ما

وطن المرء كرامته

شرفه في الدنيا

حضن أبيه

وطن المرء لا يهرب منه

بل يجري أليه ليستره

ويطعمه ويسقيه!

ويربت على كتفيه

ليطمئنه ويحميه!

وتبقي كلمة، إن الإنسانية كلها لابد أن تتوقف كثيراً أمام ما رأيناه من مشاهد في الساعات القليلة الماضية على الشاشات وأن تقدم يد العون لهذا الشعب المغلوب على أمره وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويرسل رسائل طمأنينة إلى هذا الشعب الذي رأيناه يهرب في خوف وذعر مما قد يأتي به المستقبل!

صورة مقال