6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

جورج موسي يكتب: الُملقن الخفي

في هذا اليوم تشاجرا بشكل مختلف! كان الشجار هذه المرة عنيفاً لدرجة كبيرة، ليس المقصود بالعنف العنف المادي ولكن العنف اللفظي وهذا العنف كان من جانب واحد، وكان هذا الجانب جانبه هو!

 قال لها في ثورة غضبه خصال وصفات سيئة فيها كان يعلم علم اليقين أنها ليست حقيقية ولكنه قالها لكي يغضبها، وكأن كان هناك "ملقن خفي" يستتر داخله يتخفى تحت جلده يلقنه ما يقوله كي ما يجعلها تستشيط غضباً، أتهمها بالإهمال واللامبالاة وعدم الاهتمام وبالتقصير في كذا وكذا و….. ،…..،….. كان يقول الاتهام يليه الاتهام وهو يعرف أنه أتهام كاذب وغير حقيقي.

كان نصفه بل كله يرى أنه يكذب بل يهذي فيما يقول! ولكن هذا الملقن اللعين المستتر تحت جلده كان يريدها أن تغضب، كان يريدها أن تحزن فأهانها لدرجة لا تحتمل! 

أما هي فكانت تنظر إليه صامتة ودموعها تتساقط كقطرات حزينة تتقاطر دون انقطاع في سرعة تضاهي سرعة كلماته واتهاماته التي كان يطلقها كجندي مهزوم بائس يطلق طلقاته في شتي الاتجاهات تعبيراً عن يأسه!

كانت تنظر إليه ولكنها لا تراه بل ترى شريط الأيام يمر أمام ناظريها! كانت ترى شبابها وصحتها وتضحياتها في هذا الشريط الحزين البائس! لم تستطع الوقوف فلم تعد أقدامها تحملها فألقت بجسدها على أقرب كرسي ومسحت دموعها ونظرت إليه لدقيقة أخرى ثم نظرت لأسفل ثم استجمعت قواها ورحلت في صمت!

رحلت للأبد ولن تعود، لم تعاتب ولم تدافع عن نفسها ولم تناضل من أجل البقاء! كانت ترى أنه حان وقت الرحيل! أما هو فلم يكن يعلم أن يوماً ما ستصل هي إلى هذه النقطة المستحيلة نقطة الرحيل (والرحيل أنواع) رحلت وتركته وقد تيقن أنها قدره وحب عمره الذي حرم نفسه بنفسه منه بسبب "ملقن" غبي سمح بوجوده تحت جلده بل وتركه يكبر يوماً بعد يوم حيث كان يتغذى على كبرياؤه وحبه للتملك وعجرفته وشعوره بأنه الأفضل والأحسن وأفكار بالية كثيرة دخلت عقله وشربها منذ حداثته من مجتمعه الذي يتقدم للوراء!... تمت

[caption id="attachment_7702" align="aligncenter" width="300"]جورج موسي جورج موسي[/caption]