مجدي حنين يكتب: هيجى منين الخير
ما حدث لفتاة جامعة المنصورة يثبت وبالدليل القاطع ان المجتمع المصري –المتدين- لا يمكن إصلاحه وان كل المحاولات سوف تأخذ مكانها في صدارة الفشل وان الاصلاحيين والتنويريين سوف يقفون عاجزون ان لم يتحولوا رويدا رويدا ليتشكل مكنونهم ليكون جزء من نفس العقلية المخربة بفعل فاعل.
ان كل نواحي ومنحنيات وتضاريس مداخل ومخارج الفكر المصري قد دمر تماما واصبح في قمة منحدر الهبوط ولا يستطيع كان من كان ايقاف ذلك الانحدار.
ان القصة ليست قصة شاب يحب فتاة ويريد الارتباط بها رغما عنها هذا ممكن ان يحدث في كل المجتمعات، ولكن القصة اعظم واضخم من ذلك بكثير، القصة ابتدأت من ٩٠ عاما ماضية وتحديدا عندما سيطرت على ملك مصر وقتها فكرة الزعامة الدينية وقتها فقط قدمت أول التنازلات من المصريين نفسهم لخراب مجتمعهم، حين سمح لإثنين من السوريين ليزرعوا في فكر شعب متحضر اكثر من الاوربيين اول جريدتين ارهابيتين قسمت ظهر المجتمع وصنفت أفراده على أساس طائفي، عندما سمح الشعب العظيم بان يحكمه مجموعة من الفشلة والمرتزقة والبلطجية ادعوا انهم ضباط احرار وما فعلوه فى درة البلاد كان اشد دمارا من احتلال الهكسوس لمصر.
واخيرا عندما فشلوا تماما اجهزوا تماما على ما تبقى من مبادئ وابداعات واصالة هذا الشعب وتوجوا خرابهم بالاحتلال الوهابي وقتها فقط تأكد أشد اعداء مصر بنهاية اسطورة اعظم شعوب الارض، فالتأثير الوهابي على البشرية سيمتد لقرون وقرون وستقبع مصر في قاع هذا المستنقع لأزمنة طويلة ان لم يكون الى النهاية، وعبثا سيضيع تعب كل التنويريين فى اعطاء قبلة حياة لذلك المارد المسجى بلا حراك.
ان أردنا ان نصلح من امر المجتمع ليصبح مجتمع مصري طبيعي ويسترد هويته الابداعية الفرعونية الحقيقية فيجب علاج أكثر من ١٠٠ مليون مصري من اثار الاربعة الاجيال الاخيرة وأنى ارى ان جهود القيادة السياسية لإخراج البلد من وضعها الحالي رغم انها جهود صادقة ووطنية ترقى إلى مستوى المعجزة سوف تفشل ان لم يحرر المجتمع من قيود الوهابية المقيتة، حمى الله مصرنا الحبيبة وجعل من خططوا لها هذا المصير هم اول ضحاياه.