مجدي حنين يكتب: السجادة الحمراء وعبقرية نجيب ساويرس
من أول يوم منذ الإعلان عن مهرجان سينمائي في مدينة "الجونة" والأقلام المشبوهة و"أرباع" وليس حتى "أنصاف" النقاد يوجهون سهام السلفية المتجذرة في عقولهم نحو كل عمل مميز يحدث في بلدنا مصر وعندهم من الحجج المعدة سابقا ما هو كافي لإجهاض أي عمل راقي يجمل وجه مصر الذي تشوه بظهور هؤلاء الأقزام في الصورة ولكن هم لا يدرون مع من يتعاملون.
انهم يتعاملون مع عقلية رجال فوق العادة يعرفون جيدا أن يخططوا ويديروا وينجحون أي عمل يقومون به، ومن اهم وأخطر تهمة الآن توجه لشخص أو لعمل انه لا يرضى الله بمعنى إنك ممكن أن تبدأ عمل خير ولكن أعداؤك لا يعجبهم هذا، ويريدون أن يدمروا عملك فما عليهم إلا أن يذيعوا ويشيعوا انه عمل لا يرضى الله، وللوقت يكون هذا الاتهام كافي بان يهيج المجتمع المتدين ويحطمك ويحطم عملك واملك أيضا.
وهذا ما أشيع مؤخرا على مهرجان "الجونة" من النقاد والممثلين الذين لم يدعون لهذا المهرجان فقالوا عليه أنه مهرجان العرى بل واتهموا أي ممثلة تذهب إلى هذا الحدث السينمائي الثقافي الفني الراقي بانها غير "منضبطة أخلاقيا"، وأشاعوا أنه ليس بـــ"مهرجان" ولكنه تجمع لعرض احدث صيحات العرى في العالم، وهنا جاء رد المهندس نجيب عليهم ففي الدورة الماضية لمهرجان "الجونة" كشف جهلهم وضحالة ثقافتهم وانهم لا ينتمون إلى نوع من أنواع الفن بل ينتمون إلى عالم "الاراجوز" لا اكثر ولا اقل، فكل ما فعله المهندس نجيب أنه احضر على السجادة الحمراء لتكون ملكة الحفل وسيدته فأحضر سيدة مصرية عالمية فرعونية الملامح واثقة من نفسها كــ"أميرة" زيها محتشم جدا ومزين ومزخرف بأبدع ما في الكون بالزي الفرعوني الملكي الرائع أتت من أحضرت لمصر جائزة لم ولن تحصل عليها مصر من يوم أن ظهر فن التمثيل في مصر حتى الآن بل وفى المستقبل البعيد أيضا.
وقفت على السجادة الحمراء لتعلن للعالم إن مصر لديها من يمكن أن يمثلوها في ارقى المهرجانات الدولية ويستطيعوا أن يكونوا اعظم من سفراء، وان الفن في مصر ليس ذلك الذى يقدمه هؤلاء المهرجين ولكن هناك في قرى ونجوع مصر من هم أرقى واقدر واعظم أن يرفعوا اسم مصر عاليا وهذا ما فعله المهندس نجيب اظهر لهم الفن في حقيقته متمثلا في الفنانة الجميلة والعالمية "دميانة نصار" والمخرج العبقري والجميل عمر الزهيري وأتى بهم من على السجادة الحمراء لمهرجان "كان" إلى السجادة الحمراء لمهرجان "الجونة" وهنا انفضح امر "الاراجوز" وانكشفوا أولا أمام انفسهم وأمام العالم وأمام لجان التحكيم.
ولهول ما فعله بهم المهندس نجيب رجعوا إلى أصولهم واخرجوا ما يملكون من اتهامات لكى يستروا بها انفسهم ولكن هذه المرة لم تكون التهمة بان الفيلم لا يرضى الله ولكنة لا يرضى وطنيتهم وأذاعوا البيانات النارية وهم في صالات الديسكو وترابيزات القمار بان هذا الفيلم دسيسة على مصر، اذا قد كان رد إدارة مهرجان "الجونة" على من يقولون انه مهرجان للعرى قاس جدا، وقد كان رد فعلهم كما هو متوقع ساذج جدا.
وفى النهاية شكرا لمهرجان "الجونة" الذي اثبت انه ليس مهرجان للتعري كما أشاعوا بل أنه مهرجان للعمالقة والمتميزين وان السجادة الحمراء هذا العام كانت لمن يستحقها وان الفن الحقيقي ورعاته في مصر مازالوا موجودين والدليل على ذلك جائزة مهرجان كان وفيلم "ريش" ومهرجان "الجونة".