جود نيوز أحد رعاة الحفل.. تذكرة مجانية إلى مصر! في حفل ١٩ يوليو مدينة أوروبية تعرض أراضي للبيع بثمن فنجان قهوة.. هل تفكر في الشراء؟ فتح تحقيق بحادثة انتحار ”روبوت” ابتكار زجاج ”يصلح نفسه” موجة حر تذيب تمثال أبراهام لينكولن في واشنطن كيف تتأثر الشهية بحرارة الصيف؟ للوقاية من السكري.. احذر الضوء في هذا الوقت من الليل السباحة للحامل في الصيف.. الفوائد وشروط الأمان دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للبرقوق إلغاء مباراة سموحة وبيراميدز بسبب حريق في إستاد الإسكندرية السعودية تعتزم استضافة نزالات نسائية في بطولة القتال النهائي ”يو إف سي” المهاجم الياباني ميورا البالغ 57 عاما ينضم إلى ناد جديد ولا يفكر في الاعتزال

مينا ماهر يكتب: مسلسل المختار (The Chosen)

دردشة بالعربي الفصيح:

أعتقد أن معظمنا قد سمع عن أو شاهد مسلسل "المختار" أو (The Chosen) وهو مسلسل أمريكي جديد عن حياة السيد المسيح يتكون من عدة أجزاء وهو من إنتاج عام ٢٠١٧؛ تم عرض جزئيين إلى الآن والجزء الثالث تحت الإنتاج! العجيب أن هذا المسلسل لا يتم عرضه على أي منصة أو قناة، بل عن طريق تطبيق (App) خاص به وأيضاً YouTube، ويتم تمويله عن طريق التبرعات المالية! 

ومن عنوان المسلسل (المختار) قد تتذكر إشعياء ١:٤٢: 

"هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، (مُخْتَارِي) الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ". 

فمن البديهي جداً أن يسوع المسيح هو المختار الذي سمي المسلسل على اسمه! لكنك لا تلبث أن تحتار بعد أن تستمع لمقدمة المسلسل التي تقول:

"تعال يا ابني…

 اقفز في الماء!

 ليس لدي مشكلة مع الفوضى التي كنت بها

 امشي على الماء!!!"

وهنا يقتبس المؤلف بمهارة شديدة من كلام المسيح لبطرس وهو في السفينة، مشجعاً إياه أن يقفز ويأتي إليه ماشياً على المياه أثناء العاصفة…ليتخيل وكأن المسيح له المجد يخاطب شخصاً ما، متغاضياً عن كل ما فعل ومعطياً إياه سلطاناً لا يستحقه! 

 

ويا لها من حيرة عبقرية من مجرد العنوان! فهل المقصود بالمختار هنا إذن هو المسيح، أم التلاميذ، أم نحن؟ وستترسخ في عقلك تلك الحيرة الشيقة بغزارة بعد متابعتك للمسلسل لأنه يسلط الضوء على التلاميذ واختيارهم وتعاملاتهم فيما بينهم، أكثر من تركيزه على السيد المسيح نفسه! ورغم عفوية وكاريزمية الممثل الذي قام بدور "يسوع"، إلا أنه لا يظهر كثيراً في الحلقات، موجهاً تركيزنا تجاه التلاميذ في أوائل أيامهم مع السيد الرب! فنراهم لا زالوا ضعفاء، ديانين، حاقدين، نمامين…الخ ومع هذا تم اختيارهم كتلاميذ له! ألعلنا نحن أيضاً مختارين؟ بكل تأكيد، فقد خلقنا جميعاً لنكون مثله وهو المختار الأعظم! لكن من يدرك قيمة هذا الاختيار غير المشروط، ويترك الله يعمل فيه وبواسطته هو فقط من سينال الإكليل بجدارة في النهاية!  

"وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ." يوحنا ٢١: ٢٥!

في اعتقادي، أن هذه الآية عينها هي ما بنيت عليها فكرة المسلسل! فالمسلسل في مجمله، ورغم تناوله لأحداث كتابية، يناقش بعمق ما وراء تلك الأحداث! أي ما لم يكتب في الأناجيل! فهو عبارة عن مواقف خيالية تدور حول أحداث كتابية! فمثلاً كلنا نعلم أن السيد المسيح قام بإخراج سبعة شياطين من مريم المجدلية، فيقوم المسلسل بالتقاط حقيقة كهذه، وغزلها بأحداث من نسج خيال المؤلف لتوصلنا إلى تلك النتيجة ذاتها، مدمجاً فيها شخصيات كتابية أخرى قد لا يكون تفاعلها وتوقيتها صحيحاً تاريخياً! ففي مثل مريم المجدلية، يصور لنا خلفيتها المعيشية وأسلوب حياتها وكيف كان نيقوديموس الفريسي يحاول إخراج تلك الشياطين - كما حاول غيره مراراً - بلا فائدة، حتى قام السيد المسيح بشفائها أخيراً!

 وعلى الرغم من تلك المحاولة الجريئة لدعوة الجميع لقراءة النص بذهن متفتح ومعايشة الأحداث على حد الفهم لنخرج منها بصورة واقعية أقرب إلى أذهاننا، إلا أن عدم الاستعانة بالمراجع والتفسيرات الآبائية والاعتماد الكلي على الخيال البحت، قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تشتيت بعد الحقائق وبالتالي تقديم معنى مختلف (غير كتابي) للمشاهد! 

الجميل في المسلسل، كما ذكرت، أنه يدعوك بلطافة أن تتخيل أحداث الكتاب المقدس في قالب طبيعي وليس كــ"حدوتة" ما قبل النوم! وهو خامة جيدة للنقاش لمن هم يدرسون الأناجيل، حيث قد يفتح آفاقاً أوسع لهم تستحق الاستكشاف! فوجود تلك الخلفية الكتابية مهم جداً وسيساعد قطعاً في استخلاص ما هو نافع ومفيد، وتجاهل كل ما هو غير دقيق ومضاف لمجرد الحبكة الدرامية!  

من سيعتمد فقط على مسلسل المختار كمصدر وحيد للتعرف على الإنجيل، ستتشوش في ذهنه -بكل تأكيد- العديد من الأحداث والمواقف؛ بل قد تؤدي إلى اختلاق إنجيل جديد في مخيلته!  لذا لا أنصح الأطفال أو الشباب الصغار بمشاهدته ما لم يكوِّنوا بعد قاعدة كتابية قوية -أو لا بأس بها- تكفي للتمييز بين الحقيقة والخيال! ويجب على الأهالي هنا اتخاذ الحكمة والوعي فيما يشاهده أولادهم حتى ولو كان عن المسيح! فهناك العديد من الأفلام المسيحية التي لا تتفق مع روح الإنجيل وتعاليم المسيح! فوجب الحذر!

في النهاية، "المختار" مسلسل ناجح وجميل بكل تأكيد لمن هم مستعدون أن يفكروا خارج الصندوق، متسلحين بالتعليم السليم الوافي لإبقاء الإيمان راسخاً وقوياً في قلوبهم! 

صورة مقال مينا