The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

عبد المسيح يوسف يكتب: شهيد الكنيسة القبطية: الإعدام وحدة لا يكفي محاربة الإرهاب بالفكر المستنير

طبعا كشأن كثير أتساءل لماذا يتم قتل إنسان؟ والله ضمن وصاياه للإنسان قال "لا تقتل". طبعا الكاهن الشهيد القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة الإسكندرية، الذي راح ضحية الغدر والفكر المتطرف، قام بها شخص، أكيد يحمل فكر إرهابي، لأن الشخص، التي تم القبض عليه، يبدو مما ظهر عليه أنه بدون مأوي وفي أواخر الخمسينيات من عمره، ملتحي، وبالتالي فالسؤال لماذا في شهر رمضان، الذي يفترض فيه شهر الصوم والعبادات لدي الأخوة المسلمين، أن يقوم بقتل نفس؟ هل هذا هو الدين؟ أم المتاجرة من قبل الجماعات الإرهابية، الناشرة للفكر المتطرف الكاره للجميع، وللآخر، المختلف معهم؟ هل كنت تعلم أيها القاتل الإرهابي، أن أبونا المتنيح القمص أرسانيوس وديد "الشهيد"، وغيرها من الآباء الكهنة والمسيحيين، يساعدون أخوتهم المسلمين في شهر رمضان، بل ويقدمون لهم بعض الاحتياجات الرئيسية للحياة، مثل "كرتونة رمضان" التي تشمل عدد من السلع الرئيسية.

لن أقول فاض الكيل، لأن كنيستنا، وإيماننا، يقوم علي أن الأرض عبارة عن مرحلة، ننتقل بعدها للحياة الأبدية مع الله، وأوصانا السيد المسيح، "أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم"، ولكن أصحاب الفكر المتطرف، ممن هي عقولهم أو أياديهم ملوثة بالدماء، يسيئون تفسير هذا الإيمان، الذي يقوم علي المحبة. المسيحية ديانة تقوم علي المحبة والخلاص.

ناشرو الفكر الإرهابي توقفوا عن تأليف أكاذيب من خيالكم المريض، عن المسيحيين، الذي يقبلون بعض في الكنائس، والذي يشربون الخمر ليل ونهار، وغيرها من الأكاذيب التي صدقها الجهلة والأميين ومحدودي التعليم أو المتعلمين ولكنهم تربة خصبة للكراهية والغيرة من الآخر، مما جعله يحمل أفكار متطرفة تجاهه، تحت غطاء مشروع إرهابي يوظف الدين.

لا أشك أبدا في وطنية الرئيس عبد الفتاح السيسي، علي المستوي الشخصي، ومحاولاته للإصلاح خاصة للفكر الديني الإسلامي، إلا أن هناك رفض وعقبات في بعض المؤسسات الدينية الإسلامية وفي مقدمتها مؤسسة الأزهر الشريف، وكلنا يتذكر موقف شيخ الأزهر من داعش ومن الاعتكاف في منزله رفضا لدعاوي الرئيس السيسي لتنقية التراث الإسلامي مما فيه من فكر متطرف شأن أفكار ابن تيميه، التي تعد الوقود الجماعات الإرهابية المتطرفة، التي تختفي خلف الدين.

قديما، كان من يقتل كاهنا، قبل التحقيقات، الكل، مؤسسات الدولة والإعلام، يصفونه، بالمهتز أو المختل عقليا، لتعويم القضية، والغلوشة عليها، لكن الآن الوضع اختلف مع وطنية رئيس مثل السيسي، يؤمن بأنه لا فارق بين مواطنة المصريين علي اختلاف دينهم أو لونهم أو عرقهم. ولذا رأينا مؤخرا أن من يقتل نفسا، يكون الحكم عليها بالإعدام.

الحكم بالإعدام، ربما يكون حاسما علي قضية فردية، لكن الإرهاب بالإساس قضية فكر. لكي تواجه الإرهاب علي الحكومة المصريين، وصانعي الرأي العام من المثقفين وكبار المسؤولين أن يواجهوا الفكر المتطرف للجماعات السلفية وغيرها من الجماعات الإسلامية، التي تبث ليلا ونهارا الفكر الإرهابي المتطرف، تجاه المجتمع وخاصة تجاه المسيحيين.

لقد تحملت حكومات مبارك السابقة جزء كبير من هذه الأزمة، في اتفاق ضمني غير معلن، بأن يترك مبارك الساحة للجماعات الإسلامية المتطرفة لكي تتمدد وتنتشر خاصة في الأرياف، مقابل أن تتركه هو وأولاده سالمين، دون أن تنغص عليهم الحكم. يعني كانت صفقة ضمنية غير معلنة يترك فيها مبارك الشارع للجماعات الإسلامية، لتنشر فكرها المتطرفة، مقابل أن تتركه ينعم بالسلطة دون مشاكل، لأنهم الجماعات المعارضة الوحيدة، التي تسلك العنف والدموية للتعبير عن مطالبها، مقارنة بباقي القوى المدنية المعارضة مثل الأحزاب أو منظمات المجتمع المدني.

الفكر الإرهابي للجماعات الإسلامية تم نشره عبر سنوات طويلة في الإعلام والمدارس والجامعات والوزارات والمؤسسات الحكومية والمؤسسات السيادية، ومنها انتقل الارهاب والتطرف للشارع وبين المواطنين والأندية. هل يعقل ألا يوجد قبطي مسيحي واحد في المنتخب المصري، الذي يعبر عن شعب تعداده حوالي 107 ملايين نسمة، أكثر من 15% منهم مسيحيين. وعندما يفوز المنتخب يخرج علينا الإعلام المتطرف بعبارات منتخب الساجدين، وعندما يهزم، لا نسمع شيء عن التوظيف السيئ للدين في كل شيء.

الإعدام وحده لا يكفي، نحن في حاجة لنحارب الإرهاب بالفكر المستنير، نعم نحارب الإرهاب، الذي عانينا منه جميعا في سيناء والعريش ومختلف محافظات مصر، بالفكر المستنير، حتي لو تطلب الأمر أن يكون هناك اختبارات شأن كل الدول المحترمة للوظائف الحكومية. ونظفوا المدارس والوزارات والمنابر في المساجد ووسائل الإعلام من الحناجر والأصوات والشخصيات المتطرفة، التي تبث سمومها، وتنشر الإرهاب والدم في الجمهورية الجديدة، التي يدعو إليها رئيس وطني، هو الرئيس السيسي.

ولننتظر ماذا ستفعل مصر لتحارب الفكر الإرهابي؟ ليس بالإعدام فقط.

مونتريال -  عبد المسيح يوسف: عضو نقابة الصحفيين المصريين