6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

عبد المسيح يوسف يكتب: الخروج من الحرب في أوكرانيا .. يحتاج قائد شجاع غير أيديولوجي

بدأ الاهتمام الشعبي بالحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا يقل على مستوى الصراع العسكري وخسائره، إلا أن ما يشغل الناس حالياً، تلك الأسعار المشتعلة بسبب الحرب، خاصة أسعار الطاقة من بترول وغاز طبيعي، وكل ما يرتبط بها، فضلا عن المواد الغذائية المحورية، وتحديدا لدول عالم الجنوب، حيث الحبوب تعد روسيا وأوكرانيا من أهم مصدريها. الغريب في الأمر أنك لا تجد أي منطق في تحليل الأمور، كل فريق يسير وراء قناعاته الأيديولوجية بعيدا عن المنطق والواقع. الإعلام الغربي والقيادات السياسية وخاصة لمجموعة السبع، وفي مقدمتها أمريكا وكندا وبريطانيا وألمانيا، الأكثر تورطا في هذا الصراع يصورون بوتين على أنه ديكتاتور دموي، دون أن يعوا أو يتجاهلون عن قصد، أن دفعهم لأوكرانيا للانضمام إلي حلف الناتو، يعني جر شكل مباشر لروسيا. فلتتخيل أمريكا أن روسيا الاتحادية تشجع كندا أو المكسيك للانضمام إلي تحالف عسكري استراتيجي معها، هل ستصمت واشنطن عن ذلك؟ الإعلام الغربي، يحتاج إلي المتابعة عن قرب والتحليل، لأن ليس كل ما يكتبه يرتبط بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ونزيه عن المصالح الشخصية، خاصة وأن بعض وسائل الإعلام في مناسبات متفرقة تحصل علي دعم حكومي، تحت مسميات مختلفة. ولذا لا تستغرب أن الإعلام الغربي في مجملة يحاول تحفيز وتهييج الرأي العام في المجتمعات الغربية، تحت مسميات الديمقراطية وحقوق الإنسان والأطفال الذين ضربهم الطيران الروسي وغيرها وغيرها. في حين أن هذا الإعلام لم يسمع صوته عندما نشرت أمريكا الفوضى والخراب في ليبيا وسورية واليمن وثورات الفوضي العربية، التي أطلق عليها الربيع العربي، حيث ذهبت بنظم سلطوية، لتأتي بجماعات دينية متطرفة من تيارات الإسلام السياسي، إلي أن تم تصحيح الأوضاع بفضل الشعب في بعض الدول مثل مصر، أو التدخل الدولي المعارض للغرب مثل روسيا في سورية وليبيا. لم نسمع عن انتقادات أو تقييم الإعلام الغربي عما فعلته أمريكا من خراب ودمار في العراق وليبيا وسورية، ودعمها المباشر لجماعات الإسلام السياسي الإرهابية وفي مقدمتها داعش، التي كانت تدعي واشنطن محاربتها. كما علمونا قديما، ليس كل ما يسمع يصدق؟ لا يختلف الحال بالنسبة لجزء من الإعلام الغربي، فليس كل ما يتحدث عنه منزها عن الهوى والمصالح والأجندات. روسيا من حقها تدافع عن أمنها القومي، بالطبع لا أحد يريد الحرب، لأن من يدفع ثمنها الأبرياء من المدنيين، في حين متخذي قرار الحرب يجلسون في أماكن آمنه، وفي المفاوضات يتقابلون ويتبادلون السلام والتحديات، دون أن تكون هناك قيمة لأرواح الأبرياء، التي راحت دون ذنب أو مصلحة لها. الغريب في الأمر أن أمريكا أثبتت أنها خائفة من روسيا، وتقوم بإدارة الحرب بالوكالة، عبر طريق الشقيق الأصغر المغيب سياسيا كندا ورئيس وزراءها ترودو الذي قدم مئات الملايين من الدولارات، وذهب إلي خطوط النار في بولندا وألمانيا ليقابل قياداتها والرئيس الأوكراني، ولا يختلف الحال بالنسبة لرئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الذي نسمع صوته وتصريحات أكثر من الرئيس الأمريكي، بايدن، الذي لا دور له، ويبدو انه علي يديه سينتهي الحديث عن نظام عالمي أمريكا هي المتحكم فيه. أما الوكيل الآخر، والذي يتصرف بدون رشادة سياسية، هو الاتحاد الأوربي، الذي أعلن عن إمكانية دراسة ترشيح انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، وهذا أمر مستفز للغاية لروسيا، لأنها خطوة تمهيدية للانضمام للناتو، وهذا ما لن ترضي عنه روسيا. تعد فرنسا أكثر دول أوربا إدراكا لقوة روسيا الشاملة، ولذا فهي تتخذ موقفا عقلانيا للحفاظ على دور الوساطة النسبي بين روسيا والعالم الغرب. بعض قيادات الغرب يملأون الإعلام الغربي صياحا، في حين أن الإدارة الأمريكية "مستخبية" في صورة مخيبة لآمال رئيس أوكرانيا. أعلنت موسكو، أنه ما لم توافق كييف علي مطالبها الخاصة بتوفير أمنها القومي فالحرب لن تنتهي، ويبدو أن العالم وليس روسيا وحدها بدأت تتألم من التبعات الاقتصادية لهذه الحرب المجنونة، بسبب ارتفاع الاسعار ومعدلات التضخم حتي في دول الصناعية. ما يحزن أنه لا يوجد صوت عاقل، يبحث عن السلام، الكل يدافع عنه مواقفه وقناعات الأيديولوجية حتى لو كانت على حساب الآخرين، مدعومة بوسائل إعلام، تسوق الأكاذيب في صورة قيم إنسانية سامية، علما بأن الجميع يعلم أن الجميع "خسران" في الحروب، وأن الشعب الأوكراني لا يستحق هذه الحرب، كفاتورة يدفعها بسبب طيش بعض قيادات الغرب في التعامل مع معطيات عدم الحكمة في التعامل معها، سيوسع من نطاق الحرب لتشمل قطاعات ومناطق آخري، سيدفع ثمنها الغرب والشرق علي السواء. ولننتظر ظهور قائد عاقل رشيد يتخذ قرارا شجاعا بتأسيس السلام على أرض الواقع وتفهم احتياجات الأمن القومي لبعض الدول ومنها روسيا. عبد المسيح يوسف - مونتريال عضو نقابة الصحفيين المصريين صورة مقال عبد المسيح