عماد برسوم يكتب: رحم الله الشهيــدة
"رحم الله الشهيــدة" شيرين أبوعاقلة، نعم لابد من الترحم عليها وعلى كل من يرحل عن عالمنا، إنه أقل شيء يمكن تقديمه إلى شهيدة الإعلام والصحافة.
لم أتصور أن أشهد اليوم الذى ينشغل العالم العربى فيه بقضية الترحم وهل يجوز الترحم على غير المسلمين أم لا، ثم يمتد هذا النقاش من المحيط إلى الخليج، ما بين معارض بشدة للترحم عليها ومؤيد على استحياء. في النهاية المصيبة واحدة وهي اننا نقاش أمر لا يجوز حتى ابداء الرأي فيه، لأنه أمر بديهى طلب الرحمة للراحلين.
الشهيدة شيرين أبوعاقلة مراسلة صحفية للجزيرة وكانت تقوم بتغطية أخبار الأرض المحتلة. هى فلسطينية وتحمل الجنسية الامريكية، قتلها جيش الاحتلال الاسرائيلى غدرا وعمدا لقيامها بتغطية العملية العسكرية ضد مخيم جنين.
خطأ الشهيدة شيرين أبوعاقلة الوحيد هو أنها مسيحية! نعم في هذا الزمان أصبحت العقيدة خطأ لصاحبه يحمله معه حتى الممات تم يلاحقه إلى اللحد.
ماذا حدث ليظهر لنا هذا الفكر الغريب والتظاهر له، ثم يدعون له على كل منصات التواصل الاجتماعى، وكأن الراحلة كانت تمثل خطرا على الإسلام.
وبالتبعية وعلى نفس القياس طالب كل من رفض الترحم عليها بألا يُطلق عليها شهيدة، لأنه وفقا لهم لا تنطبق عليها مقومات الشهادة وبالتالى لن تدخل الجنة! وهنا نسألهم هل الجنود المصريون اللذين حاربوا منذ عام 1956 و حتى 1973 و استشهدوا دفاعا عن كل هؤلاء العرب المعترضين على الترحم لا يجوز أيضا الترحم عليهم أو احتسابهم شهداء من كان منهم غير مسلم؟
ثم تخرج مجموعة أخرى تحاول أن تُزوّر و تفبرك منشورات على منصات التواصل الاجتماعى تقول أن بابا الإسكندرية أصدر بيانا قال فيه أن الشهيدة لن تدخل الجنة لأنها أرثوذكسية!! وليست كاثوليكية!!
حتى في الكذب والافتراء فاشلون، جاهلون بماهية الارثوذكسية و الكاثوليكية.
طالما رفضت الحديث في هذا الموضوع، وكنت أعتقد أن مثل هؤلاء المُغرضين هم خارج أي دين أو عقيدة أو حتى ينتموا إلى الإنسانية، لكن هذا الأمر كالقشة التي قصمت ظهر البعير، كفانا عدم قبول الآخر، كفانا كراهية، والدعوة الى أشياء ليست من أي دين أو عقيدة و لكنها مجرد تفسيرات خاصة بأصحابها لأحداث وقعت بعينها في زمان و مكان آخرين.
العزاء الوحيد أنه مازالت الأغلبية رافضة لهذه العقلية المدمرة لأى مجتمع وتقوم بدورها في محاولة إصلاح ما تم إفساده على يد رعاة التطرف والرجعية و التشدد و الكراهية.
رحم الله الشهيدة شيرين أبوعاقلة، وعزاء خالص لأسرتها وزملاءها، مع دعاءنا لها بالرحمة و احتسابها في الجنة.