A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

مينا ماهر يكتب: الخليقة…كما لم تقرأها من قبل!

قام قايين وهابيل من على المائدة وهما يتبادلان الضحكات بمحبة جمة، مسبحيَن الله على عطاياه، ثم ذهبا لتفقد حيوانات جنة عدن، كما أوصى الله أبويهما أن يمارسا سلطانهما على كل الخليقة؛ بينما ذهبت زوجاتهما لمساعدة أمهما حواء بعد هذا الغداء الجميل الذي أعدته لعائلتها الكبيرة! وكانت تذكرهما معلمة إياهما بسر الجسد الواحد الذي قصده الله لبني البشر منذ فجر تأسيس العالم وأهمية مشاركة الله في الخليقة بأن يثمروا ويملأوا الأرض!   

أما الأحفاد الصغار فقد ذهبوا للهو بين أشجار الجنة الجميلة ومعهم عمهم الصغير شيث! وبينما كان شيث وأصدقاؤه (أولاد إخوته) يلعبون بين الأشجار، همست لهم الحية الماكرة من بين أغصان شجرة معرفة الخير والشر، حيث كانوا على مقربة منها وقالت:

-ما أجملكم يا أطفال!…ألا تودون أن ترتاحوا قليلاً تحت ظل هذه الشجرة الجميلة لتتناولوا من أطايبها؟! مؤكداً أنتم جائعون!

فقال شيث:

-لقد انتهينا للتو من تناول الغداء عند أمي! شكراً لدعوتك فنحن لسنا جائعين! 

-وما الخطأ في بعض الفاكهة اللذيذة بعد الغذاء؟!

-اخرسي واتركينا وشأننا! أتظنين أننا لا نعرفك؟! فأبي وأمي رويا لنا العديد عنك وعن مكرك؟!  

-عني أنا؟! ما أنا إلا حية كبقية حيات الجنة؟! فلا داعي للقلق بتاتاً!

-بل أنتِ لست من الجنة بالتأكيد! فنحن بنو الإنسان لنا السلطان أن نخضع كل مخلوقات الجنة بكلمة منا! فجميع المخلوقات تخضع لنا ولكل ما نقول! فإن كنت من الجنة لخضعت لمًا قلت وخرست! لذلك فباسم الله القدوس الذي عاينا محبته ومجده ونشارك في ملكوته إذهبي عنا ولا تزعجينا! 

فسكتت الحية في الحال وتركتهم يلعبون! أما هم فرحلوا إلى منطقة أخرى لينعموا ببعض الهدوء!    

وأما حواء بعد أن انتهت هي وبناتها من التنظيف خرجت هي وزوجها آدم كجسد واحد ونفس واحدة ليرعيا أشجار الجنة كما أوصاهما الله منذ البدء…إلى ما هناك وصلا لشجرة معرفة الخير والشر أيضا فلاقتهما الحية الملعونة من جديد وقالت: 

-مرحباً بصديقاي منذ الأزل، ما عساكم تأتون لتلك الشجرة؟ ألعلكما تودان الأكل منها أخيراً؟!

فقال آدم:

-قد قلنا لك مراراً دعك وشأننا، ألم تملي من كثرة محاولاتك السخيفة لإسقاطنا؟!  

 -ألم تمل أنت من عبوديتك لهذا الإله؟ ألا تشتاق لحريتك المطلقة والخاصة؟

-لماذا اشتاق للحرية وأنا حر بالفعل الآن!!

-أجد صعوبة في رؤية تلك الحرية؟

-بل أنا حر بالفعل! والدليل انه باستطاعتي أن آكل من الشجرة إن أحببت! لكني بكامل حريتي أرفض هذا؟! وأنت تعلمين جيداً إننا نفضل الحياة كعبيد لله الثالوث القدوس والعيش في شركة محبة الآب والابن والروح القدس لبعضهم ولنا، على أن نحيا عبيداً لك ولسلطانك الشرير كموتى! فعبودية الخالق حرية حقيقية، أما حريتك أنتِ فعبودية وموت وهلاك! 

فضحكت الحية بكبرياء:   

-لكني أراك تواظب على الاعتناء بتلك الشجرة أيضاً، وهذا إن دل، فهو يدل على اشتياقك للتناول منها، وإلا فدعها تموت وتذبل؟!

-أنا أعتني بكل أشجار الجنة كما أوصاني إلهي، وهذه الشجرة بالتحديد هي دليل حريتنا التي وهبنا الله لنا! لذا يجب أن نرعاها إلى الأبد ونُذكِّر أنفسنا بالنصرة التي نتمتع بها على سلطانك الرذيل! فهي تظل تذكار لكِ على فشلك، ولنا كإشارة لحياة النصرة التي نحياها مع الثالوث المقدس!

-آجلاً أم عاجلاً…سأجعلك تسقط يا آدم، أنت أو أحد أبنائك وأحفادك…

-حاولي إن كان باستطاعتك، فأنا وأهل بيتي وبيت أولادي نعبد الرب ونخدمه ونعلم أبناءنا محبته وسلطانه الذي وهبه لنا! وإن نلتِ منا يوماً ما…فنعلم انه اعد لنا أيضا فداءً غير مدرك وغير مفهوم، لينتشلنا من ظلمة السقوط والهلاك…وهذه هي عظم محبته!    

فانصرفت الحية عنه قاصدة يوم آخر لتعاود حيلها!

وفي صباح اليوم التالي اجتمعت كل عائلة آدم الجميلة حول شجرة الحياة كعادتهم كل يوم، آكلين منها مشاركين الله في حياة أبدية وملكوت لا ينتهي! مذكرين أنفسهم بالأبدية وبهويتهم وهي صورة الله التي خلقوا عليها ومن أجلها، فرحين أن يتمموا كل ابتهاج وفرح واثقين أيضا بالفداء المعد لهم من قِبل كلمة الله منذ الأزل، لخلاص من أخطأ من البشرية! 

وكان آدم وعائلته عرايا، وهم لا يخجلون! 

[caption id="attachment_7377" align="aligncenter" width="198"]صورة مقال مينا ماهر صورة مقال مينا ماهر[/caption]