ابرام مقار يكتب: الكرة المصرية بين الفرز الطائفي والاجتماعي
انتشرت علي الفيس بوك صورة قديمة لآبن أخت رجل الأعمال وصاحب نادي المقاولون العرب، "عثمان أحمد عثمان" وهو يحصل علي جائزة أفضل لاعب بالنادي وخلفه فتى صغير شاحب الوجه، هو اللاعب محمد صلاح.
ومنذ عام صرحت والدة اللاعب أسامة فيصل، أن أسامة نبيه المدرب العام للزمالك سبب رحيل أبنها عن الزمالك حيث رفض المدرب العام قيد حسين من أجل قيد نجله يوسف، بعد أن كان الكثيرون يتوقعون مستقبل باهر لحسين فيصل
وفي واقعة أخري، صرح أسامة نبيه نفسه في حوار تليفزيوني لقناة "أون سبورت"، أن هناك مسئول كبير في نادي الزمالك ضحي بلاعبين ممتازين وهم أحمد عيد وأحمد محمود واللذان كانا ينتظرهما مستقبل واعد، وتم التضحية بهم فقط ليضم هذا المسئول نجله بدلاً منهما، والأغرب أن أبن المسئول الكبير كان يتدرب مع الفريق الأول بدون قيد لانضمامه بعد إنتهاء فترة القيد.
ولم يكن الأهلي مختلف عن ناديي المقاولون العرب والزمالك، فقد استبعد الأهلي الناشئ مروان صلاح ليُبقي علي حارس المرمي الناشئ مصطفى شوبير نجل لاعب الأهلي السابق والإعلامي الحالي أحمد شوبير، ليقع اختيار بايرن ميونخ علي مروان وليتم اختياره من أفضل ٢٠ موهبة بين ٢٥٠٠ حارس مرمي تقدموا للاختبار، وهناك توقعات بانضمام حارس مرمى الأهلي المستبعد إلى النادي الألماني الكبير
وبتلك الوقائع والتي هي فقط علي سبيل المثال لا الحصر، فغيرها الكثير وبملاحظة أن الكرة المصرية الآن مليئة بتلك الوقائع وانحياز الآباء للأبناء علي حساب الموهبة، فبالملاعب المصرية الآن وبخلاف السابق ذكرهم، لدينا اللاعبين سيف أبن فاروق جعفر ويوسف ابن هادي خشبة وعمر إسماعيل يوسف ويحيى وائل رياض ويوسف خالد الغندور وأدم أحمد أيوب وعلي عبد الحليم علي وعبد الرحمن عماد النحاس ويوسف سيد عبد الحفيظ والحبيب أحمد حسن وأحمد نادر السيد وحفيد إكرامي، والملاحظ أن جميعهم يلعبون في أندية أبائهم!
يبدو أننا مُقبلين علي حقبة كروية مليئة بالمحسوبية والفساد، فبعد أن كانت الأندية الرياضية ممنوعة علي اللاعب القبطي دخولها، أصبحت ممنوعة علي المسلم العادي من غير أبناء اللاعبين، وبعد أن كان الظلم طائفي بسبب ديانة صاحب الموهبة، أصبح الفرز طبقي بناء علي الوضع الإجتماعي الرياضي لأهل بيته. وبعد أن كان الأندية تبحث في أسم الناشئ عن أسماء جرجس أو مينا أو بيتر لاستبعاده، أصبح الأندية تبحث عن أسم لاعب سابق في أسم الأب أو الجد لقبوله. وتستمر حقيقة أن الظلم فيروس معدي يتفشى في المجتمعات حال قبوله، ومن أستبعد موهبة قبطية بالامس، سيستبعد المسلم الموهوب حال وجود أبنه أو أبن زميله اللاعب اليوم. وبين مواهب قبطية ضاعت علي مصر في الماضي والحاضر ستضيع مواهب غير قبطية كثيرة في المستقبل، والخاسر الأكبر هو مصر ومنتخاباتها والتي لم تعد لفظ "الوطنية" لائقة بها حيث سيحتكرها مجموعة منتقاة من المصريين للاسف الشديد